من وقت لاَخر يبدو أن هناك أبوابا للتفاوض بين أمريكا وإيران تدور في السر رغم إصرار الطرفين علي أن التفاوض أمر مستحيل.. وفي تقديري أن هناك لعبة سياسية كبري بين إيران وأمريكا وأن إيران استطاعت أن تكسب أوراقا كثيرة في هذه المواجهة وقد ساعدها علي ذلك الموقف المتأزم للقوات الأمريكية في العراق والمستنقع الذي غرقت فيه 5 سنوات كاملة، كما أن عجز الإدارة الأمريكية عن حسم الموقف في أفغانستان جعل إيران في الموقف الأقوي، يضاف لذلك كله ارتفاع أسعار البترول وحالة الارتباك التي تعانيها أسواق البترول والمال كلما تجدد الحديث عن ضربة عسكرية أمريكية أو إسرائيلية لإيران. في الأيام الأخيرة وعندما لاحت في الأفق مبادرات مفاوضات بين أمريكا وإيران هبط سعر البترول بنسبة 20% في أيام قليلة وهذا يعني أن أي اتفاق بين الدولتين يمكن أن يهبط بسعر البترول إلي أقل من 100 دولار للبرميل وهذا إنجاز كبير. لقد بقيت شهور قليلة للرئيس بوش في البيت الأبيض ولاشك أنه الاَن يفضل أن يرحل في هدوء ويكفي ما تركه من أزمات ومشاكل للشعب الأمريكي سوف يحتاج لسنوات طويلة حتي يزيل اَثارها. إن اَثار الحرب العراقية الأفغانية سوف تظل لسنوات قادمة تمثل نزيفا ضاريا للاقتصاد الأمريكي.. وعلي الإدارة القادمة في البيت الأبيض أن تعالج المصابين في الحرب وتوفر لهم المعاشات والتأمينات وأن تدفع تعويضات لاَلاف القتلي.. إن هناك فضائح كثيرة في الملف الأمريكي في العراق وأفغانستان وسوف يتم الكشف عنها في عهد الإدارة الجديدة ولن ينجو الرئيس بوش وعصابته من عقاب قادم قد يدفع به يوما إلي سجلات مجرمي الحرب.. ولهذا فإن إيران تجني الاَن ثمار معركة سياسية خاضتها ببراعة واقتدار واستطاعت أن تنزع نصرا سياسيا كبيرا من الغطرسة الأمريكية رغم كل الضغوط والعقوبات التي تعرضت لها سنوات طويلة.. ولكن المهم من يضحك أخيرا.