تحاول إيران تضييع كل فرص المواجهة العسكرية مع امريكا.. وفي نفس الوقت تسعي لمد جسورها مع كل دول المنطقة.. زار الرئيس الايراني احمدي نجاد السودان.. ثم السعودية وأعلنت ايران موافقتها علي الاشتراك في مؤتمر دولي في بغداد لمناقشة الازمة العراقية.. وهذا يعني ان ايران تسعي لفك الحصار الدولي عليها وهي تريد ان تؤكد انها طرف اساسي في كل الصراعات في المنطقة العربية.. لقد ذهب نجاد الي السودان ليؤكد موقف بلاده ضد الضغوط الامريكية والاوروبية علي السودان سواء في مشكلة الجنوب او في ازمة دارفور.. ثم ذهب الي السعودية يفتح حوارا حول الموقف في العراق.. ولبنان.. والقضية الفلسطينية والعلاقات بين ايران ودول الخليج.. وهو في كل الحالات يريد ان يؤكد ان ايران لا تمثل ابدا اي تهديد لجيرانها كما تزعم الادارة الامريكية.. واذا استطاعت ايران ان تدخل في صفقة كبيرة مع امريكا بشأن العراق فسوف تتحول كل الحسابات في المنطقة لصالحها وسيخرج العالم العربي خاسرا كل شيء.. ولاشك ان اوراق ايران في العراق هي الافضل والاقوي بسبب المكان.. والعقيدة.. وانهيار الموقف الامريكي امام المقاومة العراقية.. ان الرئيس بوش رغم كل مواقفه المتشددة تجاه ايران سوف يقبل ان تمد يدها لتساعده علي الخروج من المستنقع العراقي حتي لو اخذت الثمن.. والادارة الامريكية لن تمانع في صفقة مع اي طرف يساعدها في العراق وهي فرصة ذهبية لايران.. يحدث هذا في الوقت الذي ابتعد فيه العالم العربي تماما عن هذا الجزء من الارض العربية.. ان العرب الان يسلمون العراق للادارة الامريكية والتوسع الايراني والموساد الاسرائيلي.. وفي ظل الغياب العربي وهو شيء مؤلم للجميع اصبح العراق كل العراق بعيدا تماما عن امتداده التاريخي وتحول الي غنيمة لاطراف كثيرة خاصة ان لكل طرف مصالحه التي يسعي اليها ويبقي البترول هو الورقة الرابحة التي يجري خلفها الجميع.. وما بين العراق شمالا والسودان جنوبا ودول الخليج شرقا تتحرك الدبلوماسية الايرانية بذكاء شديد امام حسابات جديدة تحاول ان تفرضها علي المارد الامريكي الاوروبي المهزوم.. ولاشك انها فرصة نادرة في سياسات وحسابات الدول لان لكل مهزوم طرفا اخر يرث دوره او يشارك فيه ويبدو ان ايران سوف ترث اشياء كثيرة في المنطقة امام غياب العرب وهزيمة امريكا وخوف اوروبا وغياب القوي الاقليمية وعلي رأسها مصر.