«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد مجاهد الزيات: لن تتمكن إيران من صنع القنبلة النووية .. ولا يوجد ما يسمى " القنبلة الإسلامية "
نشر في مصر الجديدة يوم 21 - 10 - 2009

الإسلام غطاء يستخدمه النظام الإيراني لتحقيق أهداف قومية
لا يجب أن نستبدل العدو الإسرائيلي بالإيراني ولكننا نرفض أن يكون التمدد الإيراني على حساب المصالح العربية
إيران تلعب ب" التشيع " دوراً سياسياً ونظامها عنصري

.. في الحديث عن إيران ومخططاتها ومشروعها الإقليمي . يقف الدكتور محمد مجاهد الزيات نائب رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط موقفاً " عقلانياً " يقيه أن ينجرف خلف شعارات رنانة براقة يرفعها الفريقان " المؤيد والمعارض " , وتحركها المشاعر العاطفية إما تمجيداً أو تخويفاً .
هذا الموقف العقلاني يجعل نظرته ثاقبة وأكثر شمولية وعمقاً . وباعتباره محلل استراتيجي يمتلك خبرة طويلة علاوة على خلفيات ذات طبيعة خاصة , فإنه يحلل الوقائع ويربطها بما مضى ليقدم قراءة هادئة غير متشنجة للأمور , مشدداً على أنها " مجرد" قراءات وليست توقعات .
نجده يؤكد أن من حق إيران أن يكون لها طموح بل طموحات وأحلام , وأن تسعى جاهدة لتحقيقها فهذا " حق مشروع وشرعي " لها , لكنه في نفس الوقت يشترط ألا يكون تحقيق هذه الطموحات والأحلام على حساب غيرها من الدول التي هي الأخرى من حقها أن تمتلك مشروعاً ويكون لديها طموحات .
وهو يرى أن كل مساحة تكتسبها إيران هي بالقطع مساحة تركتها مصر , لذا فإنه يشدد على ضرورة ألا يترك لإيران فراغ لتشغله , وألا يسمح لها بالامتداد والحد من النفوذ المصري الإقليمي لأن ذلك ليس من مصلحة مصر والمنطقة .
في حواره مع " مصر الجديدة " يكشف الزيات أهداف المشروع الإيراني , ويرصد لنا وسائله , ومخاطره , ويقدم قراءة بسيطة للهاجس النووي الإيراني , ويحلل تحالفاتها بالمنطقة ومصيرها , وعلاقتها بالولايات المتحدة وإسرائيل , وما هي البضاعة الاستراتيجية التي تسعى طهران لامتلاكها لتساوم بها , وما هي احتمالات نجاح البرنامج النووي الإيراني , واحتمالات الصدام مع أمريكا وإسرائيل , ويتناول مبدأ " البراجماتية " أو المصلحة المهيمن على كل تعاملات وقرارات إيران , ودوائر حركتها , وحقيقة اللعب بورقة " الإسلام " و " المقاومة " ونشر التشيع , وغير ذلك من القضايا قدم الزيات إجابات لما تثيره من علامات استفهام في حواره التالي .
· هل هناك مشروع إيراني بالمنطقة ؟
هناك مشروع استراتيجي إيراني واضح المعالم , بدأ في المنطقة منذ فترة طويلة منذ سقوط النظام العراقي السابق ونظام طالبان في أفغانستان . حيث بدأت إيران تفقد المنافس لها في منطقة الخليج بالتحديد , وهو ما أعطى لها حرية حركة في المنطقة بأكملها . ونجحت في نسج تحالفات مع أطراف مؤثرة في المنطقة سواء كانت تلك الأطراف دولاً مثل سوريا , أو حركات وقوى مثل حزب الله في لبنان وحماس والجهاد في فلسطين , والكثير من الأحزاب والقوى والتيارات السياسية في العراق .
· ما هي وسائل وآليات إيران لتحقيق هذا المشروع ؟
الانتشار الإيراني أخذ عدة محاور . الأول داخل العراق حيث تغلغلت في جميع أنحاء العراق وعلى كافة المستويات إلى درجة أن هناك حديث اليوم أن إيران تتعامل مع أطراف سنية في العراق , وفي نفس الوقت الذي تتعامل فيه مع أطراف شيعية , وحتى هذه الأطراف الشيعية فهي تتعامل مع مختلف توجهاتها رغم أنها متنافسة فيما بينها . وهذا التنافس لم يؤثر على تحالفها مع هذه الأطراف وأطراف أخرى .
أما في منطقة الخليج فقد ارتفع صوت إيران فيما يتعلق بوجهة نظرها لمنظومة الأمن في الخليج فبدأت ترفض أي وجود أجنبي أو إقليمي , ولعلك تلاحظ أن مجرد انعقاد مؤتمر أبو ظبي لتسع دول عربية والذي من قراراته الوقوف في وجه أي قوة غير عربية تتدخل في الملفات الإقليمية , أعقبه مباشرة التهديد الإيراني للبحرين وكان هذا رد طهران .
كذلك فإن الواضح أن إيران تتحرك في الملف اللبناني بصورة عميقة . وهنا فإن إيران لا تتحرك في الوسط الشيعي فقط بل امتد تحركها للوسط السني كذلك .
· ما هي أهداف المشروع الإيراني وتحركات إيران ؟
الأهداف في تقديري أن إيران تحاول الدخول في الملفات ذات الاهتمام بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل . لأن إيران عينها على الملف النووي والحوار الذي سيجري بخصوصه مع إدارة الرئيس أوباما . وهي لذلك يجب أن تسعى لامتلاك أوراق أسميها " بضاعة استراتيجية " تستطيع بها المساومة . فالاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة ترتكز بصورة أساسية على دعم أمن إسرائيل , أو أن التسوية تنطلق من مبدأ الحرص على أمن إسرائيل . وبالتالي من هنا جاء التغلغل الإيراني في الملف الفلسطيني من خلال حركة حماس لتوضح للولايات المتحدة أن أي حل لابد أن يمر عبرها , وكذلك فإن الولايات المتحدة معنية بأمن الطاقة , وبالتالي فارتفاع صوت إيران فيما يتعلق بمنظومة الأمن في الخليج والحديث عن وجود تأثير فيما يتعلق بقضية أمن الطاقة . وأعتقد أن علاقتها المتطورة مع السودان ليس فقط للتواجد في الحديقة الخلفية لمصر وإنما لتطل على البحر الأحمر وهو مسار نقل الطاقة والذي هو أحد الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية .
أما النقطة الثالثة أن تواجد وتغلغل إيران في الملف اللبناني لدعم الموقف السوري ولصياغة التحالف الإقليمي المؤثر . فالولايات المتحدة والدول الأوروبية وخاصة فرنسا " معنية " باستعادة الدولة اللبنانية سيادتها . واليوم توازنات القوى في الداخل اللبناني وحزب الله ودوره يؤكد أن إيران طرف أساسي في أي لعبة سياسية أو حديث عن توازن القوى داخل لبنان .
وبالتالي فإن إيران تمتلك وتسعى لاستثمارها لمواجهة الولايات المتحدة .
والجديد أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد طرح منذ فترة رغبته في صياغة تحالف بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق يضم إيران وتركيا وسوريا والعراق . وأعتقد أن تركيا لن تشجع هذا التحالف , ولكن نجاد يحاول عمل تكتلات تحالفية في مناطق مختلفة تثبت في النهاية أنه الطرف الفاعل الرئيسي في المنطقة .

· ألا يتعارض المشروع الإيراني مع مصالح دول المنطقة خاصة مصر ؟
دعنا نسلم أن من حق إيران أن يكون لها مصالح وتسعى لتحقيقها . وأن هناك 4 لاعبين أساسيين في المنطقة ( مصر , إسرائيل , تركيا , إيران ) . لكن الحقيقة أن إيران لم تسع إلى محاصرة النفوذ التركي بل تسعى للتحالف معه , وكذلك فإنها لا تسعى لمواجهة إسرائيل , فطوال أزمة غزة لاحظنا أن هناك سقفاً للتعامل . السقف الأول بدأ بالتحريض وهو جزء أساسي فيه الطرح الخاص بالثورة الإسلامية وهذا التحريض أو ما يسمى بدعم حركات التحرر في مواجهة الاستكبار العالمي نجده في المادة 152 و154 في الدستور الإيراني . وليس المقصود فقط دعم الحركات الإسلامية بل أي حركات في مواجهة الأطراف المعادية لإيران , فهي تساعدها لتستثمرها . إذن حركتها مع إسرائيل في أزمة غزة الأخيرة كانت مربوطة بسقف , فقبل أن تبدأ الحرب بدأت طهران تشن حملة على مصر . وكانت مفاجأة . وأعتقد أن الهدف من ذلك كان هو أن مصر تسعى للتهدئة بين حماس وإسرائيل وهذه التهدئة ليست من مصلحة إيران , فإذا حدثت التهدئة توقف الدور الإيراني ! إنما المطلوب أن يستمر الاحتقان الإسرائيلي الفلسطيني .وبالفعل بدأت إيران بشن حملة منظمة ورسمية شملت كل أنحاء إيران , حتى خطبة الجمعة والتي هي في الأصل لها هدف سياسي . والأطراف المرتبطة بإيران في المنطقة تحركت هي الأخرى ولأول مرة نرى مظاهرات في منطقة القطيف شرق السعودية تهاجم مصر , وكذلك في البحرين علاوة على مظاهرات لحزب الله كلها تهاجم مصر قبل أن تبدأ الحرب !! وأثناء الحرب تصاعد الهجوم وكأن القضية أن مصر هي التي تعتدي على غزة وليست إسرائيل . وعندما تململت بعض القوى الفلسطينية وطلبت تحريك الجبهة السورية واللبنانية , زار مسئولان إيرانيان ( أمين المجلس الأعلى للأمن القومي ورئيس مجلس الشورى) لبنان وطلبوا من حزب الله ضبط الوضع , ثم ذهبوا لرئيس الوزراء اللبناني وأكدوا له حرص إيران على استقرار لبنان , لأنهم يعلمون أن زيادة الاحتقان على الحدود اللبنانية هو خط أحمر سيحرك الدول الأوروبية . وتحرك المسئولين الإيرانيين السريع هذا ليس لأن إيران حريصة على وقف زيادة الاحتقان وإنما لتؤكد أنها تمتلك التأثير في الأوراق الرئيسية . وأيضاً من ضمن الحركة الإيرانية في أحداث غزة وتداعياتها أنها كانت حريصة على إشغال إسرائيل في قضايا يمكن أن تؤخر توجه للقيام بعمل عسكري منفرد ضد إيران .
* ما تفسيرك لسياسة الصوت العالي التي تنتهجها إيران وخاصة أحمدي نجاد في السنوات الأخيرة ؟
لنكون منصفين فإن الصوت ارتفع بعد سقوط النظام العراقي وهو ما أتاح فرصة أكبر , وحاجة الولايات المتحدة لإيران لتأمين الوضع في العراق . هنا شعرت إيران أنها مطلوبة وأن لديها ما تستطيع أن تبيعه . ودول الخليج كانت في قلق شديد فارتفع الصوت أكثر .
أما أحمدي نجاد فهو يمثل صوت التطرف الذي يعبر عن الجيل الذي ارتبط بالثورة , وهو يغذي هذا التطرف والمرشد الأعلى للثورة الإيرانية " علي خامنئي " كذلك . لكن الخطورة الحقيقية في إيران هي في الجيل الجديد الذي لم يتربى على مبادئ الثورة وهو يقوم بنوع من التململ ويسعى النظام لإستيعابه .
* ما رؤيتك لما يروجه النظام الإيراني من شعارات إسلامية ومقاومة ؟
الإطار الإسلامي مجرد " وعاء" تستفيد منه الثورة الإسلامية الإيرانية والنظام هناك . لكن الحقيقة غير ذلك فالمؤكد هو سيطرة الإطار القومي الإيراني . فلو كانت إسلامية أو حتى مذهبية فما تفسير ما يحدث مع عرب الأحواز ؟ فإيران تستخدم هذه الأوراق في حركتها , ومنها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي ونائبه إيراني . وعندما خرج القرضاوي وحذر من التشيع وعارض السياسة الإيرانية , لم تعترض طهران عليه بصورة كافية فالاتهامات ضده كانت هادئة , وذلك لأن هذا الاتحاد هو أحد الأدوات للحركة الإيرانية على المستوى السُني وإيران حريصة على استمرارها .
ونلاحظ أن هذا الاتحاد استُخدم في أزمة غزة بصورة أساسية لمهاجمة مصر فقط .
وأيضاً نجد أن إيران تتبنى فكرة التقريب بين المذاهب وهدفها هنا ليس تقريب الجوهر بين المذاهب , وإنما للاستفادة من قبول الطرف الآخر " السُني " للطرف الشيعي مع أن هذا موجود أصلاً والمفروض أن يحدث العكس .
· ما حقيقة استخدام إيران لورقة التشيع ولسلاح المال في استمالة المؤيدين والحلفاء ؟
التشيع هو أحد المحاور الأساسية للتحرك الإيراني لمحاولة كسب الشارع الإسلامي والعربي . ومساندتها لحركات المقاومة سواء حزب الله أو حماس التي هي في النهاية حركات مقاومة ضد إسرائيل , والشارع العربي يسعد جداً بأي موقف مضاد لإسرائيل .
وتهتم إيران بهذه الحركات رغبة منها في كسب تأييد الشراع العربي والإسلامي . وأعتقد أنها حققت مكاسب على هذا المستوى في البداية , إلا أن تقاعسها في تقديم خدمة فعالة لحماس وحزب الله واكتفائها بالتصريحات الإعلامية دون تقديم أدنى مساعدة , أدى إلى تراجع هذا الموقف . فإيران تسعى لتحالفات هي نفسها تؤمن أنها غير صحيحة . فمثلاً هي تتحرك من خلال التشيع وبدأت تحركات للتشيع داخل مصر بشهادة الشيخ القرضاوي المقبول من إيران والذي لا يعتبر متطرفاً أو يسعى لفتنة طائفية . ويكفي ما أثبتته التحقيقات في قضية تنظيم حزب الله في مصر .
وإيران تلعب بالتشيع دوراً أساسياً , وهو ما دفعها إلى التعامل مع حركة الإخوان المسلمين , التي تجاوبت معها بصورة مصلحية للطرفين , ليصل الأمر بالمرشد العام للإخوان المسلمين ليقول أنه لا مانع من وجود حركات تشيع في رده على تحذيرات الشيخ القرضاوي . وهذا لا يتفق مع خط وفكر الإخوان المسلمين . لكن هذا سياسياً يدل على نوع من " الانتهازية السياسية " من الطرفين . ووصل الأمر إلى أن الإخوان المسلمين في سوريا وهم أعداء ومعارضي النظام السوري نجدهم قد ثمنوا موقفه في أزمة غزة وقالوا أنهم سيوقفوا خلافاتهم معه مادام قد وقف هذا الموقف !
فالعلاقة بين حركة الإخوان المسلمين وإيران تثير علامات استفهام تحتاج إجابات !!
* كيف ترى مواقف الدول الكبرى وإسرائيل من المخططات الإيرانية ؟
هذه الدول والأطراف تتحرك وفقاً لمصالح وأهداف استراتيجية محددة . وهي سعيدة جداً بالانقسام العربي / العربي والتصادم العربي / الإيراني حتى يُستبدل العدو الإسرائيلي بالعدو الإيراني . ونلاحظ أن نتنياهو جاء وهو يضع على قمة أجندته أن الخطر الإيراني على المنطقة كلها هو إيران , ويريد سحب المنطقة إلى مواجهة مع إيران . وعلينا أن نفوّت عليه هذه الفرصة ونؤكد له أن الخطر الأساسي هو احتلال الأرض الفلسطينية , وأن الامتداد الإيراني جاء لأنك تحتل أرضاً فلسطينية . ولو حدث تفاهم فلسطيني / فلسطيني ونوع من التسوية للقضية الفلسطينية سوف يتراجع النفوذ الإيراني طبيعياً . ولن يكون هناك استقطاب داخل الصف الفلسطيني ذاته . ولو حدث حل للملف السوري الإسرائيلي لن يكون امتداد إيراني , وتصبح علاقات مصالح مشتركة أو نوع من التفاهمات . وفي النهاية يمكن أن يحدث تفاهم عربي إيراني يستوعب فيه الطموحات الإيرانية , ونتعامل مع ملفات المنطقة على نفس المستوى .
* هل يمكن اعتبار القنبلة النووية الإيرانية إذا صُنعت إسلامية ؟
لا أتصور أن تتمكن إيران من صنع القنبلة النووية . فالمحاولات تجري الآن لإثنائها عن التخصيب وتحفيزها بشراء الوقود المخصب اللازم للاستخدام السلمي فهو أرخص لها من التخصيب الأصلي . وهذا من بين الحوافز التي ستقدم لإيران .
والمؤكد أن هناك خطاً أحمر أمريكي إسرائيلي على امتلاك إيران للسلاح النووي الآن , ربما يحدث نوع من التأجيل له حتى يقدم النظام الإيراني شهادة حسن سير وسلوك بالنسبة لإسرائيل وأمريكا أو يتغير النظام الموجود .
أما الطموح النووي فهو طموح قومي كبير , لكن الدولة الإيرانية ستجد أن مصلحتها هي في قبول التأجيل وليس الدخول في مواجهة عسكرية . ولا يوجد ما يسمى " قنبلة إسلامية " بل قنبلة باكستانية أو إيرانية , وهي لم ولن تقدم شيئاً للدول الإسلامية .
· وما تأثير امتلاكها السلاح النووي على العرب ؟
لو امتلكت إيران القنبلة النووية فستكون هي وإسرائيل اللاعبان الرئيسيان في المنطقة . فمصر وتركيا لا تمتلكاها . وهنا سيحدث اختلال لتوازن القوى في المنطقة وذلك لن يكون في صالح المنطقة العربية ولا في صالح توازن القوى داخلها .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.