لا يستطيع أحد أن يتجاهل النشاط الإيراني السريع والمكثف في العالم العربي.. إيران تقف الآن علي أكثر من مكان.. ولا أحد يستطيع أن يلوم دولة تحاول تأكيد وجودها وتأثيرها.. في أكثر من دولة عربية يظهر الآن الوجود الإيراني.. في اليوم الذي تخرج فيه القوات الأمريكية من العراق سوف تدخل إيران بكل نفوذها.. وفي اليوم الذي تضرب فيه إسرائيل الأراضي الإيرانية سوف تقوم الطوائف الشيعية في كل البلاد العربية.. ولهذا فإن زيارة أحمدي نجاد الرئيس الإيراني لبيروت لم تكن مصادفة ولم تكن خارج السياق.. إن إيران هي التي تقدم السلاح لحزب الله وهي التي تقدم للمقاومة اللبنانية الدعم المادي والعسكري.. وهي التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع سوريا.. لا أحد يستطيع أن يلوم السياسة الإيرانية التي تسعي لتأكيد وجودها أمام أمريكا وإسرائيل.. إن إيران كانت تدرك أن الدور علي طهران بعد أن سقطت بغداد ولو أن القوات الأمريكية حققت نصراً في العراق لجاء الدور سريعاً علي إيران ولكن المقاومة العراقية أجهضت العدوان الأمريكي المحتمل علي إيران. في ظل عقوبات تفرضها أمريكا علي إيران وتحاربها في كل الجبهات وتمنع دول العالم عن التعامل معها لا نستطيع أن نلوم إيران إذا تصدت لمخططات أمريكا في المنطقة ولا يمكن أن نلوم السياسة الإيرانية إذا كانت تسعي لتأكيد وجودها.. إن التوسع الإيراني اقترب من العالم العربي حين فرطت الحكومات العربية في دورها ومسئوليتها.. ولم تكن إيران الدولة الوحيدة التي سعت لذلك.. إن تركيا أيضا تسعي لدور جديد رغم العلاقات التي ربطها بأمريكا والصداقة التي كانت بينها وبين إسرائيل.. حين تفرط الشعوب والأمم في أدوارها وتتخلي عن مناطق نفوذها فإنها تفتح الأبواب لأطراف أخري لكي تملأ الفراغ.. ولا أحد يلوم إيران إذا حاولت أن تملأ الفراغ في العالم العربي ولكن اللوم يقع علي من فرط في أدواره.. ولهذا جاء أحمدي نجاد إلي لبنان وزار الجنوب اللبناني وأعلن تحديه لأمريكا وإسرائيل وقد كسب أوراقا كثيرة من هذه الزيارة التي دعم فيها موقف حزب الله في لبنان وساند سوريا في مواقفها والسياسة تحتاج إلي مثل هذه المواقف لأنها تضاف إلي رصيد الشعوب في مثل هذه الأوقات الصعبة.