تحاول أمريكا في الأيام الأخيرة تشكيل جبهة عربية ضد إيران علي أساس ان السلاح النووي الايراني يمثل تهديداً للدول العربية.. وقد أعلنت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية ذلك في الأيام الأخيرة.. ولاشك ان هذا موقف يدعو للتساؤل والسخرية لماذا تعتبر أمريكا السلاح النووي الايراني تهديدا للعرب ولا تعتبر اسرائيل التهديد الأخطر للمنطقة. ان الهدف من ذلك هو اشراك الدول العربية في مخطط ضرب ايران اذا تطلب الأمر ذلك.. ان امريكا تحاول استخدام الحكومات العربية إلي أبعد مدي منذ قيام الثورة الايرانية وهي تسعي إلي تأكيد الخطر الايراني علي العرب رغم ان اسرائيل هي الخطر الحقييقي ولا اعتقد ان الحكومات العربية من السذاجة بحيث تدخل في مغامرة ضد ايران لحساب امريكا.. وهناك اسباب كثيرة تمنعها من ذلك اولها ان ايران دولة اسلامية واذا شاركت الحكومات العربية في أي عدوان عليها فإن الشعوب لن تقبل ذلك.. الجانب الثاني ان معظم دول الخليج توجد بها أقليات شيعية وهذه الأقليات لن تبقي صامتة اذا شاركت دول الخليج في مؤامرة مع أمريكا ضد ايران.. الجانب الثالث ان الدول العربية لا يمكن ان تقبل ان تقف في جانب واحد مع اسرائيل وأمريكا ضد دولة اسلامية مهما كانت درجة الخلاف معها وعلي هذا الاساس فإن الخطة الأمريكية لاستقطاب جبهة عربية ضد ايران مصيرها الفشل ولن تجد أمريكا حكومة عربية تساندها في ذلك.. أن مغامرة قيام أمريكا بضرب ايران احتمال بعيد حتي الآن ولكنه مطروح خاصة من جانب اسرائيل وان كانت اسرائيل تعيش الآن في حالة خوف وتوجس من وصول حماس إلي السلطة خاصة ان هناك علاقات طيبة بين حماس وايران ولهذا سوف يتأجل المخطط الأمريكي الاسرائيلي حتي يحسم الموقف مع السلطة الفلسطينية.. ولكن الشيء المؤكد ان ايران تلعب مباراة سياسية رائعة ضد أمريكا والغرب وهي تستغل في ذلك كل الأوراق ابتداء بالموقف في العراق وما تلاقيه القوات الأمريكية علي يد المقاومة وانتهاء بالبترول وارتفاع اسعاره في الأسواق العالمية وحظر زيادة هذه الأسعار لو تعرضت الأراضي الايرانية لأي ضربات امريكية.. وقبل هذا كله فإن الأخطر من ذلك ان ايران قادرة علي الرد في أكثر من مكان اذا حدث عدوان علي أراضيها.