كشفت مصادر مطلعة للمصريون عن أن روبرت جوزيف وكيل وزارة الخارجية الأمريكية الذي زار مصر الأسبوع الماضي والتقى مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية مارس ضغوطا أمريكية كبيرة على مصر لتتزعم تحالفا إقليميا مناهضا للبرنامج النووي الإيراني. وقالت المصادر إن وكيل وزارة الخارجية الأمريكية عرض تشكيل قوة تحالف عربي على غرار قوة التحالف الدولي لمهاجمة البرنامج النووي الإيراني مع تقديم دعم عسكري أمريكي لشن هذه الهجوم وقد قوبل المطلب الأمريكي بالرفض التام سوء من الدول الخليجية أو من مصر الذي أختتم بها زيارته. وكشفت المصادر أيضا أن روبرت جوزيف وكيل وزارة الخارجية الأمريكية عرض أن تقود مصر حلفا سياسيا مناهضا لإيران وأن تقنع الدول الخليجية وباقي الدول العربية الرافضة للمواجهة السياسية مع إيران على خلفية برنامجها النووي. وقالت المصادر أن روبرت جوزيف حاول إقناع مصر وباقي الدول العربية بأن إيران أصبحت تشكل تهديدا استراتيجيا لأمنهم مما يعني ضرورة المواجهة معها. كما عرض وكيل وزارة الخارجية على الدول الخليجية فكرة امتلاك سلاح نووي بأيدي أمريكية أي وجود الرؤوس النووية على الأراضي العربية في حين تمتلك أمريكا شفرات إطلاق تلك الصواريخ في حالة وجود تهديد إيراني مقابل عدة مليارات من الدولارات تدفعها دول الخليج وقد أثار هذا الاقتراح سخرية هذه الدول. وأكدت المصادر أن روبرت جوزيف فشل تماما في موضوع الوقيعة بين العرب وإيران على خلفية تطوير برنامجها النووي. إلا أن المصادر قالت إن الدول العربية ومن بينها مصر استجابت لضغوط روبرت جوزيف فيما يتعلق بوقف المساعدات عن حكومة حماس وعدم الالتقاء الرسمي بقادتها حتى تعترف بإسرائيل. كما نجح أيضا في تفريغ عدد من مقررات القمة العربية بالخرطوم من مضمونها خاصة فيما يتعلق بتمويل قوات الاتحاد الإفريقي في دارفور أو فيما يتعلق بمساعدة حكومة حماس. على جانب آخر اعترف وكيل وزارة الخارجية الأمريكية في مؤتمر المائدة المستديرة الذي عقده مع عدد من الصحفيين المقربين من السفارة الأمريكية بالقاهرة بوجود علاقة استراتيجية أمنية بين أمريكا ومصر. وقال أيضا أنه ناقش مع المسئولين المصريين المسائل التي تخص الأمن المشترك لمصر وأمريكا والشرق الأوسط كما رفض نزع الترسانة النووية الإسرائيلية في إطار مبادرة الرئيس مبارك لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بزعم أن هناك دول تهدد أمن إسرائيل وتهدد بمحوها من الوجود. يذكر أن كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية سبق لها عند زيارتها لمصر الضغط على مصر للمواجهة مع إيران على خلفية برنامجها النووي. وأكدت مصادر المصريون أن المكسب الوحيد الذي نجح وكيل وزارة الخارجية الأمريكية من انتزاعه من مصر هو الموافقة على المساندة الدبلوماسية للحملة الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية ضد ايران والموافقة على إصدار قرار من مجلس الأمن يخول استعمال القوة لتدمير المنشأة النووية الإيرانية. وقد وافقت مصر أيضا على المشاركة في أي مقاطعة اقتصادية ضد إيران يصدر بها مجلس الأمن قرارا. على صعيد اخرعبرت قناة السويس مساء أمس الثلاثاء حاملة طائرات بريطانية وأربع قطع بحرية قادمة من البحر المتوسط في طريقها إلى منطقة الخليج العربي. وقالت مصادر مسئولة في هيئة القناة ان حاملة الطائرات حمولتها 31 ألف طن وترافقها المدمرة جلوستر التي تبلغ حولتها أربعة آلاف طن وسفينة الإمداد فيكتوريا وحمولتها 3 آلاف طن. وأشارت المصادر إلى ان السلطات المصرية فرضت إجراءات حماية مشددة على المجرى المائي خلال رحلة القطع البحرية العسكرية البريطانية. وقد اعتبر العديد من المراقبين أن مرور حاملة الطائرات البريطانية في طريقها إلى الخليج تأتى على خلفية توتر العلاقات بين إيران والغرب بعد إعلان الرئيس الإيراني احمدي نجاد قيام إيران بتخصيب اليورانيوم وتعهده بعدم تقديم أي تنازلات تمس البرنامج النووي ولم يستبعد المراقبون أن يكون عبور حاملة الطائرات البريطانية للقناة متجهة إلى الخليج يأتي فى اطار ممارسة الضغوط على طهران لإقناعها بضرورة الانصياع لإرادة المجتمع الدولي والذي يرفض تحول إيران إلى قوة نووية وانضمامها إلى النادي النووي .