لاشك أن إيران خرجت حتي الان من معركتها مع امريكا وقد كسبت اوراقا كثيرة وهناك اوراق اخري تنتظرها.. لقد اصرت ايران علي مشروعها النووي ويبدو انها ستمضي فيه.. وهناك وعود كثيرة من أوروبا لايران ويبدو انها ستحصل علي هذه الوعود.. وهناك ورقة اخري سوف تكسبها ايران وهي ما يحدث في العراق.. ان العراق هو رهان ايران الاكبر.. فالاغلبية الشيعية في العراق ستكون من نصيب ايران ولنا ان نتصور اضافة هذه الكتلة السكانية الي رصيد الشيعة في ايران.. ولقد لعبت امريكا معركتها مع ايران وهي تمر بأسوأ الظروف في احتلالها للعراق.. ورغم ان المقاومة العراقية بعيدة عن الشيعة في العراق وان السنة هم الذين يقودون حركة المقاومة فإن سوء الاحوال في العراق كان اضافة للرصيد الايراني في مواجهته مع امريكا.. وقد استطاعت ايران ان تكون سببا في انقسام الغرب تجاه مشروعها النووي.. ان هناك تعاطفا فرنسيا مع ايران لا يمكن تجاهله.. كما ان المانيا لم تعد في تشددها القديم.. وروسيا اعلنت موقفها من البداية لانها شريك في المشروع النووي الايراني.. كما ان هناك مصالح مهمة جدا بين الصين وايران.. ولا يبقي في الساحة الان غير الادارة الامريكية التي تصر علي موقفها رغم كل الظروف الصعبة التي تواجهها في العراق.. ان ايران لم تتراجع عن موقفها حتي الان وقد اجرت مناورات عسكرية متقدمة كما انها اختبرت سلاحا في حرب اسرائيل مع حزب الله وخرج الحزب منتصرا.. وفي الوقت نفسه فإن امريكا لم تستطع حتي الان ان تضم الدول العربية والاسلامية الي جانبها في مواجهتها مع ايران.. ان تركيا ترفض ودول الخليج لا تريد ان تغامر واصبح من الصعب الان وبعد انتصار حزب الله في حربه مع اسرائيل اشعال الفتنة بين السنة والشيعة.. لقد وحدت الحرب بين الجميع رغم محاولات كثيرة لاشعال هذه الفتنة ولهذا فان ايران هي الجواد الرابح الان علي الساحة امام خسائر كبيرة لحقت باطراف اقليمية اخري فرطت في دورها ومسئولياتها ومصالحها.