استفادت إيران من الغزو الأمريكي للعراق.. وسوف تستفيد الآن من الغزو الروسي لجورجيا.. لقد بدأت روسيا تلوح للغرب بالورقة الإيرانية.. وفي ظل انشغال أمريكا بالحرب في العراق وافغانستان كانت إيران ترتب مشروعها النووي.. وعندما أفاقت أمريكا من سكرتها كانت خطوات إيران أسرع من العقوبات الأمريكية.. والآن بدأ الصراع علي القوقاز بين روسيا وأمريكا لأن إيران طرف في هذا الصراع فهي تريد أن تحقق المزيد من المكاسب في هذه الظروف.. والفرق بين الدول العربية وإيران أن الدول العربية بلا استثناء فرطت في دورها ومسئوليتها وأصبحت تنفذ فقط كل ما تريده أمريكا وإسرائيل.. وقد كانت النتيجة أن العرب خسروا كل شيء وكسبت إيران كل شيء.. خرج العرب من العراق ولم يعد لهم وجود فيه وإذا تمت أي تسوية دولية في الشأن العراقي فسوف تكون إيران طرفا سياسيا فيها بينما لن يكون للعرب دور في هذه التسوية.. وفي الوقت الذي فرضت فيه إسرائيل شروطها علي العالم العربي فهي لا تستطيع الآن أن تفعل شيئا مع إيران.. أن انقلاب الحسابات في جورجيا والحرب القصيرة التي شهدتها القوقاز أعطت لإيران فرصة جديدة لأن تناور في موقفها مع أمريكا.. وأمام انتخابات جديدة ورحيل غير مأسوف عليه للرئيس بوش سوف تبني إيران مكاسب كثيرة.. ولعل هذا ما جعل إيران تتشدد أمام الغرب ولكن من سياستها أمام الدعم الروسي.. أن السياسة لعبت علي المكشوف حتي وإن دارت أشياء كثيرة خلف الكواليس وإيران تعرف الآن نقاط الضعف في الموقف الأمريكي وتعرف أيضا خطورة التحرك الروسي الذي فاجأ العالم كله كما أن إسرائيل تريد أن تفعل شيئا وهي غير قادرة علي ذلك ولهذا فإن إيران كانت أكثر الأطراف استفادة في اللعبة الدولية ابتداء بمشروعها النووي وانتهاء بأسعار البترول مرورا علي موقفها في العراق ولبنان وسوريا كلها نتائج تؤكد أن الدبلوماسية الإيرانية تلعب علي أوراق مضمونة بينما يقف العالم العربي حائرا بين إرضاء أمريكا وإسرائيل.