اثبتت الاحداث الاخيرة ان الصراع الامريكي الايراني يمضي بسرعة غريبة نحو مصلحة ايران.. وان ايران تراهن علي عوامل كثيرة اهمها الموقف في العراق وحالة الانهيار التي تعيشها القوات الامريكية وعجز الادارة الامريكية عن مواجهة هذه الكارثة.. في جانب آخر فان ايران تراهن علي البترول الورقة الرابحة التي يمكن ان تزعج بها العالم كله وهي تدرك ذلك عن قناعة. هناك عامل اخري في جانب ايران وهو موقف الشيعة ليس في العراق وحده ولكن في كل دول المنطقة ان ايران قادرة علي تحريك كل هذه الملايين ضد الادارة الامريكية في اي وقت تشاء.. و لاشك ان ايران كانت سببا رئيسيا في حالة الخلاف الواضح بين روسيا والصين من جانب والادارة الامريكية واوروبا من جانب آخر هناك مصالح مهمة بين ايران والصين وهناك صفقات ضخمة بين روسياوايران وهناك ايضا نفوذ ايراني كبير في منطقة القوقاز حيث البترول وحيث الجمهوريات الاسلامية بكل ما تمثله من اهمية للدول الروسية ومن هنا فان ايران تعلم ان الوقت في صالحها وانها تكسب كل يوم ارضا جديدة علي كل المستويات وبعيدا عن البرنامج النووي وتخصيب اليوارنيوم وكل هذه الاشياء ففان المؤكد ان ايران حققت مكاسب اخري علي مستوي السياسة العالميه وموقفها في المنطقة كقوة صاعدة كما ان ايران تتحدث الان من مركز قوة لم يتح لها من قبل. وفي ظل الموقف الايراني يبدو العمل العسكري احتمالا بعيدا الان خاصة بعد ان بدأت امريكا رحلة التراجع في مواقفها المتشددة مع ايران لقد قامت الحسابات الامريكية علي اساس ان ايران سوف تنهار امام تهديد امريكي باستخدام القوة ولكن ايران لم تتراجع عن مواقفها المتشددة بينما بدأت امريكا رحلة تراجع واضحة وفي كل الحالات فان ايران اكبر الاطراف التي حققت مكاسب من هذه المواجهة مع الادارة الامريكية وهذا درس لكل نظام سياسي لا يدرك جوانب قوته ويسعي لاستخدامها وهذا بالفعل ما حدث مع ايران وامريكا.