علي الرغم من ان البيانات المنشورة علي موقع وزارة التجارة والصناعة عن حجم صادرات مصانع المنتجات النسجية في الكويز تشير إلي ارتفاعها في الفترة من 1 يناير 2008 إلي 31 مارس 169.364 مليون دولار مقارنة ب 166.661 مليون في نفس الفترة من العام الماضي، الا ان هناك احساسا عاما بتأثير الركود الامريكي علي صادرات الكويز خاصة وان الصادرات الحالية من المنتجات النسجية والملابس الجاهزة علي وجه التحديد كانت أقل من الطموحات التي بناها الكثيرون علي هذا الاتفاق. كما نقلت إحدي الصحف تصريحات عن رئيس جهاز التمثيل التجاري بانخفاض صادرات الملابس المصرية للسوق الامريكي خلال الفترة من يناير حتي ابريل 2008 بنسبة 3.5% وهو ما يعزي إلي حالة الركود التي اصابت السوق الأمريكي.. فما هي تداعيات هذه الازمة علي مصدري الكويز وإلي أي مدي متوقع ان تستمر وهل تسهم في انصراف مصنعي الملابس الجاهزة عن السوق الامريكي؟ هذه هي الاسئلة التي طرحناها علي مصدري الملابس الجاهزة في هذا التحقيق. وعلي الرغم من ان الانخفاض في حجم الصادرات المصرية من الملابس إلي أمريكا بنسبة ضئيلة إلا أن هذه النسبة لا تعكس حجم تأثير ازمة الركود الامريكي علي خريطة عمل قطاع الملابس الجاهزة في مصر فالازمة التي تلوح في الافق بشكل لافت منذ نهاية العام الماضي تسببت في اتجاه بعض مصدري الكويز الي تحويل جزء من نشاطهم للسوق الامريكي، مجدي طلبة الرئيس السابق للمجلس التصديري للملابس الجاهزة قال انه خفض نسبة صادراته الي السوق الامريكي منذ تداعي الازمة من 90% من مجمل انتاجه إلي 30% وانه وجه هذه النسبة إلي السوق الأوروبية علي الرغم من ان طلبيات السوق الاوروبي تتسم بصعوبة مواصفاتها وتعدد موديلاتها وصغر حجم المطلوبة اذا قورنت بالطلبيات الامريكية إلا أنها من ناحية اخري تحقق ربحية اكبر - كما قال طلبة. ميثاق شرف وان كان الركود الامريكي كان عنصرا ضاغطا علي مصدري الكويز في مصر فما ساهم في تفاقم ازمتهم حول اسلوب حرق الأسعار كما قال طلبة موضحا نحن نحتاج لميثاق شرف بين المصدرين، فالمصدرون المصريون يركزون علي خفض أسعار صادراتهم بشكل مبالغ فيه للتنافس علي الطلبيات الامريكية اكثر مما يركزون علي تطوير مستوي انتاجهم علي الرغم من ان حجم الطلب الامريكي كفيل باستيعاب السوق كله. ويري طلبة انه وسط المنافسة الحادة بين الدول المصدرة للسوق الامريكي ساهمت ظروف مختلفة في السوق المصري في تقليل عناصر تنافسيتها علي المستوي الدولي، موضحا ان تنافسية المصدر المصري كانت تعتمد علي انخفاض تكلفة اجر العامل المصري وهي الاجور التي اتجهت للارتفاع في الفترة الاخيرة حيث وصل المتوسط إلي 100 دولار شهريا بينما لا يتعدي 40 دولارا في بنجلاديش والعنصر الثاني هو تكلفة الانشاء والمرافق والعنصر الذي انتقص منه ارتفاع اسعار الكهرباء وتكاليف الانشاء من أسعار الاراضي ومواد البناء وكذلك ارتفاع سعر البنزين الذي يمثل عنصرا مهما في تكلفة الانتاج لاعتماد نقل العمالة للمصانع من مناطق بعيدة. ويقول طلبة أن الظروف الاخيرة ساهمت في ابتعاد نتائج بروتوكول الكويز عن النتائج المأمولة وقت توقيع الاتفاق ومازاد من الضغوط علي مصدري الكويز هو تزامن الركود الامريكي مع ارتفاع قيمة الجنيه في مواجهة الدولار - كما قال - خالد رأفت رئيس جمعية مصدري الملابس الجاهزة، مشيرا إلي أنه يواجه كل الضغوط السابقة من خلال زيادة كفاءة الانتاج وتقليل الهالك لتقليل تكلفة الانتاج علاوة علي أنه يعتمد من قبل ازمة الركود الامريكية علي تنويع صادراته بين السوق الامريكي والاوروبي، مشيرا إلي أنه يفكر في الاتجاه بشكل اكبر للسوق الأوروبي الفترة القادمة. والضغوط الحالية علي مصدري الكويز مرشحة للتزايد لاسباب موسمية كما يقول محمد سرور - مدير شركة لتصدير الملابس الجاهزة من خلال الكويز - فالمعروف ان الفترة من شهر مايو حتي سبتمبر هي أكثر فترة تأتي فيها طلبيات تصديرية ثم تهدأ حركة الطلب خلال شهري اكتوبر ونوفمبر.