أكد اللواء أبو بكر الجندي رئيس جهاز التعبئة العامة والاحصاء أن التنمية هي الاساس في الارتقاء بخصائص الأفراد من أجل تحقيق نسب ثابتة من النمو الاقتصادي، ويأتي ذلك بتوفير الخدمات ذات الكفاءة العالية في مجالات التعليم والصحة ومستوي معيشة الفرد والعمل علي مكافحة الفقر والنهوض بالمجتمعات الفقيرة والتي ستكون أدوات للتنمية الاقتصادية. وأشار في حوار خاص ل"الأسبوعي" علي هامش المؤتمر القومي للسكان الذي اختتم أعماله مؤخرا إلي أن التحدي الاساسي لحل القضية السكانية هو قلة الوعي من الافراد بالمشكلة وأوضح أن تجربة الصين واليابان وكوريا في الحد من النمو السكاني لا يمكن تطبيقها في مصر مضيفا أن اللجنة التنفيذية للمجلس القومي للسكان درست جميع تجارب الدول ومالديها من حوافز إيجابية وسلبية وخرجنا باستراتيجية قومية يتم تطبيقها خلال الخطة الخمسية الحالية 2007 2012 من خلال 4 محاور تتركز في تحسين خدمات تنظيم الاسرة وتبني مفهوم الأسرة الصغيرة وتغيير المفاهيم الخاطئة والتنمية الشاملة للطبقات الفقيرة علميا وصحيا وخدميا إلي جانب المراقبة بأجهزة تضع رؤية شاملة لما تم تنفيذه من خطط وبرامج. وأضاف الجندي أن التحدي الأكبر لنا جميعا هو عدم اغفال القضية السكانية والمواظبة علي عقد مؤتمر كل عامين وأن تكون القضية السكانية هي الخلفية الاساسية لجميع قراراتنا اقتصاديا واجتماعيا. وأشار رئيس جهاز التعبئة العامة والاحصاء إلي أن آخر تعداد سكاني لمصر تم رصده في شهر مايو الماضي حيث بلغ عدد السكان نحو 74 مليوناً و832 ألف نسمة بالداخل وحوالي 3 ملايين و900 ألف خارج مصر. التكلفة * ما الخطورة التي تواجه الدولة اقتصاديا مع ولادة طفل جديد لأسرة كثيرة العدد؟ وما الفرق بين تأثيره علي الدولة وعلي الأسرة؟ ** ولادة كل طفل في الاسرة له نظرة اقتصادية فهو يحمل الدولة تكلفة اقتصادية لأنه يحتاج إلي تعليم ورعاية صحية ثم إلي توظيف أما تأثيره علي الأسرة الفقيرة فمن وجهة نظرها أنه مصدر دخل لها لأنه يعمل في أي حرفة أو مهنة. * وما تأثير المفاهيم الخاطئة وانعكاسها علي زيادة السكان؟ ** بعض الأسر تفسر مفاهيم الدين تفسيرا خاطئا ويؤكدون أن تنظيم النسل من المحرمات إلي جانب أن زواج الفتيات في سن مبكرة يزيد من الاعباء علي الدولة نتيجة لزيادة عدد المواليد ومن الملاحظ أن هذه العوامل تجتمع وتتواجد في المجتمعات الأقل نموا ولا تتواجد في مجتمع متقدم تتوافر فيه هذه المفاهيم إلي جانب المفاهيم الخاطئة لتفضيل الذكور علي الاناث علي أساس أنه السند والضامن لحياة الاسرة ومن هنا تأتي زيادة المواليد رغبة في إنجاب طفل. تغيير المفاهيم * كيف يتم تغيير المفاهيم الخاطئة لدي هذه الأسر؟ ** الأساليب التي يجب اتباعها لتغيير لتلك المفاهيم هي ربط التنمية بالتعليم والتوعية والتدريب والرعاية الصحية. * هناك دراسات أثبتت وجود محافظات بها تكدس سكاني وهناك محافظات بها معدل سكاني مناسب فما السبب وراء ذلك؟ ** السبب أن جميع المحافظات لها نسب في مستوي المعيشة سنجد أن المحافظات التي مستوي معيشتها منخفض هي صاحبة معدلات نمو عالية من السكان وتظهر علي العكس المحافظات الحدودية مثل مرسي مطروح وشمال وجنوب سيناء فنجد مستوي معيشة الفرد مرتفعاً نتيجة لانخفاض معدلات النمو السكاني بها أما المجتمعات الحضرية مثل القاهرة وبورسعيد نجد أن معدل النمو ومستوي المعيشة منخفض. * ما الاسلوب الأمثل للحد من النمو السكاني؟ ** الاسلوب الأمثل هو أن جميع أفراد المجتمع يكونون علي قناعة بأننا أمام مشكلة وبضرورة الوقوف جميعا وقفة حاسمة تجاه قضية زيادة النسل فلابد أن تقوم الحكومة والقطاع الخاص وكذلك القطاع الأهلي والمجتمع المدني والباحثون والدارسون وجميع عناصر الدولة بالتكاتف ويكون البعد السكاني هو القاسم المشترك الأعظم في كل قراراتنا واهتماماتنا للحد من السكان أن نكون علي قلب رجل واحد تجاه هذه القضية الخطيرة. ولقد كنا منذ 30 عاما نتساوي مع كوريا الجنوبية في عدد السكان "36 مليونا" ونحن زدنا بنسبة 100% وأصبحنا 74 مليونا وهم زادوا بنسبة 34% وأصبحوا 48 مليونا.