أكد خبراء ومسئولون بقطاع النقل الجوي علي حاجة السوق المصري لشركات جديدة في القطاع لاسيما أن النقل الجوي يعتبر الوسيلة الوحيدة المناسبة لنقل السلع والمنتجات ذات الطبيعة الخاصة مثل الخضراوات والفاكهة لأنها سريعة التلف. وقد أرجع الخبراء عزوف القطاع الخاص عن الدخول إلي هذا القطاع إلي التكلفة العالية والباهظة التي تحتاجها هذه الصناعة وعدم دراية رجال الأعمال المصريين وبحثهم علي الاستثمار السهل في العقارات والبورصة بالإضافة لانخفاض حجم الصادرات المصرية بحيث لا تشجع علي الدخول لهذا القطاع وفي ذات الوقت احجام البنوك عن تمويله.. وطالبوا بفتح الباب لدخول القطاع الخاص في شراكة مع شركة مصر للطيران أو عمل اكتتاب عام علي أسهم الشركة للاستفادة من زيادة قدراتها وإضافة طائرات جديدة لاسطولها الحالي لانها مهيأة لتكون الشركة الرائدة بالمنطقة. وأشاروا إلي معاناة المصدرين المصريين من حالة العجز الشديد في الفراغات المتاحة لتصدير منتجاتهم للخارج وخاصة في فصل الشتاء مما يدفعهم للاستعانة بالشركات الأجنبية والعربية. أسعد درويش رئيس شركة مصر للطيران للشحن الجوي يؤكد ان السوق المصري لم يعمل به إلي ثلاثة شركات فقط متخصصة في مجال الشحن الجوي اثنان منهم توقفا عن العمل والثالث هي الشركة الوطنية مصر للطيران للشحن الجوي وهي الشركة الوحيدة المتخصصة في هذا المجال وهناك شركة مصرية أخري وهي "تراي ستار" ولديها طائرتان للشحن الجوي ولكن لا تتمركز في مصر هذا ما أكده مشيرا إلي أهمية دور شركة مصر للطيران في دعم سياسة التصدير للخارج وقال ان الشركة لا تحتكر هذا المجال والسوق مفتوح لجميع المستثمرين من القطاع الخاص وأهلا بأي مستثمر جديد في هذا القطاع. وفسر درويش عزوف المستثمرين والقطاع الخاص عن الدخول في هذا المجال بالتكلفة العالية والباهظة التي تحتاجها صناعة الطيران خاصة مع الارتفاع العالمي لأسعار الوقود بالإضافة إلي حاجة هذه الصناعة إلي امكانيات وكفاءات تستطيع إداراتها والتعامل معها مشيرا إلي ان القطاع الخاص يبحث في المقام الأول عن الربح السريع وعدم قدرته علي تحمل أية خسائر محتملة وذلك علي عكس الشركات الوطنية مثل مصر للطيران التي قد تتحمل بعض الخسائر في ضوء مساندتها لدعم صادراتنا بالخارج وتوفير وسيلة نقل وطنية للنفاذ للأسواق الخارجية وبأسعار تنافسية بحيث يتم تخفيض الأسعار والاعتماد علي هامش ربح بسيط علي عكس القطاع الخاص الذي يسعي لتحقيق أعلي الأرباح. وأضاف أسعد ان الشركة لديها أربعة طائرات شحن عملت علي نقل 83 ألف طن من صادراتنا للخارج و44 ألف طن واردات للداخل خلال عام 2006/2007 باجمالي 127 الف طن من أصل 250 الف طن تم نقلها عبر النقل الجوي بمعني أن 50% من صادراتنا ووارداتنا التي تم نقلها جوا نقلت عبر شركة مصر للطيران. وأشار إلي أن الشركة تعمل في ألمانيا وانجلترا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وايطاليا بالاضافة للدول الافريقية. وأوضح ان الفترة القادمة ستشهد طفرة في مجال الشحن الجوي بالعالم ونسعي لمواكبة هذه التطورات من خلال زيادة قدرات الشركة واضافة طائرات جديدة لاسطولها الحالي.. وعلي المستثمر القادر والشجاع اقتحام هذا السوق الحيوي خاصة في ظل حاجة المنطقة لهذه النوعية من النقل الجوي بما فيها الاسواق الافريقية التي تعد اسواقا واعدة وتحتاج للمزيد. وردا علي سؤال حول التسهيلات والحوافز التي يمكن ان تقدمها الحكومة للقطاع الخاص للدخول في هذا المجال. تساءل درويش إذا كان في قدرة الحكومة تقديم دعم وتسهيلات للقطاع الخاص فلماذا لا تقدمه للشركة الوطنية. مؤكدا ان شركة مصر للطيران لا تتلقي دعما من الحكومة. انخفاض الصادرات أما معتز رسلان رئيس شركة "رسلان اير" للطيران المدني فقد اشار الي ان الشركات الموجودة حاليا تلبي احتياجات السوق ولكن المشكلة تكمن في انخفاض حجم الصادرات وهذا ما أدي لتخوف المستثمرين من دخول مجال الشحن الجوي مشيرا إلي ان الطائرات تخرج من مصر فارغة وتعود مليئة بالواردات من الخارج ولو كان هناك توازن بين الصادرات والواردات يعني عدم وجود فراغات سواء في الذهاب أو الإياب لاختلف الأمر مشيرا إلي أن زيادة حجم الفراغات علي الطائرة يؤدي لخسائر تتحملها الشركة خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود والصيانة ووسائل الأمان. يعترف رسلان باتجاهه لدخول هذا المجال في البداية لكنه اكتشف عدم جدواه ولا يشجع علي الاستثمار فيه.