حرص الرئيس الأمريكي جورج بوش علي زيارة العراق قبل ساعات قليلة من انسحاب القوات البريطانية من مدينة البصرة جنوب العراق ليؤكد لأمريكا أولا وللعالم أنه كان يعرف بموعد الانسحاب وأنه مصمم علي بقاء القوات الأمريكية في العراق وأنه لن ينسحب منه خلال الشهور الباقية علي خروجه من البيت الأبيض. وقد حاول رئيس الوزراء البريطاني جورج براون بدوره علي أن يؤكد أن الانسحاب من البصرة كان مخططا له من قبل وأنه لم يتم تحت ضغط الصواريخ والقنابل التي ظلت تنهال علي مقر صدام حسين في البصرة حيث توجد قيادة القوات البريطانية هناك. وفي لندن أعلن كثير من قادة القوات البريطانية السابقين في العراق أن ما جري هو انسحاب ندل للبريطانيين الذين اعتادوا الانسحاب العسكري من كثير من القواعد في مختلف دول العالم. وقالوا إن أربع سنوات من الاحتلال البريطاني للبصرة لم تحقق أية مصلحة للبريطانيين سوي مصرع 168 جندياً في العراق نتيجة هجمات العراقيين علي هذه القوات. ويدللون علي ذلك بعملية الانسحاب من قلب مدينة البصرة إلي القاعدة الجوية في المطار التي تبعد عشرة أميال عن المدينة وأن هذه القاعدة في قلب الصحراء بحيث لا يستطيع العراقيون أن يهاجموا البريطانيين لأنهم سيضطرون إلي الزحف في العراء وسط الصحراء. وقد تمت عملية الانسحاب في الواحدة بعد منتصف الليل وفي ستار من الظلام. وأعلن القادة البريطانيون أن الانسحاب كان موفقا للغاية فلم يقذف البريطانيون بالصواريخ ولم يقتل واحد منهم خلال الانسحاب. والبريطانيون كانوا يحكمون 4 محافظات في جنوب العراق الآن انسحبوا من 3 منها وبقوا في البصرة بصفة شكلية رمزية لأنهم يقيمون خارجها عند المطار. وقد أعرب القادة الأمريكيون عن استيائهم من انسحاب البريطانيين وقالوا: مسألة انسحاب أمريكا من العراق أصبحت مسألة وقت فحسب وأنهم سينسحبون حتماً. يحدث ذلك في الوقت الذي يعلن فيه وزراء المالكي عن خشيتهم من حمام الدم الذي سيسيل في العراق إذا انسحب الأمريكيون بينما يقول الإنجليز: لا توجد حكومة عراقية!!