في ندوة اقامتها العام الماضي كلية التجارة جامعة ستانفورد قالت مارجريت ويتمان الرئيس التنفيذي لشركة الانترنت إيباي ebay skype بثمن مرتفع في عام 2005. والدرس الاول كما تقول مجلة "الايكونوميست" تعلمته مارجريت عام 1979 وهو الانتباه لكل التفاصيل وفي ذلك العام كانت السيدة ويتمان قد تخرجت لتوها في تجارة هارفارد وبدأت عملها الاول في شركة بروكترآند جامبل وقد طلب منها ان تقرر ما اذا كانت سعة فوهة زجاجة الشامبو يجب ان تكون نصف بوصة او ثلاثة اثمان بوصة ورغم ان هذا امر تفصيلي للغاية الا انها اعطته الكثير من العناية قبل ان تتخذ القرار المناسب ولان قرارها كان صائبا فإن السيدة ويتمان لا تزال حتي الآن عضوا في مجلس إدارة بروكتر آند جامبل. ثم جاء الدرس الثاني عام 2002 بعد ان اصبحت رئيسا تنفيذيا لشركة ايباي فقد لاحظت ان بعض البائعين والمشترين في مزاداتها يحولون نقودهم عن طريق شركة تحويلات الانترنت باي بال فقررت شراء هذه الشركة وطالت مفوضات الشراء الي عام كامل زاد فيه سعر باي بال وكان الدرس الذي تعلمته انه في عالم الانترنت علي المرء ان يتقدم بعطائه مبكرا وبجسارة وان يكون عطاء عاليا ومانعا من المنافسة وهذا ما فعلته وهي تشتري سكايبي. اما الدرس الثالث فهو انه في عصر السرعة يكون ثمن الجمود افدح من ثمن الخطأ اثناء الحركة فالاخطاء دائما يمكن اصلاحها.. وبعبارة اخري فهي تري ان ايباي كانت علي حق في شراء سكايبي رغم عدم وجود تكامل واضح بين شركة للمزادات وشركة لتليفونات الانترنت. والنتيجة المؤسفة هي ان هذه الدروس الثلاثة قادت ايباي الي كارثة وقد اعترفت ايباي لأول مرة في مطلع أكتوبر 2007 ان شراء سكايبي لم يكن عملا موفقا فقد دفعت ايباي 2.6 مليار دولار كثمن اولي لشركة سكايبي وسوف يتعين عليها الآن ان تدفع غرامة قدرها 1.4 مليار دولار في هذه الصفقة لكي تسدد بعض التزامات ملاك سكايبي القديمة التي لم تكن قد سويت الي جانب تحملها لبعض الخسائر التي كانت قد تكبدتها سكايبي من قبل في استثمارات خائبة. ومن الواضح ان ويتمان لم تعد تذكر الدروس الثلاثة التي قالت انها تعلمتها خلال حياتها العملية فهي لم تنجح في دمج سكايبي مع ايباي وتركت خدمة سكايبي تتدهور حتي انها انهارت كليا لمدة يومين في اغسطس الماضي، كما ان الثمن الباهظ الذي دفعته في سكايبي اتضح أنه محض مغامرة وفيما يخص الدرس الثالث فهي قد اكتشفت خطأها ولكنها لم تستطع تصحيحه حتي الآن. لقد كان يتعين علي ويتمان أن تعرف المزيد عن طبيعة سكايبي قبل أن تقرر ان تدفع في شرائها هذا الثمن الباهظ فشركة سكايبي تعتبر نوعا من التكنولوجيا الثورية لانها لا تصنع الكثير من الايرادات من جيوب زبائنها أكثر من ذلك فإن قادة سكايبي يسعون الي خفض ثمن خدمتهم للجمهور ويستهدفون ان تكون خدمة المكالمات الصوتية عبر الانترنت مجانية تماما في وقت من الاوقات. وربما ينظر الناس في وادي السيليكون الامريكي الي خطأ ويتمان علي انه نوع من سوء الحظ ولكن الشيء المؤكد انه خطأ سوف يصعب تداركه. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان ويتمان لم تحظ حتي الآن بانتقادات علنية حادة فالصحافة بما فيها الايكونوميست تجاملها ربما لتوضعها الظاهر علي عكس القادة الآخرين في وادي السيليكون ولكن حملة الاسهم لهم وضع مختلف وهم سيبدأون بالتأكيد في السؤال عن سبب ما حدث من اخطاء وسيشتد سؤالهم كلما وضح لهم حجم المأزق الذي تعانيه ايباي بعد ان بدأ الزبائن ينفضون عنها فكل صاحب سلعة بدأ يقيم له موقع مزادات علي الانترنت يتلقي فيه العروض والاعلانات ايضا كما بدأت جوجل تنافس سكايبي في تليفون الانترنت وباي بال في تحويلات النقود وهو الامر الذي يسحب الايرادات من ايباي.