في أحدث تقاريره السنوية قال جيف بيزوس مؤسس أمازون دوت كوم ورئيسها التنفيذي ما سبق أن قاله لحملة أسهم الشركة عام 1997 وهو أن المهم أن نكسب علي المدي الطويل.. وأن أمازون دوت كوم مثلما كانت رائدة في تعليم الناس التجارة الالكترونية وكيفية التسوق عبر الانترنت فهي الاَن تنفق بكثافة علي التطوير لكي تعلم الناس كيف يحملون الموسيقي وأفلام الفيديو والكتب علي حواسبهم الاَلية بدلا من انتظار وصولها إليهم عن طريق البريد. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن أمازون دوت كوم تتكتم خططها المستقبلية ومع ذلك فقد صار منتظرا أن تطلب قريبا خدمة تحميل الأفلام والاستعراضات التليفزيونية وقد أدي إنفاقها الكثيف علي هذه التكنولوجيا الجديدة إلي خفض أرباحها بنسبة 58% لتصبح 22 مليون دولار فقط في الربع الثاني من العام الحالي وذلك علي الرغم من زيادة مبيعاتها بنسبة 22% وهي مبيعات ينتظر أن تبلغ 10.6 مليار دولار في عام 2006 بأكمله. لقد ظهرت أمازون دوت كوم لأول مرة علي الانترنت عام 1995 متخصصة في بيع الكتب.. وأنفقت الكثير علي تطوير وزيادة المبيعات وأضافت إلي الكتب أشياء كثيرة مثل الموسيقي وأفلام الفيديو والكترونيات المستهلك والمجوهرات والملابس ثم أخيرا البقالة. ومع زيادة اهتمام الناس بالتسوق عبر الانترنت تزيد مبيعات أمازون دوت كوم وغيرها من مواقع التجارة الالكترونية في السلع والخدمات.. وعلي سبيل المثال فإن مبيعات أمريكا أونلاين AOL زادت بنسبة 25% في عام 2005 عما كانت عليه في عام 2004 وذلك حسب أرقام شركة الأبحاث فورستر. وتعد السياحة الاَن صاحبة أكبر مبيعات عبر الانترنت حيث بلغ حجم مبيعاتها في العام الماضي 63 مليار دولار تليها معدات الكمبيوتر والبرمجيات "14 مليار دولار" ثم السيارات "13 مليار دولار" وبعدها الملابس "11 مليار دولار" وأخيرا المفروشات المنزلية "8 مليارات دولار". وعموما فإن أمازون دوت كوم تواجه منافسة شرسة من اتجاهين الأول هو مواقع تجارة التجزئة الأخري عبر الانترنت مثل إيباي وجوجل خصوصا أن كل موقع يحاول منافسة المواقع الأخري في مناطق تميزها. أما الاتجاه الثاني فهو متاجر التجزئة التقليدية التي بدأت تدخل هي الأخري عصر التجارة الالكترونية وتبني لها مواقع تجارية علي الانترنت وذلك مثل وول مارت الأمريكي وتيسكو البريطاني وهذه المتاجر تخير المشتري عادة بين الحصول علي سلعته من الموقع أو من المتجر القريب إن وجد ليكون ذلك أسرع وأرخص. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن بيزوس يري هذه التحديات قائمة أو قادمة ويستعد لملاقاتها.. ونحن نذكر أن بيزوس سبق أن اتخذ خطوة جريئة عام 2000 عندما دعا المواقع المنافسة إلي البيع عبر مواقع أمازون دوت كوم وتخوف الكثيرون من هذه الخطوة ولكن ثبت أنها نشطت المبيعات كلها وعلي رأسها مبيعات أمازون نفسها ورفعت إيرادات أمازون نتيجة لما تحصل عليه من عمولة عن مبيعات الغير عبر مواقعها وقد كانت نسبة مبيعات الغير عبر مواقع أمازون 6% من إجمالي مبيعات أمازون عام 2000 زادت لتصبح 28% في عام 2005 وهذا أكبر دليل علي نجاح هذه السياسة. ويقول سافا راشتشي المحلل في بنك الاستثمار بيبر جافراي إن أمازون دوت كوم بنت اسمها وسمعتها ووسعت عروضها المطروحة علي المشترين وبدأت الاَن تدخل مرحلة جديدة هي مرحلة تحميل الموسيقي والأفلام والكتب الكترونيا.. ويري الرجل أن أمازون تدخل سباق تحميل الموسيقي متأخرة عن غيرها ولكنها يمكن أن تصبح قريبا موقعا مهما لتحميل الأفلام والكتب الكترونيا. ورغم أن بيزوس لا يقدم خدمات أمازون مجانا فإنه يقدمها مقابل رسوم مخفضة ومعقولة إيمانا منه بأن الشيء المجاني يفقد قيمته.. ويضع بيزوس في اعتباره دائما أن له منافسين في كل سلعة أو خدمة يقدمها وأن عليه أن يتغلب علي هؤلاء المنافسين. وفي مجال تحميل الموسيقي تنافسه أبل ومايكروسوفت، وفي مجال الأفلام تنافسه موفي لينك دوت كوم التي تملك 5 استديوهات كبيرة للأفلام وغيرها من المواقع مثل ماي سبيس دوت كوم التي تخطط لبيع الأفلام عبر مواقعها. ووسط هذه المنافسة الضارية يواصل بيزوس إمساك عجلة القيادة في أمازون دوت كوم بقوة واقتدار ويقول الرجل في بيان صدر عنه أخيرا إنه دائما يتطلع إلي الأمام وإن هذا هو سر نجاحاته المستمرة.