تضاعفت في الأيام الأخيرة زيارات الناس لمواقع التجارة الالكترونية علي الانترنت وأعلنت شركة فيزا لبطاقات الائتمان ان نسبة المشتريات عبر بطاقاتها من علي الانترنت قد زادت 26% في اعقاب عيد الشكر مباشرة. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان المشتريات عبر الانترنت تتزايد بقوة برغم الحديث عن تراجع ثقة المستهلكين في اسواق الولاياتالمتحدة واوروبا وان مواقع التجارة الالكترونية علي الانترنت تبذل قصاري جهدها من اجل جذب المشترين وان زوار موقع وال - مارت خلال عيد الشكر فاقوا لأول مرة زوار موقع امازون دوت كوم وذلك حسب تقديرات شركة هيتوايز التي تراقب استخدام الانترنت من جانب الزوار. وفي حين تتوقع "بيزنس ويك" نقلا عن شركة الابحاث فورستر ريسيرش ان تزيد مشتريات الامريكيين عبر الانترنت حتي اعياد الميلاد الي 18 مليون دولار فان "الايكونوميست" تتوقع ان يصل الرقم الي 19 مليار دولار من دون مشتريات تذاكر السفر وذلك بزيادة 24% عن نفس الفترة من عام 2004 وتقول شركة الابحاث كومسكور نت ووركز ان المشتريات الالكترونية من اللعب واجهزة الكمبيوتر والعابه والملابس والمجوهرات ستزيد بنسبة 30% علي الاقل. ومن المعروف ان التجارة الالكترونية في عديد من البلدان تدار عن طريق شركتي ايباي وامازون بصفة اساسية حيث تستأثر مواقعهما بمعظم الزوار والمشترين وقد بدأت الشركتان تفتحان مواقعهما امام من يريد من اصحاب المتاجر تسويق بضاعته عبر الانترنت وقد لوحظ في عيد الشكر عام 2004 ان امازون باعت لأول مرة من الكترونيات المستهلك اكثر مما تبيع من الكتب رغم انها بدأت كموقع كتب في الاساس. والحقيقة ان امازون هي الشركة الرائدة في مجال التجارة الالكترونية ولكن الاشياء تتغير الآن بسرعة كبيرة فسلاسل المتاجر الكبري مثل وال - مارت صارت لها مواقع بيع علي الانترنت وكذلك متاجر تارجت الذي يعد موقعها علي الانترنت رابع اكثر المواقع التجارية شعبية في الولاياتالمتحدة حاليا بعد امازون وايباي ووال مارت اما في بريطانيا فتحتل متاجر ارجوس المركز الثالث بعد امازون وايباي ثم يأتي موقع متاجر جرتيسكو في المركز الرابع. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان الاوروبيين يزورون الانترنت بكثافة عالية ونصف هؤلاء الزوار يتجه مباشرة الي مواقع التجارة الالكترونية وتعد المواقع الالمانية ابرز المواقع الاوروبية التي تحظي بالزيارة مثل مواقع تشيبو الالمانية ومواقع اوتو الالمانية ايضا وكذلك مواقع فيناك الفرنسية. والحقيقة ان مواقع الانترنت التي تتيح تقنياتها للزوار والمشترين المقارنة بين البضائع من حيث المقاسات والألوان والاسعار هي التي تحظي بالنسبة الاكبر من الزوار كما ان زوارها يتزايدون بمعدل اسرع من غيرها كذلك تمثل الانترنت اغراء للمتاجر التقليدية لكي تقيم لنفسها مواقع بيع عليها لانها تجنب هذه المتاجر العديد من المشكلات وتوفر عليها الكثير من التكاليف. وبرغم ان المتاجر التقليدية قد جاءت الي الانترنت متأخرة عن غيرها من شركات الدوت كويز الا انها تدرك انها تستطيع ان تقدم للمشترين ما لا يقدمه الآخرون كما تحرص علي استخدام تقنيات غير معقدة ليسهل علي المشترين التعامل معها بل ان بعض المتاجر تقدم لعملائها علي الانترنت اغراءات كثيرة لجذبهم من حيث سرعة توصيل المشتريات الي المنازل او دفع هدية نقدية للعميل اذا تأخر وصول مشترياته اليه كنوع من الاعتذار العملي عن هذا التأخير. ومع ذلك تظل هناك مشكلات تعوق نمو حركة التجارة الالكترونية مثل رغبة العميل في فحص مشترياته قبل تسلمها وقبولها ورغبة البعض في توفير تكلفة التوصيل الي المنازل وعدم استعداد البعض الآخر للانتظار معلقا وقلقا الي ان يدق بابه عامل المتجر ليسلمه المشتريات ولكن الاهم من ذلك كله هو اعتياد الناس علي الشراء من متاجر كبيرة لها فرع محلي تكون هي موضع ثقتهم دون سواها وهذه النقطة الاخيرة بالذات تعتبر ميزة بالنسبة لمتاجر مثل وال -مارت لها 3700 فرع محلي في مختلف انحاء الولاياتالمتحدةالامريكية.. وهذا معناه ان سلاسل المتاجر الكبري المسيطرة علي سوق التجارة التقليدية في طريقها لتكون هي ايضا الطرف المسيطر علي التجارة الالكترونية وسنضرب هنا مثلا من بريطانيا فمتاجر تيسكو تسيطر علي 30% من السوق التقليدي للبقالة في بريطانيا اما علي الانترنت فمواقعها تسيطر علي 70% من السوق الالكتروني للبقالة وهذا يوضح لنا بجلاء اتجاه المستقبل ولكن الامر علي اية حال لن يصل الي درجة احتكار المتاجر التقليدية لسوق التجارة الالكترونية بل ستظل المنافسة قائمة في هذا السوق بين جميع الاطراف.