عاش الشيخ عبدالعزيز التويجري قرنا من الزمان جمع في هذا العمر رصيدا نادرا من الخبرة والحكمة والثقافة كان عاشقا للتراث خاصة الشعر العربي الأصيل وكثيرا ما كان يبحر في شعر المتنبي وأبو العلاء المعري فقد أحب الاثنين معا رغم الاختلاف الشديد بينهما.. وعندما دخل السياسة بقي مخلصا للثقافة والفكر وكثيرا ما جلسنا معا وتحاورنا في الشعر والشعراء.. كان الشيخ عبدالعزيز التويجري شديد الاخلاص لعروبته وأمته وعقيدته وكثيرا ما تصدي ودافع عن تلك الجذور التي ينبغي أن تحرص عليها الشعوب حتي لا تجد نفسها تسبح في الفراغ السحيق. كان واحدا من الوجوه السعودية التي تحظي بمكانة خاصة علي المستوي الرسمي والشعبي، كان قريبا جدا من السلطة وقريبا جدا من الناس ولهذا تمتع بمصداقية خاصة لدي الجميع كان محبا للشعر وكثيرا ما اتصل بي معجبا بقصيدة أو بيت، منذ سنوات كتبت قصيدة عنوانها "لكل عمر مرايا" وجاءني صوته من بعيد يقول: هل تصدق أنني وجدت نفسي في كل بيت من أبيات هذه القصيدة وتوقف عند كلمات تقول: عندي يقين أن رحمة خالقي ستكون من ذنوب حياتي وقال لي يومها كلنا ينتظر رحمة الخالق، ولن يدخل أحد الجنة بعمله لأن رحمة الله تسبق كل شيء كتب الشيخ عبدالعزيز التويجري كتابا جميلا عن المتنبي وكان منبهرا به شعرا وكتابة وكان يراه أشعر الشعراء العرب زرته يوما في بيته اثناء احتفالات الجنادرية منذ سنوات وكان مريضا بداء الكبد كان وجهه شاحبا هزيلا ولكنه كان دائما يثق في رحمة الله وذهب في رحلة إلي الهند زرع فيها كبدا شابا وهو في بداية الثمانينيات من عمره وكان خائفا أن تفشل العملية لأنها كانت في بداية تجارب الأطباء في هذا المجال ونجحت العملية وعاد الشيخ عبدالعزيز أكثر شبابا مما كان عليه وزرته بعد ذلك وكان كعادته متألقا مبتسما مجاملا. ومع رحيل الشيخ عبدالعزيز التويجري تفقد السعودية وجها من وجوهها الأصيلة وتفقد الثقافة العربية عاشقا من عشاقها الكبار وفارسا من فرسان زمانها الجميل .. رحمه الله.