اندفعت أمريكا بمنتهي الغباء إلي العراق بدلا من أن تنهي صيدها لاسامة بن لادن وتنظيم القاعدة!.. ترك بوش عدوه يتعلق ويقوي بشركاء جدد وقواعد لم تمسسها أقدام أتباعه من قبل.. استشري أعوان القاعدة وانتشروا بتنظيماتهم في الآفاق، أوروبا، أمريكا، الشرق الأوسط، المغرب العربي، اليمن، السعودية، وكشمير.. إلي غيرها! وهذا تقرير أمني خطير.. كاتبه: بروس ريدل، الزميل الأول في مركز دراسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكنجو.. وهو خبير سابق بالمخابرات المركزية.. تركها ليلتحق بمجلس الأمن القومي في عهدي بيل كلينتون وجورج بوش حتي العام 2002. نشرت التقرير شهرية الشئون الخارجية (Foreign Affairs) في صدر عددها الأخير مايو.. يونيو 2007 تحت عنوان: "القاعدة ترد الهجوم!".. وهي دراسة معمقة تكشف كل أطراف الارهاب والحرب ضد الارهاب إن جاز التعبير.. وتكشف خطط تنظيم القاعدة وبن لادن الجاهزة للتنفيذ!. وسوف أترك كل شخوص الدراسة كما هي مكشوفة وعريانة لتكتمل الصورة في أفق القارئ.. ويأخذ كل طرف حذره من هجمات الارهاب البادية في مرمي النظر..! تنظيم القاعدة عند الغرب والشرق عدد عظيم القسوة والدهاء.. طاردته النكسات، وفقد بالقتل معظم قياداته التنفيذية منذ ضربته لأمريكا في 11 سبتمبر 2001.. وعجز عن الاطاحة بحكومات مهمة في الشرق الأوسط ومنها السعودية والأردن.. لكنه سرعان ما استرد قوته وأعاد تنظيم القاعدة وزودها بقيادات شابة قوية العقيدة وشديدة المراس.. والفضل يرجع لجورج بوش الذي فشل في مطاردة فلول القاعدة في شواهق تورا بورا، واثر الانتقال إلي العراق لمطاردة ينابيع بتروله الثرية!. والقاعدة الآن تتمتع بتنظيم عملياتي يتنقل في جبال تورا بورا بالجانب الباكستاني إلي جانب تنظيم قوي آخر في سهول غرب العراق.. تمتد هيمنته ونشاطه إلي أرجاء العالم الإسلامي من كشمير إلي المغرب قبل أن يعبر البحر المتوسط إلي جنوب أوروبا! واستراتيجية بن لادن ثابتة كما وضعها ولم تتغير: حرض. استفز. ارهق عدوك بهجمات متواصلة (Provoke and bait) أما الولاياتالمتحدة فادفعها دائما إلي حروب دموية (bleeding wars) داخل دول العالم الإسلامي لكي تفلس تماما مثلما أفلس الاتحاد السوفيتي بسبب حربه في أفغانستان.. وبعد أن يفرغ من الاعداء البعداء سوف يتفرغ بن لادن للأعداد الأقربين: إسرائيل.. والأنظمة العربية الفاسدة! وقد خدمه الاحتلال الأمريكي للعراق.. وهو يعمل بهمة الآن لجر أمريكا إلي حرب أخري في إيران.. ليحولها إلي أرض قتل للقوات الأمريكية! وهزيمة القاعدة الآن أصعب كثيرا مما كانت عليه قبل سنوات قليلة لكنها أمر لا يستحيل.. لو أن الولاياتالمتحدة نفذت مع حلفائها استراتيجية شاملة طويلة المدي تستهدف مهاجمة قادة التنظيم وتصفيتهم وتصادر أفكارهم مثلما تقضي علي الأحوال التي تعينهم علي الازدهار والنمو بقوة. جملة اعتراضية للكاتب: يقيني أن الوقت يسري لصالح القاعدة وحسابها.. وأنها سوف تستخدم في ضربتها المقبلة لأمريكا أسلحة دمار شامل من الصعب توقع طريقة استخدامها والأهداف المختارة لتدميرها! لم تتوقع قيادات القاعدة انهيار نظام طالبان في أفغانستان أرض أمان لتدريب وتجهيز فصائل القاعدة حتي الآن.. وبعض الخبراء يؤكد أن القاعدة دربت في أفغانستان حوالي 000.60 مجاهد.. العجيب أن قيادات القاعدة كانت أول المرحبين بالهجمة الأمريكية علي أفغانستان قبل 6 سنوات وفي حساباتهم أن الغزوة سوف تفشل وتغوص أمريكا في مستنقع الصراع مثلما حدث للسوفييت قبل عقدين من عمر الزمن! في ديسمبر 2001 الملا محمد عمر قائد طالبان وفريق "المخلصين" الذين ارتبطوا بيمين الولاء مع بن لادن.. فقد عاصمته قندهار.. أضف إلي ذلك أن طالبان كانت قد فقدت كثيرا من الدعم الشعبي الافغاني بسبب تطبيقاتهم الوحشية لأحكام القانون الاصولي الاسلامي وهجماتهم علي زراعات الخشخاش الذي يقضي علي صناعة الافيون والهيروين المحصول الرئيسي للأفغان ومصدر ثروتهم القومية! .. إلا أن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت الخلاف بين طالبان وباكستان.. أحمد رشيد الخبير في الشأن الافغاني الباكستاني يحلل: أكثر من 000.60 باكستاني كانوا يخدمون ضمن ميليشيات طالبان.. ومعهم عشرات من المستشارين العسكريين.. وجيش باكستاني كامل من وحدات الكوماندوز.. وعندما رحل كل هؤلاء إلي إسلام أباد فقدت طالبان قدراتها العسكرية التقليدية ومعها مناصرة باكستان السياسية.. بينما فقدت القاعدة ملاذا آمنا لتخطيط العمليات والتدريب وجهود الترويج السياسي.