بات مستقبل بول وولفويتز رئيس البنك الدولي في البقاء في منصبه مهددا بعد أن كشف مجلس الإدارة عن تأثير خطير لعلاقته مع شاها رضا وتعهد بالتوصل إلي قرار بشأن الموضوع. يأتي هذا التعهد ليزيد من الضغوط علي رئيس البنك الدولي للتنحي عن منصبه لتجنب التوبيخ المحتمل لتخصيص مرتب ضخم بالإضافة إلي ترقيته لشاها رضا شاه موظفة البنك السابقة التي ارتبط معها بعلاقة غرامية. وتصاعدت الضغوط عندما أكد روبرتو دانينو المستشار العام السابق للبنك لصحيفة فاينانشال تايمز أنه أخبر اللجنة التأديبية بمجلس الإدارة أنه لم يكن هناك أي مخاطرة قانونية لو كانت شاها رضا حصلت علي مستقطعات مالية بدلا من الصفقة المالية المغربية التي قدمها إليها وولفويتز. ولم تتضح علامات حتي الاَن حول استعداد المجلس لإجبار رئيسه علي التنحي أو أن وولفويتز نفسه الذي قدم اعتذارا إعلانيا في طريقه للتخلي عن منصبه. ويعتمد تحديد مصير رئيس البنك الدولي علي الموقف الأمريكي، فقد أكدت الولاياتالمتحدة علي تجديد ثقتها فيه وإن كان البعض بدأ المطالبة برحيله. وقال كين روجوف مسئول الاقتصاد السابق في صندوق النقد الدولي إن مصداقية رئيس البنك الدولي اهتزت ولابد أن يجبره المجلس علي الاستقالة. وذكرت مصادر قريبة من المجلس أن الأعضاء الأوروبيين فيه تولوا زمام الأمور وطالبوا بكشف الوثائق الداخلية ومدي خطورة التصرف علي الرغم من بعض الرفض المبدئي الذي أبدته الولاياتالمتحدة تجاه ذلك لأنها التي اختارت وولفويتز. وأضافت هذه المصادر أن الولاياتالمتحدة اتخذت في البداية موقف الدفاع وكانت مترددة في الموافقة علي كشف الوثائق إلا أنها في النهاية وافقت علي التوصل لحل وسط. وأكدت المصادر أن الكثير من المعارضين في أوروبا لرئيس البنك الدولي ضاعفوا من ضغوطهم علي حكوماتهم للمطالبة باستقالته. واعتذر وولفويتز عن ترقيته وزيادة راتب شاها رضا صديقة حميمة لوولفويتز والتي كانت عضوا في البنك. وتم نقل رضا للعمل مع وزارة الخارجية الامريكية عندما تولي وولفويتز المنصب في البنك عام 2005 من اجل تجنب اي نزاع للمصالح. يذكر ان رضا بقيت علي جدول الرواتب في البنك الدولي عندما عملت في وزارة الخارجية الامريكية، وتم ترقيتها بشكل سريع وحصلت علي رواتب معفية من الضرائب تبلغ قيمتها نحو 193 الف دولار، اي اكثر من راتب وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس قبل الضرائب.