رفض الرئيس بوش بكل الصرامة قرار الكونجرس بشأن الانسحاب من العراق وقال انه سوف يستخدم الفيتو ليرفض القرار وانه لايستطيع ان يفرض علي العسكريين في العراق وقتا للانسحاب.. ولاشك ان الرئيس بوش سيواجه ازمة حادة بشأن الانسحاب من العراق حيث لاتوجد الآن أية مبررات لدي الشارع الامريكي للبقاء في العراق فلا الاستقرار عاد ولا اعداد القتلي تراجعت ولا الحريات عادت ترفرف علي ارجاء بغداد والاقتصاد الامريكي انتعش بسبب البترول العراقي لقد زاد عدد القتلي واصبح الاقتصاد الامريكي يعاني ازمات حادة كما ان الشارع الامريكي يرفض الآن تماما بقاء القوات الامريكية في العراق.. ورغم كل هذا فان الرئيس بوش يصر علي البقاء في العراق حتي لايقال انه خرج مهزوما رغم انه من الصعب في كل الحالات الان ان يحقق اي صورة من صور الانتصار او حتي ان يخرج بكرامة من هذا المستنقع.. ولعل اسوأ مافي موقف الرئيس بوش ان الجميع تخلي عنه الان اما مضطرا او مقتنعا خاصة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير فلم يبق له الا اسابيع محدودة ويرحل هذا بجانب ان هناك قوات اخري تستعد للرحيل.. وليس امام الرئيس بوش غير ان يعتمد علي الدول العربية لكي تسانده في العراق عسكريا وماليا.. ان دول الخليج يمكن ان تتحمل جزءا من مستلزمات القوات الامريكية في العراق كما انه ليس بعيدا ان يستعين بقوات عربية او اسلامية سعيا وراء استقرار الشارع العراقي ولعل اخطر التوقعات الان ان يلجأ الرئيس بوش الي اشعال المنطقة كلها من خلال ضربة عسكرية سريعة الي ايران بحيث يشد الانتباه تماما عن كل ما يجري في العراق وبحيث يضع الشارع الامريكي امام هذه المواجهة التي مهد لها كثيرا وهنا سيدخل الرئيس بوش بالمنطقة كلها بل بالعالم كله الي سرداب طويل مظلم لان ضرب ايران الان سيكون له ثمنه الباهظ وقد يشعل المنطقة كلها ويؤدي الي قطع امدادات البترول بل قد يؤدي الي حرب شاملة. ان الرئيس بوش لاعب قمار قديم ويبدو انه سوف يغامر في الشهور الاخيرة من حكمه ويدخل في لعبة كبيرة حتي ولو خسر فيها كل شيء ولكن الخسائر لن تدفعها امريكا وحدها ولكن العالم كله سوف يدفع ثمن اخطاء هذا المقامر الكبير.