سارع البيت الأبيض إلى التنديد بمشروع قرار في مجلس الشيوخ يدعو لتحديد جداول زمنية لسحب القوات من العراق. واعتبر بيان للبيت الأبيض أن المشروع سيضيع النجاحات التي حققتها الإستراتيجية الجديدة للرئيس في العراق ويفرض إطارا زمنيا مصطنعا لسحب القوات. وهدد البيان بأن الرئيس جورج بوش سيستخدم حق الفيتو ضد المشروع إذا وافق الكونغرس عليه. سحب القوات وكان النواب الجمهوريون في مجلس الشيوخ قد وافقوا على بحث مشروع قانون بمبادرة من نائب ديمقراطي يدعو إلى انسحاب معظم الجنود الأمريكيين من العراق. وجاءت الموافقة على بحث المشروع بأغلبية 70 صوتا في حين رفضه 24. ويدعو مشروع القانون لفرض قيود على تمويل العمليات في العراق. وينص المشروع على إعادة انتشار آمنة للقوات المقاتلة, ويضع مهلة 120 يوما لا تخصص التمويلات فيها إلا للعمليات ضد القاعدة ولأمن الأشخاص والمواقع الأمريكية ولتدريب القوات العراقية وتأمين الانسحاب. ويتوقع فشل المشروع الذي يعرض على التصويت نهاية الأسبوع حيث إن الديمقراطيين يملكون فرصة ضئيلة للحصول على تأييد أغلبية من 60 من أعضاء مجلس الشيوخ لتأمين إقراره. في هذه الأثناء قال زعيم الأقلية الجمهورية في المجلس ميتش ماكونيل إنه بعد أشهر من التقارير الإيجابية بشأن تحسن الوضع الأمني بل والتقدم في المستوى السياسي، يريد بعض زملائنا من المعسكر الآخر قطع التمويل على القوات. في المقابل قال عضو مجلس الشيوخ روس فاينجولد في مستهل مناقشة المشروع إن الأوضاع كلها ليست هادئة في العراق مثلما تزعم إدارة بوش, معتبرا أن زيادة أعداد القوات لم تقرب العراق بأي حال من مصالحة سياسية حقيقية. يشار إلى أن أربعة آلاف جندي أمريكي قتلوا في العراق منذ بدأت الحرب قبل حوالي خمس سنوات. كما ينتشر حاليا في العراق نحو 157 ألف جندي أمريكي، ومن المقرر أن ينزل هذا الرقم إلى 140 ألف جندي في يوليو/ تموز المقبل. ويتزامن ذلك الجدل مع تزايد سخونة الحملة الانتخابية في الولاياتالمتحدة ووسط بوادر جديدة لمواجهات بين الكونغرس والبيت الأبيض بشأن العراق بعد تقرير أرفع الضباط الأمريكيين في العراق الجنرال بيتراوس بشأن إمكانية القيام بعمليات انسحاب جديدة للقوات متوقعة في أبريل المقبل.