فشل الرئيس الأمريكي جورج بوش وزعماء الديمقراطيين في الكونجرس في التوصل إلى حل بشأن خلافاتهما المتعلقة بتمويل القوات الأمريكية في العراق مجددين تمسكهما بموقفهما خلال لقائهما في البيت الأبيض أمس الأربعاء. وحاول الجانبان على الرغم من فشلهما في تحقيق تقدم فيما اجتمعا من أجله الإبقاء على نبرة الود وتحدثا عن اجتماعات محتملة بينهما في المستقبل. وجلس بوش خلال الاجتماع إلى جانب رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد. وأقر الرئيس الأميركي بوجود ما أسماها آراء قوية حول طاولة الحوار، مشيرا إلى أنه يتطلع للاستماع إليها، ومؤكدا أن لديه آراءه الخاصة التي قال إنه يريد مشاطرتها. وقد خرج قادة الديمقراطيين من اجتماعهم مع بوش وهم أكثر تصميما على المضي قدما بإرفاق جدول زمني لسحب القوات بمشروع قانون لتخصيص مائة مليار دولار لتمويل حربي العراق وأفغانستان. وقالت بيلوسي عقب المحادثات إن الديمقراطيين لن يمنحوا بوش "شيكا على بياض" لإبقاء القوات في العراق ما دام يرى ذلك مناسبا. رغم أنها أبدت ليونة في موقفها قبيل اللقاء حين أشارت إلى أن الديمقراطيين يرغبون في التفاوض مع بوش للتوصل إلى أفضل طريقة لإنهاء الحرب في العراق. أما السيناتور هاري ريد فقال قبيل اللقاء إنه ونانسي بيلوسي يريدان التأكيد للبيت الأبيض "أننا لا ينبغي أن نكون في العراق". وأضاف "يجب على الرئيس أن يغير المسار". وكان ريد يتحدث بعد أن اجتمع هو وبيلوسي مع أمهات جنود ومحاربين سابقين بالعراق قبيل اجتماعهم ببوش. ولم تتغير نبرة البيت الأبيض تجاه مواقف الديمقراطيين وأصر على أن بوش لن يتراجع عن تهديده باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي تشريع لتمويل الحرب يشمل تحديد جدول زمني للانسحاب. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو قبيل الاجتماع إن النطاقات الزمنية التي يطالب بها الديمقراطيون سترقى إلى حد تراجع بالإكراه لن يقبله بوش. وأكدت أن الرئيس لن يقبل مشروع قانون يتضمن ما أسمته جدولا زمنيا مصطنعا. ويتهم بوش الديمقراطيين بمحاولة إجهاض الحرب وبحشو مشروع قانون تمويل الحرب بالإنفاق على مشروعات محلية غير ذات صلة. وخارج بوابة البيت الأبيض تظاهر عدد من المحتجين من جماعة "كودبينك" الرافضة للحرب مرددين هتافات تقول لا تمولوا حرب بوش وقد ربط محتجون أنفسهم في سلسلة بالسياج الحديدي وقطع أعضاء في الأجهزة الأمنية السلاسل واعتقلوهم. ورغم ذلك توقع بعض أعضاء الكونجرس التوصل إلى حل وسط محتمل بشأن مشروع قانون تمويل الحرب يؤكد على وضع مؤشرات لقياس تقدم الحكومة العراقية في تحمل مسؤولية الأمن وأمور أخرى. لكن أعضاء بالكونجرس يعتقدون أنه لا يمكن لمحادثات جادة بخصوص اتفاق أن تبدأ إلا بعد أن يرسل الديمقراطيون أولا لبوش صيغتهم لمشروع القانون التي تتضمن نطاقات زمنية ثم يعترض عليها مما يترك لهم خيار التفكير في مشروع جديد. ويتعين على الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ تسوية خلافاتهم بخصوص صياغة مشروعيهم قبل تمرير مشروع القانون في نهاية المطاف. وتنص نسخة مجلس النواب من مشروع القانون على انسحاب جميع القوات الأميركية المقاتلة من العراق بحلول الأول من سبتمبر عام 2008، أما نسخة مجلس الشيوخ فتدعو إلى بدء الانسحاب هذا العام بهدف أن تنسحب القوات المقاتلة بحلول 31 مارس 2008 على ألا يكون ذلك إلزاما.