بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الشعب العراقي بعد أن وافق مجلس الوزراء العراقي علي اتفاقية الوجود الأمني الأمريكي في العراق بكل أشكاله.. وهناك أطراف كثيرة ترفض هذه الاتفاقية وتطالب بعدم الالتزام بها خاصة أن الحكومة العراقية وقعت الاتفاقية في ظل الاحتلال الأمريكي وبعد تهديدات كثيرة تعرضت لها كل المؤسسات العراقية.. إن قبول الحكومة العراقية بهذه الاتفاقية خسارة كبيرة للشعب العراقي.. إنها إجهاض للمقاومة العراقية الباسلة التي لقنت الإدارة الأمريكية درسا في الصمود.. وإذا كانت النتيجة الطبيعية للموقف في العراق الآن هي انسحاب القوات الأمريكية فإن هذه الاتفاقية أعطت أمريكا الحق في إبقاء قواتها علي الأراضي العراقية. وما دامت الأرض محتلة فلا يوجد استقلال أو حرية قرار وإرادة.. إن وجود القوات الأمريكية في العراق في ظل هذه الاتفاقية يذكرنا بالاتفاقيات التي كان الاستعمار يفرضها علي الدول التي يستعمرها وحدث هذا مع دول عربية كثيرة في ظل الاحتلال الإنجليزي لمصر والاحتلال الإيطالي لليبيا واحتلال فرنسا للجزائر.. إن فرض هذه الاتفاقيات بالقوة وإقامة قواعد عسكرية للقوات الأجنبية نزع كامل لسيادة الدولة، ومن هنا فإن الشارع العراقي يدرك ذلك ويعلم أن وجود القوات الأمريكية في شوارع المدن الرئيسية في العراق ما هو إلا احتلال كامل للدولة العراقية؛ ولهذا فإنه من المتوقع الان أن تزداد أعمال المقاومة وأن يخرج العراقيون إلي الشوارع رافضين هذه الاتفاقية التي لم تقدر دم الشهداء الذين ماتوا في المعارك طوال خمس سنوات ومنذ الاحتلال الأمريكي وحتي الآن هناك طوائف كثيرة من العراقيين سوف تتظاهر في الشوارع وتعلن رفضها لهذه الاتفاقية التي حاولت بها حكومة بوش انقاذ وجهها بعد أن خسرت كل شيء في سنوات الحرب.. إن بقاء القوات الأمريكية في العراق بموافقة الحكومة العراقية انتهاك لسيادة العراق واعتراف بالاحتلال الأمريكي البغيض.