شهدت مصر منذ نهاية عام 2004 تزايدا كبيرا في اعداد العراقيين الوافدين إليها وذلك في أعقاب احتلال العراق حتي بلغت ذروته في عام 2006. وعموما فقد تزايدت أعداد المهاجرين العراقيين حيث كانت أوروبا هي محطة الطبقات الغنية. أما الطبقات المتوسطة فكانت المحطة الأساسية لهم هي دول مختلفة في المنطقة تأتي في مقدمتها سوريا والأردن ومصر. ويتركز معظم العراقيين في مصر في مناطق الهرم ومدينة 6 أكتوبر ومدينة نصر والرحاب ومع ذلك فإن هناك صعوبة حقيقية في حصر أعدادهم فكثير منهم جاءوا بالفيزا السياحية وانتهت مدتها ولم يغادروا البلاد وفي انتظار توفيق أوضاعهم بخلاف المستثمرين الذين شرعوا في إقامة مشروعات متناهية الصغر ولكن يتردد أن اعدادهم تتراوح بين 200 250 ألف عراقي.. هذا في حين تشير المفوضية العليا للاجئين أن الاعداد هي 9 آلاف لاجئ فقط، يضاف إليهم 130 ألفاً من المقيمين الذين وفدوا خلال السنوات الأربع الأخيرة. الأسبوعي قام بجولة ميدانية في المناطق التي يتركز فيها العراقيون وقد لاحظنا خلالها أن سنة العراق ينتشرون أكثر في حي الهرم والرحاب بصورة متفرقة بينما يتركز الشيعة خاصة في مدينة 6 أكتوبر. ومعظم نشاطهم يتركز في إقامة مطاعم صغيرة تقدم المأكولات العراقية الشهيرة اضافة إلي وجود أعداد كبيرة منهم في صورة عمالة منتشرة في بعض القالات الخاصة ومحلات كوافير ولعل هذا التوزيع عبر تلك المناطق يعينها يرجع إلي وجود جامعات ومدارس خاصة تستوعبهم اضافة إلي توافر فرصة السكن الهادئ. الهرم التقينا أثناء جولة شارع الهرم مع محمد فهمي 29 عاما عراقي "سني" من بعقوبة والذي قال إنه منذ غزو العراق وهو ينتقل بين الدول العربية وكانت محطته الأولي هي لبنان مرورا بسوريا ثم الأردن وأخيرا مصر. وأضاف أن معظم من أقام مشروعات في مصر كانوا من أصحاب الودائع في البنوك العراقية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين أما الذين يعملون الآن كعمالة في هذه المشروعات فهم أصحاب الأملاك العقارية والسيارات وفي انتظار بيعها لإقامة مزيد من المشروعات. وأشار إلي أن المجتمع المصري كان أكثر مجتمعات المنطقة اندماجا مع العراقيين وذلك بسبب العلاقات التاريخية التي تربط الشعب المصري بالعراقي وأوضح أنه يتمني أن تقوم الحكومة المصرية بالسماح بتجديد الفيزات السياحية خلال الفترة القادمة لغير أصحاب المشروعات من العراقيين وذلك لاعطائهم الفرصة للحصول علي السيولة اللازمة لأموالهم المجمدة واستثمارها في مصر فنحن لسنا عبئا بل أحدثنا انتعاشا من خلال المشروعات التي أقمناها ومن الممكن أن نضيف أكثر. 6 أكتوبر أما جولة "الاسبوعي" في مناطق 6 أكتوبر وهي مناطق مكثفة بالعراقيين خصوصا في الحي السابع والثامن وتشهد تركزا أكبر من قبل الشيعة مثلما ذكرت لنا بعض المصادر العراقية وبعض تلك الأحياء اكتست بملامح عراقية فلك أن تتخيل أنك تتجول في أحد أحياء بغداد!! حيث إنك كثيرا ما ستلتقي بوجوه عراقية وتتعالي الأصوات في الشارع باللهجة العراقية وإن تخللتها في بعض الأحيان لهجات مصرية وفلسطينية من طلبة الجامعات الخاصة إلا أن هناك انتشارا واضحا للعراقيين ويلاحظ وجود بعض اللافتات في الشوارع أو بجانب المنازل والمحلات. فالحي السابع في مدينة 6 أكتوبر هو مركز مهم لشيعة العراق وذلك علي الرغم من وجود بعض السنة بينما تعتبر مناطق الهرم وفيصل هي مناطق الاستثمار العراقي السني وهذا التقسيم الطائفي غير المحبذ هو من قبيل الملاحظات التي من السهل حاليا استنتاجها وليس من قبيل الادانة. فالحي السابع مكتظ باللافتات التي تحمل عبارات عديدة بداية من أفران العراق والتي تقدم المعجنات العراقية وعلي بعد أمتار قليلة تجد محلات البقالة العراقية والتي تقدم كل ما يغطي استهلاك المنطقة وفي الجهة المقابلة نجد لافتات جديدة لكوافير بغداد وبجانبه محلات تقدم المشروبات العراقية اضافة إلي مشروعات تقوم ببيع أثاث المكاتب والمطابخ وتحمل لافتة تضم اسم أحد محافظات العراق.