صعدت ثقة المستثمر في المانيا الي اعلي مستوياتها في ثمانية اشهر في مارس مع تزايد العلامات علي نجاح الاقتصاد الالماني اكبر اقتصادات القارة الاوروبية في تجاوز ارتفاع ضريبة المبيعات و تباطؤ نمو الاقتصاد الامريكي . و اوضح تقرير لمركز الابحاث الاقتصادية " زيو " ارتفاع مؤشره لتوقعات كلا من المستثمرين و المحللين الي 5.8 نقطة من 2.9 نقطة في فبراير فيما يعد اعلي قيمة له منذ يوليو . و فاقت النتيجة توقعات المحللين التي لم تتعد 3.2 نقطة . و توقع المركز ان يستعيد النمو الاقتصادي قدر كبير من عافيته مع اقبال الشركات علي زيادة التعيينات و الاستثمارات الامر الذي سيساعد المستهلكين علي التأقلم مع الزيادة التي اقرتها المستشارة الالمانية انجيلا ميريكل في ضريبة المبيعات في مطلع يناير . و تنبأ المركز بمعدل نمو قدره 2.8 % هذا العام الاسرع منذ عام 2000 . يشار الي ان " زيو " بدا اجراء استطلاعه في السادس و العشرين من فبراير أي قبل يوم واحد فقط موجة الخسائر التي منيت بها البورصات العالمية و التي استمرت خمسة ايام و تسببت في فقدان بورصات العالم لنحو 3.3 تريليون دولار من قيمتها السوقية . و اضاف مؤشر البورصة الالمانية " داكس " الذي فقد 7 % خلال موجة البيع نحو 3 % منذ 5 مارس . و توقع المركز الذي يعد واحدا من خمسة مراكز تقدم الاستشارات الاقتصادية للحكومة ان تسهم الصادرات و الاستثمارات في دفع معدل النمو الاقتصادي ليتجاوز 2.7 % هذا العام و هو اسرع وتيرة له منذ بداية العقد الجاري . و تجاوزت بيانات الانتاج الصناعي و الصادرات توقعات الخبراء في يناير فيما هوي معدل البطالة الي ادني مستوياته منذ اكثر من خمسة اعوام في فبراير . و من المتوقع ان تقتصر تداعيات الزيادة الضريبية الاخيرة فيما يتعلق بالنمو علي الربع الاول . و كانت التقارير الاخيرة قد اكدت تراجع مبيعات التجزئة ب 5.1 % في يناير مقارنة بالشهر السابق و هبوط مبيعات السيارات وحدها ب 13 % خلال الشهرين الاوائل من العام . و من اهم الغيوم التي تلبد سماء النمو الالماني التباطؤ المحتمل للاقتصاد الامريكي اكبر اقتصادات العالم لان ذلك يهدد اداء شركات التصدير التي مثلت الدعامة الرئيسية للنمو في العقد الماضي . الا ان الآمال تحوم حول نشاط اقتصادات دول العالم الاخري . و في هذا السياق قال جان كلود تريشيه محافظ الاوروبي المركزي الطلب العالمي " ما زال قويا " . و الدجليل علي ذلك اعلان شركة السيارات العملاقة " بورش " في وقت سابق من الشهر ان الطلب من آسيا و اوروبا الشرقية يعوض ضعف الطلب في امريكا الشمالية . و من المتوقع ان ينتج تسارع وتيرة النمو الاقتصادي عن ارتفاع الاسعار مما سيدفع العاملين الي المطالة بزيادة الاجور و من ثم تراكم الضغوط التضخمية . و امواجهة شبح التضخم يتوقع ان يواصل البنك الاوروبي المركزي رفع اسعار الفائدة . و رفع البنك معدل القراض سبعة مرات منذ نهاية 2005 كان آخرها الاسبوع الماضي ليصعد المعدل ال 3.75 % . و يتوقع المستثمرون زيادة اخري في سبتمبر ليصل الي 4 % .