حذر تقرير أصدرته لجنة الدولة للتنمية والإصلاح من أن الاقتصاد الصيني يواجه خلال فترة الخطة الخمسية الحادية عشرة "2006-2010" ثلاث معضلات كبري تتمثل في الإفراط في زيادة الاستثمارات في الأصول الثابتة ، والإفراط بالاستثمار في قروض الاعتماد النقدي ، وازدياد الضغوط علي موارد الطاقة والبيئة داعياً الي إيجاد الحلول العاجلة والحاسمة لتلك العقبات التي قد تؤثر بشكل مباشر علي الاقتصاد الصيني. وحسب التقرير فإن الاستثمارات في الأصول الثابتة في المدن والبلدات الصينية زادت بنسبة كبيرة وصلت الي 3ر30 بالمائة خلال النصف الثاني من العام الماضي وذلك وفقا لبيانات مصلحة الدولة للإحصاء- وهي زيادة سريعة قلما حدث مثلها في السنوات الأخيرة ،مشكلة بذلك معضلة عويصة في الأداء الاقتصادي الصيني إذ أن الزيادة المستمرة فائقة السرعة والمحمومة ستؤدي حتما الي عرقلة سير القطار الاقتصادي الصيني ، وقد بدأت التأثيرات السلبية لهذه الزيادة تظهر في بعض القطاعات كصناعة الحديد والصلب والألمنيوم بالتحليل الكهربائي، التي سجلت فائضا في قدرة الإنتاج. أما المعضلة الثانية والمتمثلة في الإفراط بالاستثمار في قروض الاعتماد النقدي فقد أظهرت معلومات بنك الشعب الصيني( البنك المركزي) أن الودائع المالية بالعملة الصينية في الهيئات المالية الصينية ازدادت الي 7834ر1 تريليون يوان(حوالي 222 مليارا و925 مليون دولار أمريكي) خلال النصف الثاني من العام الماضي متجاوزة أكثر من 70 بالمئة من الهدف السنوي. لهذا طرح البنك المركزي سلسلة من الإجراءات تضمنت زيادة معدلات فائدة القروض وزيادة كمية السندات المالية بصورة كبيرة وسط توقعات بأن تزداد أيضاً نسبة الودائع المالية خلال العام الحالي . وتقدم هذه السياسة النقدية إشارة واضحة تفيد بأن (الإفراط بالاستثمار في قروض الاعتماد) سيصبح هدفا رئيسيا للتعديل والسيطرة في المجال الاقتصادي الصيني خلال العام الحالي . وبالنسبة للمعضلة الثالثة المتعلقه بازدياد الضغوط علي موارد الطاقة والبيئة ..فوفقا لمنهاج الخطة الخمسية الحادية عشرة فمن المقرر أن ينخفض استهلاك الطاقة لوحدة إجمالي الناتج المحلي حوالي 4 بالمائة في هذه السنة وحوالي 20 بالمائة في حدود السنوات الخمس المقبلة، بيد أن أحدث الإحصاءات أوضحت أن سرعة الزيادة في إنتاج واستهلاك الطاقة كانت أكبر من سرعة النمو الاقتصادي في النصف الثاني من العام الماضي ولذلك تواجه الصين ضغوطا كبيرة يقلص من إمكانات تحقيق هدف توفير الطاقة علي مدار هذا العام ولايبعث علي التفاؤل. وحاليا تمر الصين بمرحلة تسريع التصنيع والمدنية الأمر الذي يتعذر معه تغيير اتجاه ارتفاع الطلب علي الموارد في فترة قصيرة، فيما لايزال الأداء الاقتصادي الصيني الحالي يشهد حالة توتر بين نقل الفحم والكهرباء والنفط وعرض وطلب الموارد حيث ازداد اعتماد الصين علي الخارج في موارد الفلزات الرئيسية الي أكثر من 50 بالمائة مع تفاقم المعضلات والخلافات الناشئة بين التنمية الاقتصادية والموارد والبيئة. وخلص التقرير الي القول : إن هذه الأوضاع الواقعية الراهنة تظهر بوضوح أن إتقان حل المعضلات الثلاث الاقتصادية الكبري هو مفتاح الحفاظ علي التطور الجيد للاقتصاد الصيني وهو ما يفرض علي الصين ضرورة إتقان أعمال توفير الطاقة وخفض استهلاكها وحماية البيئة والاهتمام بكبح تصدير المنتجات عالية الاستهلاك للطاقة والموارد وعالية التلوث وتعديل الهيكل التجاري لضمان حل هذه المشكلات.