يمكن القول بأن شركات التخارج هي شركات اكتشاف قطع الألماس وسط الخام والقيام بصقلها.. ولذلك فلا عجب أن يزداد ميل هذه الشركات إلي المغامرة بعيدا عن الطرق المألوفة بحثا عن الألماسات الخام.. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن الأموال الموظفة في شركات التخارج قد تزايدت بشدة في السنوات الأخيرة حتي أن حجم الموظف من أموال في أحداها قد بلغ 15 مليار دولار وأن هذه الشركات بدأت تتجه إلي الاستثمار في بلدان العالم الثالث.. ومنذ أيام فقط كشفت سيتي جروب عن إنشاء شركة تخارج للاستثمار في أفريقيا رأسمالها 200 مليون دولار. وعلي الرغم من أن أمريكا وأوروبا لاتزالان تحظيان بنصيب الأسد من أموال شركات التخارج فإن نشاطها في الأسواق الناشئة في اَسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ينمو هو الاَخر بسرعة.. وفي عام 2006 بلغ حجم ما جمعته شركات التخارج للاستثمار في هذه الأسواق 22 مليار دولار حسب أرقام رابطة شركات التخارج للأسواق الناشئة EMPEA في حين كان هذا الرقم لا يتجاوز 3.4 مليار دولار فقط في عام 2003. وقد كانت أفريقيا والشرق الأوسط أكبر مناطق النمو لأنشطة شركات التخارج في العام الماضي.. وأوضح مسح أجرته رابطة شركات التخارج EMPEA أن 65% من هذه الشركات يخطط لزيادة أنشطته في الأسواق الناشئة إلي السنوات الخمس القادمة. وهناك عوامل عديدة تشرح هذا التوجه الجديد وعلي رأس هذه العوامل تشبع أسواق أوروبا وأمريكا بنشاط شركات التخارج وضراوة المنافسة فيما بينها في تلك الأسواق وهو ما صار يدفعها إلي البحث عن أسواق جديدة.. كذلك فإن زيادة معدلات النمو الاقتصادي ودرجة الاستقرار في بعض البلدان جعلها أكثر جاذبية لشركات التخارج مما كانت عليه من قبل خصوصا مع نضج أسواق المال في هذه البلدان.. أضف إلي ما تقدم أن عدد شركات العالم النامي ذات الطموحات الدولية اَخذ في الزيادة وهي شركات عادة ما تكون في أمس الحاجة إلي خبرة الشريك الأجنبي من المستثمرين. والأهم من ذلك كله فيما يبدو أن أرباح شركات التخارج من أسواق العالم الثالث صارت معدلاتها أكبر من أي مكان آخر. فقد أوضح مؤشر شركات التخارج الذي اعدته كامبردج أسوشيتس أن عوائد هذه الشركات من الاسواق الناشئة كانت 23% سنوياً في المتوسط خلال السنوات الثلاث المنتهية في 30 يونية الماضي وهي أكثر من ضعف عوائد أسهم شركات مؤشر ستاندرد اند بورز S&P خلال ذات الفترة. وفي العام الماضي بالذات كانت الفجوة بين الاثنين اعلي ما يمكن حيث كان 25% لشركات التخارج مقابل 6.8% فقط لأسهم شركات مؤشر S&P. وهذه كما هو واضح عوائد وغنائم يتعذر مقاومتها ولذلك فإن أكبر شركات التخارج في العالم بدأت تنجذب إلي الأسواق الناشئة. وتتحدث الدوائر المالية في جنوب افريقيا باندهاش عن تقارير حالية تري ان شركات التخارج الكبري مثل بلاكستون جروب، وبين كابيتال، وكوهلبرج كرافيز روبرتس KKR هم من المشترين المحتملين لمتاجر ادجار كونسوليديتد ستورز المعروفة باسم "ايدكون" وهي سلسلة لها 900 متجر في جنوب افريقيا وقيمتها السوقية نحو 19 مليار راند "2.6 مليار دولار" وهو ما يجعلها احد الاهداف المهمة لشركات التخارج في افريقيا بل أكبر هدف افريقي لهذه الشركات. أما شركات التخارج الكبري الأخري مثل تكساس باسفيك جروب TPG فقد عرفت طريقها هي الأخري إلي أسواق اسيا. واصبح لمجموعة TPG الان 6 مكاتب في المنطقة منتشرة من الصين وحتي الهند. وهناك شركات اخري مهمة مثل بنشمارك كابيتال، واباكس بارتنرز وكذلك &3I استثمارات في اسرائيل. وبطبيعة الحال فإن البلدان التي تعتبر أسواقا مناسبة لبعض شركات التخارج قد لا تكون كذلك بالنسبة للبعض الاخر من هذه الشركات. وهناك بعض شركات التخارج التي تعتبر اسرائيل وجنوب افريقيا من البلدان المتقدمة لأمن الاسواق الناشئة وتقول الارقام ان استثمارات شركات التخارج تمثل 2.3% من اجمالي الناتج المحلي الاسرائيلي كما تمثل 9.1 من اجمالي الناتج المحلي لجنوب افريقيا وذلك حسب ارقام نهاية عام 2005 وهذا يجعلهما في مقدمة بلاد العالم حيث يحتلان من هذه الناحية المركزين الثاني والثالث بعد أمريكا الشمالية ثم تأتي بعدهما بريطانيا في المركز الرابع "8.1% من إجمالي الناتج المحلي" ثم اوروبا 7.1%" وكذلك اسيا 7.1 في المركزين الخامس والسادس وأخيراً أمريكا اللاتينية في المركز السابع بنسبة 8.5% من اجمالي الناتج المحلي. والمدهش أن شركات التخارج صارت تعمل حتي في البلدان الاقل استقراراً مثل افغانستان والبلدان الاشد فقراً مثل تنزانيا.. وقد أوضح مسح أجرته أخيراً كلية تجارة تبوك في دارتماوث ان اصحاب الأموال المستثمرة في شركات التخارج لا يهمهم أين تستثمر اموالهم وإنما يهمهم في المقام الأول العائد الذي تحققه والذي قالوا إنه لا يصح أن يكون اقل من 25% في أسواق العالم الناشئة.