تجاهلت أسعار البترول العالمية الأسبوع الماضي زيادة المخزونات الأمريكية وواصلت ارتفاعها الذي بدأته مع بداية تعاملات الاسبوع الذي انهته فوق 55 دولارا للبرميل ليرتفع سعر البرميل نحو 5 دولارات خلال اسبوع حيث كان سعر البرميل قد كسر حاجز ال50 دولارا نزولا في الاسبوع قبل الماضي، إلا ان برودة الطقس في الشمال الامريكي وارتفاع الطلب علي الوقود واعلان الولاياتالمتحدة زيادة احتياطيات الطوارئ قد اعاد الاتجاه الصعودي لبرميل النفط وسط مخاوف في اوبك من العودة مرة اخري لاسعار أقل من 50 دولارا وهو ما يبدو السعر الذي ترتضيه اغلب دول اوبك. ففي نيويورك انهي النفط الخام التعاملات في سوق نايمكس ببورصة نيويورك التجارية الاسبوع عند 35.55 دولار للبرميل مرتفعا فقط في آخر ايام تعاملات الاسبوع الجمعة نحو 2.7% علي الرغم من اظهار بيانات المخزون الامريكي ارتفاعا غير متوقع في مخزونات المشتقات الوسيطة بالولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي. وكانت الاسعار قد قفزت نحو 79.2 دولار للبرميل يومي الثلاثاء والاربعاء مدعومة باعلان الولاياتالمتحدة عن عزمها زيادة احتياطيات الطواريء النفطية بمقدار 11 مليون برميل. ويوم الاربعاء اظهرت بيانات حكومية زيادة قدرها 700 ألف برميل في مخزونات الولاياتالمتحدة من المقطرات الاسبوع الماضي. وارتفعت مخزونات الخام الامريكية 700 ألف برميل بينما قفزت مخزونات البنزين اربعة ملايين برميل. وفي تقرير حديث صادر عن ميريل لينش حول توقعاته لاتجاه اسعار البترول العالمية في الفترة القادمة، اشار التقرير الي صعوبة التكهن بالوجهة التي سيسلكها سوق النفط ولكن يبدو بالتأكيد ان الذروة والارتفاعات في اسعار البترول قد أصبحت وراءنا وبما ان غالبية أسعار الاسهم مرتبطة الي حد بعيد بسعر السلعة فهذا لا ينبئ بالخير. كما ان الطقس يزيد الصورة تعقيداً، فدرجات الحرارة هي عالية علي غير المألوف في أجزاء واسعة من الولاياتالمتحدة، وهنا يجب ان نذكر انه ليست لتخفيض التصنيف في هذا القطاع اية علاقة بأنماط الطقس، لكن مع ذلك، أضاف الطقس ضغطاً نزولياً الي السلعة والقطاع. اما في جانب المخزون فيشير التقرير الي ان مستويات المخزون لدي ادارة الطاقة في الولاياتالمتحدة لمنتوجات الخام والمقطرات ومنتجات البنزين هي حالياً فوق المعدلات الموسمية. كما ان الخام والمقطر هما ايضاً فوق معدلاتهما السنوية للسنوات الخمس الاخيرة. ان البنزين هو تماماً فوق المعدل الطويل الامد، بعد أربعة أسابيع من التكديس وبينما الحرارة المعتدلة في كثير من مناطق الولاياتالمتحدة لعبت دورها في المحافظة علي مستويات المخزون عالية خلافاً للمعتاد. توقع الانخفاض وحول خفض المعروض في السوق اشار التقرير الي ان منتجي أوبك غير راغبين في خفض الانتاج بحدة وإعادة قدرة التكرير في الولاياتالمتحدة الي المستويات المعتادة، ثم ان الطلب العالمي وان ظل كافياً، يرجح ألا يتسارع في الامد القصير. اما من ناحية الجيوسياسية فإن أسعار السلع عامة بلغت الذروة ثم بدأت تنحدر، بعضها أخذ في الهبوط بحدة خاصة النحاس. فهل هذا يعني شيئاً بالنسبة الي النمو العالمي؟ فالخطر الكبير الذي واجهنا عندما خفضنا تصنيف القطاع كان ان يأتي النمو العالمي أقوي قليلاً من المتوقع او ان يحصل اختلالات بالامدادات من الشرق الاوسط أو كليهما. (جاءت مؤخراً أخبار اختلالات بالانتاج في روسيا لكن ذلك لم يكن كافياً لزعزعة السوق). وتتكهن ميريل لينش ان الناتج الداخلي الاجمالي سيرتفع بمعدل 2.2% في كل من الأقاليم المتقدمة (الولاياتالمتحدة ومنطقة اليورو واليابان) ونحو 8% في آسيا. ينجم عن ذلك، انه لا يبدو في هذه الآونة، ان هذا يشكل خطراً علي سوق الطاقة.