تتساقط أوراق عام 2006، ويوشك العام أن يلملم آخر أيامه ويرحل بكل احداثه التي تجعله من أهم الأعوام في تاريخ البورصة، ويترك العام الكثير من المستثمرين في انتظار التعويض خلال عام 2007، والبعض الاخر وقد حقق أرباحا جيدة. وقبل أن يوشك العام علي الرحيل هناك عدة تساؤلات نوجهها الي الهيئة العامة لسوق المال وإدارة البورصة: أولا: ماذا يحدث في سهم الكابلات، الشركة نفت تجزئة السهم بعد أن تم نشر ذلك، وانتشرت شائعات التجزئة في السوق، وبعد ذلك علمنا أن احدي شركات السمسرة تجمع وتلم السهم من السوق لعملائها، وتقدم هؤلاء العملاء الكبار بطلب لإدارة الشركة لتجزئة السهم، واصبحت احتمالات التجزئة قائمة، نريد أن نعرف من إدارة البورصة والهيئة ماذا يحدث في شركة الكابلات؟! وللحقيقة، فقد تلقيت عشرات الرسائل والاتصالات تستفسر عما يحدث في السهم. ثانيا: شركة الاسكندرية للغزل والنسيج "سبينالكس" حصلت علي موافقة الهيئة العامة لسوق المال علي تجزئة السهم الي 20 سهما، وحتي الان لم تقم الشركة بارسال المستندات الي البورصة، ولم يتم اعلان مواعيد التجزئة، ومازال مجلس الادارة يبيع حصصاً من أسهمه في الشركة.. فلماذا تتأخر سبينالكس في تجزئة السهم؟ ثالثا: الشائعات اصبحت من العوامل المحركة للسوق ورغم محاولة البورصة السيطرة عليها، الا انها مازالت تنتشر بشكل غير مسبوق، فكيف يمكن القضاء علي الشائعات؟ وهل السبب وجود عدد كبير من المستثمرين غير المحترفين، ام ان المطلوب رقابة اكثر صرامة علي السوق؟ رابعا: لماذا لا تكون هناك وقفة قوية مع إدارات الشركات الصغيرة التي ترتفع أسعارها بشكل غير واقعي وغير مبرر، وكذلك شركات السمسرة والاوراق المالية التي يكون بعضها عادة طرفا في رفع أسعار اسهم بعض هذه الشركات، وأحيانا يكون هناك "لوبي" يتحرك وراء هذه الارتفاعات يضم إدارات الشركات وسماسرة وبعض الاعلاميين والصحفيين. خامسا: لماذا تتم الموافقة علي تجزئة اسهم شركات خاسرة؟ رئيس هيئة سوق المال الدكتور هاني سري الدين برر ذلك بان تجزئة السهم تؤدي الي زيادة سيولته في السوق وجذب مستثمرين جدد وهي عوامل ايجابية، ولكن العوامل السلبية هي الارتفاعات غير المبررة نتيجة المضاربات ووجود مستثمرين غير محترفين، ولكن مازلنا نصر علي ان الموافقة علي تجزئة سهم قيمته عشرة أو عشرون جنيها هو امر غير مبرر، مع انخفاض قيمة الجنيه الشرائية، فما المبررات للموافقة علي تجزئة اسهم شركات خاسرة، او شركات تحقق في العام 100 ألف جنيه أرباحاً وما علي شاكلتها.. لماذا؟! الحقيقة ان كل هذه التساؤلات هي بعض مما يدور في السوق من مشاكل مثل تعاملات مجالس الادارة، ودور مراقبي الحسابات، وليست التساؤلات بغرض جلد الذات، فنحن نعرف جيدا ان مؤشر البورصة ارتفع حوالي 10% عن بداية العام، ونعرف جيدا أن أداء البورصة المصرية افضل من كل الاسواق العربية تقريبا، ولكن هذه التساؤلات تأتي من منطلق الحرص علي السوق، وان يكون عام 2007 افضل وان تصعد البورصة الي مصاف الاسواق الناشئة القوية، وان تدخلها بضاعة جديدة لتمثل الاقتصاد بشكل اقوي. نتمني أن تأتي التعديلات الدستورية التي اقترحها رئيس الجمهورية بشكل يحقق طموح الشعب المصري في الديمقراطية، وان ينعكس ذلك علي جذب استثمارات اجنبية مباشرة وغير مباشرة للاقتصاد المصري، مما يسهم في دفع معدلات النمو، ويعطي دفعة للبورصة للصعود، وان يكون عام 2007 افضل كثيرا من عام 2006.. وأخيرا، عام سعيد علي كل المصريين والمستثمرين في البورصة وسوق المال. [email protected]