حالة من التفاؤل الجماعي تسود أجواء البورصة المصرية في الفترة الحالية بكافة عناصرها من خبراء ومحللين ومتعاملين ووسطاء بشأن ما ستكون عليه طبيعة التعاملات في السوق في الايام المتبقية من عام 2006، حيث اشاروا الي ان الايام المقبلة ستشهد عودة أكيدة يبدوا انها ستكون إجبارية بالاعتماد علي التأثير النفسي وحث المستثمرين للاتجاه نحو الاسهم الكبري التي تعد الوحيدة القادرة علي تحريك مؤشر السوق من ركوده نحو مستوي 7000 نقطة الذي إجمع المحللون أن مؤشر السوق سيختم السنة عليه. ويبرر خبراء ومحللون بالبورصة المصرية عودة نشاط الاسهم الكبري في قيادة التعاملات في الفترة المقبلة بعدة أسباب اولها الثبات الكبير الذي شهدته تلك الاسهم خلال الفترة الماضية وعدم استسلامها للتراجع رغم ضعف السوق، اضافة الي الشائعات القوية بأن شركة المجموعة المالية هرميس باتت قاب قوسين او ادني من اعلان تفاصيل توسعاتها المستقبلية من خلال اموال ابراج الاماراتية البالغة 3 مليارات جنيه، واصبح لا حديث في السوق خلال اليومين الاخيرين من الاسبوع الماضي سوي " فيه حاجة نازلة علي هيرميس" او هناك خبرا ستعلنه الشركة. ورغم تأكيد مصدر مسئول في الشركة ان الشركة لن تعلن عن شئ بشأن توسعاتها الا بعد العودة من عطلات عيد الاضحي المبارك والكريسماس، الا ان قوة الدفع القوية والنفسية الكبيرة التي يتحلي بها المستثمرون في البورصة حاليا باتت أقوي حتي انهم باتوا يصدقون الشائعات أكثر من تصديقهم للحقائق، ولنا في تجربة سهم الكابلات الكهربائية خير دليل، حيث قفز سهم الشركة من 9 جنيهات الي 13 جنيها بشكل متوالي في ايام معدودة مدفوعا بشائعة تجزئة سهم الشركة ورغم نفي الشركة لصحة هذه الخبر ثلاث مرات في شهر واحد في بيانات رسمية بعثت بها الي البورصة، الا ان المستثمرين لم يصدقوا الشركة ويتحدث الجميع عن تجزئة مرتقبة للسهم ليقفز الي 85ر14 جنيه وعلي السهم حجم طلبات يتجاوز مليوني سهم دون اي عروض للبيع. ويري المحللون ان عودة الاسهم الكبري للسوق ربما يروج لها كبار المستثمرين والصناديق الاستثمارية والمحافظ الذين يأملون في انهاء العام الحالي علي مكاسب مرضية خاصة ان هذه النوعية من المستثمرين يركزون فقط في تعاملاتهم ونشاطهم داخل البورصة علي هذه الاسهم وهي الاسهم الكبري، ومع حالة الثبات بعد التراجع الذي شهدته تلك الاسهم وعدم ارتفاعها مع الارتفعات القياسية التي سجلتها الاسهم الصغيرة او الاسهم المجهولة فقد وجد مديرو الصناديق والمحافظ أنفسهم في موقف حرج بسبب انخفاض حجم محافظهم ومكاسبهم مقارنة بالارباح الضخمة التي حققها المضاربون. كما يعتمد البعض في رؤيتهم بشأن عودة الاسهم الكبري لقيادة السوق في الايام الاخيرة من العام الي عمليات الشراء الواضحة من قبل المستثمرين الاجانب خلال الاسابيع الماضية والتي وصوفها بأنها عمليات تجميع علي الاسهم الكبري تميهدا لانطلاقها، فيما يري بعض المضاربون ان الصناديق والمحافظ تحاول الترويج للاسهم الكبري حتي ترتفع نظرا لضعف موقف محافظهم في الفترة الحالية، مؤكدين ان الاسهم الصغيرة لا يزال امامها الكثير من الارتفاعات. يقول محمد رشدي مدير إدارة المحافظ ببنك قناة السويس ان الايام المقبلة ستشهد عودة حقيقة للاسهم الكبري في قيادة نشاط السوق، مبررا بالنشاط الكبير الذي شهدته شهادات ايداع بعض الشركات المصرية المقيدة ببورصة لندن خاصة اوراسكوم تليكوم الذي قفز الي ما يعادل نحو 353 جنيها في لندن وكذا الحال بالنسبة لاوراسكوم للانشاء وحديد عز وهيرميس. واستبعد رشدي حدوث اي تأثير سلبي علي أداء البورصة المصرية بعد قرار البنك المركزي المصري رفع معدلات الفائدة علي الاقراض والودائه بمقدار ربع نقطة مئوية، موضحا ان المستثمرين في البورصة المصرية لا يعيرون انتباها لرفع او خفض الفائدة. واوضح ان رفع الفائدة لن يؤثر علي البنوك في ميزانيات عام 2006 نظرا لانتهائها حيث ان الرفع جاء بنهاية العام وتأثيره علي أداء البنوك سيكون في العام المقبل وليس في ميزانيات العام الحالي التي لم تعلن بعد.واشار الي ان الاسهم الصغيرة لا يزال أمامها بعض الوقت للصعود خاصة ان العديد منها يرتبط بأنباء ايجابية مثل التجزئة والتوزيعات وزيادات رؤوس الاموال ، لكنه طالب في نفس الوقت بضرورة قيام هيئة سوق المال بوضع ضوابط علي اجراءات تجزئة الاسهم حيث انها تحولت الي ظاهرة في البورصة المصرية يستفيد منها المضاربون وكثيرا اصحاب الشركات انفسهم.