دعا عدد من العلماء المسلمين إلي إنشاء مؤسستين ماليتين يعملان وفقا لمبادئ الشريعة الإسلامية ويستثمران أموالهما لصالح الطبقات الفقيرة. تحمل المؤسسة الأولي اسم "بنك الفقراء" وسيستفيد من تجربة بنك جرامين المتخصص في منح القروض الصغيرة للفقراء ومحدودي الدخل والذي أنشأه الخبير الاقتصادي البنجلاديشي د. محمد يونس الفائز بجائزة نوبل للسلام. ويمكن لهذا البنك المقترح كما يقول د. محمد الشرقاوي المفكر الإسلامي والدكتور حسن عبد الحميد الأستاذ بجامعة الأزهر أن يستفيد من تجربة بنك بنجلاديش الذي استطاع ان يتعامل مع 5.6 مليون مستفيد ويمنحهم قروضا تزيد علي ال 5 مليارات دولار.. كما يمكن له أيضا ان ينسق مع كل من بنك ناصر الاجتماعي والصندوق الاجتماعي للتنمية الذي وفر له مؤخرا مجلس الوزراء المصري 2.1 مليار جنيه لتمويل المشروعات الصغيرة في خطة العام الجديد 2006 2007. أما المؤسسة المالية الثانية فستعمل كما يقول كل من د. الشرقاوي ود. عبد الحميد والدكتور محمد علي نصار الأستاذ بجامعة الأزهر تحت مسمي "مؤسسة جمع واستثمار الزكاة" وهي مؤسسة شعبية غير حكومية ستكون مهمتها الأساسية حسبما يرون مساندة الفقراء وتقديم الزكاة في صورة أدوات إنتاج ومشروعات للإنتاج الحيواني والداجني وآلات زراعية ومشروعات حرفية وتجارية صغيرة ليخرجوا من دائرة الفقر ويتحولوا بالتدريج إلي طاقات انتاجية فاعلة مثلما فعل د. محمد يونس مع فقراء بلاده. وأوضح العلماء ان هذه المؤسسة يمكن ان تجمع زكاة تزيد حصيلتها علي 15 مليار جنيه إذا ما وضع في الحسبان أخذ الزكاة وبشكل اختياري علي الودائع المصرفية وعلي ارباح المصانع والشركات، مؤكدين انها ستعمل علي إيجاد المزيد من فرص العمل لمستحقي الزكاة وعلي المساهمة في حل مشكلة البطالة وتدعيم أنشطة التكافل الاجتماعي إلي جانب احياء الدور الاقتصادي للزكاة. وطالبوا بضرورة ارسال خبراء لبنجلاديش ليتابعوا تجربة بنك جرامين الذي أنشئ عام 1983 وبتمويل حكومي وأهلي عن قرب ويتعرفوا علي العقبات والمشكلات التي واجهت عمل هذه المؤسسة في المناطق الريفية الفقيرة التي تنتشر بها حرف السجاد ومصانع منتجات الألبان وغيرها من الحرف والصناعات المرتبطة بالبيئة.