يحاول الرئيس بوش ان يخرج بكرامة من مأساته في العراق ولكن يبدو أن العراق كان بداية مشروع الرئيس بوش وفيه أيضاً نهايته.. لن يستطيع الرئيس الأمريكي ان ينهي مأساة العراق وقد بقي له في البيت الابيض أقل من عامين.. ان انسحاب القوات الأمريكية وتعويض ضحايا الحرب من الأمريكان والاتفاق علي صيغة لمستقبل العراق وجمع الشعب العراقي مرة أخري تحت راية العراق الموحد كل هذه الأشياءتتحتاج زمناً طويلاً وليس عامين.. ولاشك ان العراق سيكون الصفحة السوداء في تاريخ بوش الابن سواء كان ذلك في قرار الحرب أو أسبابه أو النتائج التي ترتبت عليه والخسائر التي تحملتها كل الأطراف.. أما أن قرار الحرب كان خطأ فادحاً فهذه قضية حسمتها الأحداث منذ فترة بعيدة.. وأما ان اسباب الحرب كانت مجموعة أكاذيب فهذه أيضاً قضية محسومة فليس في العراق أسلحة دمار شامل ولا علاقة بين صدام حسين والقاعدة ولا توجد في العراق رؤوس نووية وصواريخ تهدد أوروبا وأمريكا.. أما النتائج فلا يوجد رئيس في العالم في العصر الحديث لعنه شعبه كما لعن الأمريكان الرئيس بوش والان وبعد أن كان الرئيس الأمريكي يحتفل بنصر لم يتحقق فهو الان يحاول أن يجمع الاصدقاء ويفاوض الاعداء بعد أن قسم العالم إلي معسكرين للخير والشر فإنه يطلب المساعدة من سوريا وايران ويريد العون من الملك عبدالله ملك الاردن ويريد دعماً من الشعب العراقي الذي ضرب كل شيء فيه.. ويريد من الحلفاء الأوروبيين الصبر قليلاً عليه حتي ينتصر في العراق ولكن الجميع الان يسحب قواته بعد ثلاث سنوات من الهزيمة.. ان الرئيس بوش علي استعداد لأن يفعل الان أي شيء وكل شيء لكي يخرج بجنوده من العراق وإذا كان البعض يري أن الابواب جميعها مغلقة فليس في العراق شخص قادر علي اعادة الأمن إلي دولة تفككت بكامل اجهزتها.. وليس من السهل بعد المذابح الدامية أن تلتئم الجراح بسهولة.. وليس من السهل ايضاً ان يجلس الاكراد والشيعة والسنة علي مائدة واحدة دون أن تكون هناك حسابات ومكاسب وخسائر.. ولهذا سوف يخرج الرئيس بوش من البيت الابيض وهو يحمل عار العراق الذي سيطارده طوال حياته.