عندما قرر الرئيس بوش ان تغزو قواته العراق لم يسمع أحدا وقرر أن يحتل العراق وحده.. ويومها كانت هناك نصائح كثيرة للرئيس الأمريكي حتي لا يدخل في هذه المغامرة.. ولكنه فعلها وغرق في المستنقع.. والان يحاول الرئيس بوش انقاذ نفسه وليس انقاذ العراق ولهذا فإن مؤتمر الجوار في شرم الشيخ محاولة لانقاذ أمريكا قبل العراق.. انه يأخذ واجهة تسعي إلي خروج العراق من مأساته..ولكن هناك طرفا آخر شريكا رئيسا في هذه المأساة هو الرئيس بوش شخصياً.. ولاشك أن مؤتمر شرم الشيخ لن ينقذ الرئيس بوش ولا يستطيع ذلك، لقد تصور الرئيس الأمريكي ان قواته ستعيد ترتيب كل شئ بعد سقوط بغداد بأيام قليلة.. وسقطت بغداد ولم يسقط العراق بل ان الذي سقط بالفعل هو هيبة الدولة العظمي.. وبعد ثلاث سنوات من المعارك يبحث الرئيس الأمريكي عن اصدقائه في الشرق الأوسط حتي لا يغرقوا معه رغم أنه لم يسمع لهم في البداية.. لقد تعامل الرئيس بوش مع الانظمة الحاكمة في كل دول الشرق الأوسط بعنجهية غريبة وكأنه كان يصدر التعليمات لموظفيه في البيت الابيض لم يحترم سيادة هذه الدول ولم يقدر شعوبها ولم يهتم بعقائدها واصولها ولهذا فهو الان يعيش اسوأ حالاته.. لقد تخلي عنه الجميع ومن يحاول الان انقاذه فهو واهم لأن العراق لن يعود كما تصور الرئيس بوش رقما من الارقام تحت الوصاية الأمريكية بل ان امريكا خسرت المنطقة كلها بحسابات الشعوب وليس مواقف الحكام.. وامريكا التي جاءت بقوتها الغاشمة ستخرج بهزيمة لم تتصورها في يوم من الأيام.. ان الجميع الان يتبرأ من دم العراق ابتداء بالرئيس بوش نفسه وانتهاء بكل من شارك في هذه الجريمة صمتا أو تواطئا أم مشاركة لأن التاريخ سوف يحاسب الجميع والشعب العراقي لن يترك ثأره.. فإذا كانت هناك عملية تجميل لوجه الرئيس بوش فإن الشيء المؤكد ان امريكا كلها وليس بوش وحده في حاجة إلي عمليات تجميل كثيرة وقد يستغرق ذلك سنوات عديدة.