لا يريد الرئيس بوش ان يترك صالة القمار حتي ولو خسر آخر سنت في جيبه بل انه علي استعداد لان يلعب علي المكشوف حتي ولو حمله رجال الشرطة والقوا به في احد اقسام الشرطة في واشنطن او نيويورك.. الرئيس بوش يريد ان يلقي علي وجه امريكا كل قمامة العالم وان يجعلها اضحوكة العالم كله.. ولهذا كان واضحا وصريحا وهو يقدم استراتيجيتة الاخيرة لمواجهة الموقف في العراق.. ان الرئيس بوش يعلم انه خسر المعركة في العراق وانه لفق قصة كاذبة من الاسباب والنتائج وانه تآمر بالدولة العظمي في مستنقع لن يخرج منه منتصرا ولا مهزوما بل سيخرج وكرامته وكرامة شعبه في التراب.. ولهذا يحاول ان يلعب القمار لآخر لحظة.. انه الآن يهدد سوريا وايران وهو يعلم ان احدا لن يسمعه. ان امام ايران فرصة تاريخية لكي تصبح اكبر دولة في المنطقة ومن الخطأ ان تفرط في هذه الفرصة كما ان سوريا لاتجد حلا لأراضيها المحتلة سواء مع اسرائيل او امريكا.. وقد وقف الرئيس بوش ضد سوريا في لبنان وضد حزب الله في لبنان وضد حماس في فلسطين ولم يترك امام سوريا طريقا مفتوحا فما هو المبرر لان تفتح هي الابواب؟.. وسوف يلجأ الرئيس بوش الي العواصم السنية في العالم العربي حتي يعيد اشباح الفتنة بين السنة والشيعة سوف يحرض القاهرة والرياض وعمان ومعهم تركيا بالطبع للدخول في مستنقع العراق تحت دعوي حماية السنة في العراق والوجه العربي للدولة العراقية واذا كانت هذه العواصم قد رفضت ان تشارك في غزو العراق مع الرئيس بوش لاسباب كثيرة فهل تقبل الان ان تلقي ابناءها في مستنقع الدم.. لا اعتقد ان دولة واحدة من هذه الدول سوف ترسل جنديا واحدا الي العراق تحت راية الاحتلال الامريكي.. لقد حذر الرئيس مبارك الادارة الامريكية من البداية بأن دخول العراق ليس امرا سهلا وان الثمن سيكون باهظا.. ولكن غرور المقامر الكبير الرئيس بوش جعله يمضي في طريقه ولم يسمع احدا.. وقد يقامر الرئيس بوش الآن وفي هذه الظروف السيئه ويدخل مواجهة مع ايران بدعم وتأييد اسرائيلي واذا حدث ذلك فإن المنطقة كلها سوف تشهد مستنقعات من الدم لم تشهدها من قبل ومن الخطأ الشديد ان تتورط العواصم العربية في مواجهة مع امريكا واسرائيل ضد ايران بدعوي ان الخطر الايراني القادم يهدد العرب.. ان العدو الحقيقي للعرب هو اسرائيل وامريكا واذا تصورنا غير ذلك فسوف نخسر الجميع.. وعلي امريكا ان تدفع وحدها ثمن اسوأ لاعب قمار في العالم وهو الرئيس بوش الذي اضاع علي موائد القمار هيبة اكبر دولة في العالم.