خسر الرئيس بوش العالم الخارجي وخسرت معه امريكا هيبتها كدولة عظمي.. والان يخسر الرئيس بوش الشعب الامريكي الذي اخطأ كثيرا عندما دفع به الي البيت الابيض وليست لديه مؤهلات لقيادة اكبر دولة في العالم.. كانت النتيجة ما نراه الان من هذا التخبط الذي يعاني منه العالم كله بسبب سياسات الرئيس بوش.. ولعل هذا هو السبب في ان تقوم السيدة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي بزيارة دمشق وتفتح ابوابا للحوار مع الرئيس الاسد بعد ان تصور الرئيس بوش ان المقاطعة الامريكية هي نهاية العالم بالنسبة لسوريا.. ولاشك ان الرئيس بوش وضع امريكا في مواقف صعبة للغاية.. بدأ ذلك في حملته العسكرية الفاشلة علي افغانستان ولم تحسم نتائجها حتي الان.. ثم كانت مغامرته الثانية اكثر فشلا في العراق.. وبدأت سياسة التخبط مع ايران.. ثم كان الفشل الاكبر في موقف امريكا من قضية الصراع العربي الاسرائيلي وتعددت مظاهر الفشل حتي وصلت اخيرا الي هذا الانقسام الحاد داخل المجتمع الامريكي بين البيت الابيض ومجلس النواب الامريكي.. ان مجلس النواب يريد وقف نزيف الدم الامريكي في العراق وانقاذ الاقتصاد الامريكي من كوارث محققة.. ويريد ايضا ان يعيد للقوة العظمي هيبتها امام رفض دولي كامل لسياستها.. ولكن الرئيس بوش مازال يصر علي المضي في طريقه وكأنه قطار سريع فقد السيطرة علي كل شيء.. لقد بقي للرئيس بوش في البيت الابيض عام وبضعة شهور وهي فترة لا تكفي لانقاذ تاريخه وانقاذ الشعب الامريكي من كل هذه الكوارث.. لن يستطيع اغلاق ملفات كثيرة فتحها في العراق وافغانستان والشرق الاوسط وأمريكا الجنوبية.. لقد اضاع علي امريكا مناطق نفوذ كثيرة في كل دول العالم ولهذا يحاول بعض العقلاء في امريكا اصلاح ما افسده الرئيس فهل يمكن ذلك.. لقد طلب توني بلير من الرئيس بوش الا يتدخل في ازمة البحارة مع ايران حتي لا تتعقد الامور وذهبت رئيسة مجلس النواب الي سوريا علي غير رغبة من الرئيس بوش ولا ندري ماذا سيحدث غدا لان الرئيس بوش يخسر كل يوم موقعا جديدا امام اخطاء تاريخية فادحة.. بعض الرؤساء يجعل من الدول الصغيرة دولا كبيرة والبعض الاخر يجعل الدولة العظمي "ملطشة" امام العالم كله وهذا ما فعله الرئيس بوش باقتدار وكفاءة.