شيء غريب ومريب ان تقحم الادارة الامريكية وهي في آخر ايامها السوداء اسم مصر في اتفاق بين رايس وليفني يخص تهريب الاسلحة الي قطاع غزة.. كان نص الاتفاق غريبا. وكان توقيته اغرب.. والاتفاق المريب بين اسرائيل وامريكا هو آخر الصفحات السوداء في ظل حكم الرئيس بوش الذي ضلل العالم وافسد العلاقات بين امريكا وكل دول العالم.. الاتفاق المريب يعطي الحق لاسرائيل وامريكا في مطاردة عمليات التهريب في البحار وعلي الحدود وفي المياه الاقليمية لدول ذات سيادة والواضح ان الاتفاق كان اخر هدايا حكومة بوش لعصابة تل البيب.. الغريب في الامر والغريب في الامر ان يتم توقيع الاتفاق قبل رحيل بوش بايام قليلة وهو سلوك غريب لان هناك حكومة اخري قادمة ورئيس جديد يستعد لدخول البيت الابيض.. ولكن هذا الاتفاق يعكس العلاقة بين اسرائيل وامريكا وان الوهم السائد لدي العرب بأن امريكا يمكن ان تكون وسيطا في قضايا الصراع في الشرق الاوسط وهذا الامر مستحيل فلا يمكن ان تكون الوساطة الامريكية محايدة في هذا الصراع. لقد اخطأ العرب حينما تصوروا ان الوساطة الامريكية يمكن ان تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه وتقيم دولته ولهذا مرت سنوات حكم الرئيس بوش دون ان يفي بما وعد وكل ما في الامر هذا الوقت الضائع في المفاوضات بين ابومازن والادارة الامريكية.. لقد قدم بوش لاسرائيل اشياء كثيرة في سنوات حكمه.. اقامت الجدار العازل.. وانشأت مئات المستوطنات ووقعت اكثر من اتفاقية لحماية امن اسرائيل واعترف بها كدولة يهودية واعترف بها كدولة يهودية وقدم لها اكثر من نصف المعونات الخارجية الامريكية وقبل هذا كله قدم لها كل انواع السلاح الحديث من الترسانة الامريكية وهو السلاح الذي استخدمته في جنوب لبنان وفي غزة.. ومن اجل اسرائيل احتلت القوات الامريكية العراق ودمرت كل امكانياته الاقتصادية والعسكرية وعادت به سنوات للوراء فهل بعد ذلك كله مازلنا نعتقد ان امريكا يمكن ان تكون وسيطا عادلا في الصراع العربي الاسرائيلي.. كل الحقائق تؤكد ان امريكا هي اسرائيل علي العرب الا يثقوا في الموقف الامريكي سواء في عهد بوش او اي عهد آخر.