لا يستطيع الرئيس بوش ان يعلن الخسائر الحقيقية من القتلي والمصابين في القوات الامريكية في العراق.. في شهر اغسطس الماضي بلغت الخسائر 1773 قتيلا هذا بخلاف اعداد الجرحي.. ولهذا فان الادارة الامريكية تضلل الرأي العام الامريكي في الارقام.. اذا كان متوسط عدد القتلي 1500 قتيل في الشهر فنحن امام 18 الف قتيل في السنة.. وهذا يعني ان القوات الامريكية خسرت أكثر من 40 الف قتيل حتي الآن بعد احتلال العراق منذ 3 سنوات.. ولكن الشيء المؤكد ان في الادارة الامريكية اطرافا تعلم حجم الخسائر البشرية ولا تستطيع ان تعلن ذلك خوفا من ردود الافعال في الشارع الامريكي الغاضب والساخط علي سياسات وهمجية الرئيس بوش.. ورغم هذا يحاول الرئيس بوش اقناع نفسه وتضليل شعبه عندما يؤكد ان استراتيجيته في العراق لم تفشل ومازال يصر علي ان العراق يهدد الامن القومي الامريكي.. مازال الرئيس بوش يردد أوهامه القديمة عن الصواريخ العراقية عابرة القارات والسلاح النووي العراقي واسلحة الدمار الشامل التي احتل العراق بسببها.. في يوم من الايام سوف يحاسب الشعب الامريكي الرئيس بوش حسابا عسيرا علي ضحايا الحرب الذين لا يعرف الشعب الامريكي اعدادهم الحقيقية واذا اضفنا لذلك مئات الآلاف من الضحايا العراقيين لاتضح لنا حجم الكارثة.. لقد بقيت شهور قليلة ويرحل الرئيس بوش عن البيت الابيض ليعلم العالم حقيقة ما جري في سنوات حكمه من المذابح والمآسي والجرائم وربما وجد الرئيس بوش نفسه مطلوبا امام محاكمات دولية كمجرم حرب بل ان الشعب الامريكي سوف يلقي رئيسه في اقرب مراكز الشرطة لمحاسبته والثأر منه.. والغريب ان الرئيس الامريكي مازال يتحدث عن خططه واستراتيجياته في العراق رغم ان كل شيء هناك يؤكد فشل حساباته وحملاته وقواته امام مقاومة باسلة لم تحدث في التاريخ الحديث.. وسوف يذكر الشعب العراقي بعد رحيل بوش وقواته كل هذه المآسي وسوف يقيم الشعب الامريكي نصبا تذكاريا لهزائمه في العراق ويكتب عليها خطايا الرئيس بوش وضحايا الشعب الامريكي ودرسا للتاريخ.