من واجب امريكا الان ان تحتفل بذكري مرور اربع سنوات علي هزيمتها في العراق ومن واجب العرب ان يحتفلوا بمرور اربع سنوات علي خيبتهم بعد سقوط عاصمة الرشيد.. وهناك اطراف اخري لاشك استفادت من هذا السقوط في مقدمتها اسرائيل التي تسللت الان الي كل جزء من الاراضي العراقية لقد تصور الرئيس بوش ان رحلته الي العراق سوف تستغرق اياما قليلة ينتهي بعدها كل شئ ينتهي صدام حسين وسنوات حكمه وتنتهي مشاكل البترول ويحول منابعه من العراق الي تكساس وتنتهي كل المشاكل في الشرق الاوسط امام القوات الامريكية الغازية فتنتهي المقاومة في فلسطين.. وتمد اسرائيل ذراعها الطويلة الي كل الاماكن ولكن كل شيء جاء علي غير ما توقعت امريكا.. دخلت القوات الامريكية بغداد ولم تخرج منها وسقطت بغداد ولكن مع سقوطها انهارت هيبة اكبر دولة في العالم امام المقاومة العراقية الباسلة وبعد ان كان الرئيس بوش يستعد للاحتفال بالنصر هاهو يحتفل الان بالهزيمة وسقط عشرات الالاف من الجنود الامريكيين ما بين قتيل وجريح ولم يستطع الرئيس بوش ان يحسم المعارك رغم انه يملك اكبر ترسانة عسكرية في العالم.. لم تستطع القنابل الحديثة والطائرات وتكنولوجيا الموت ان تحسم النتائج لصالح امريكا وسقط صدام حسين شهيدا وبقي شبح الرجل يطارد الرئيس بوش في نومه ومازالت المقاومة العراقية بعد اربع سنوات تواجه الطاغوت الامريكي وبعد اربع سنوات من سقوط بغداد مات صدام وبقي العراق ونهبت امريكا البترول العراقي وبقي الاصرار علي طرد المحتل.. وهدمت القوات الامريكية الدولة العراقية ولم تستطع ان تهدم ارادة الشعب العراقي.. لقد خسرت امريكا الحرب في العراق بكل المقاييس ورغم الهزيمة العسكرية فهي لاتستطيع الخروج الان من العراق لان في ذلك تهديدا لمصالحها واصدقائها وتوابعها كما ان خروجها الان سوف يغير كل الموازين في المنطقة علي كل المستويات سياسيا وعسكريا واقتصاديا.. لقد تصور البعض ان سقوط بغداد هو نهاية العراق ولم يتصوروا ان العراق لن ينتهي مادام هناك شعب قادر علي ان يدافع عن ارضه وترابه ولن تنتصر القوات الامريكية في العراق ولن يخرج الرئيس الامريكي من العراق بكرامة.. والشيء المؤكد الان ان خلفاء الرئيس بوش في البيت الابيض سوف يلعنون اليوم الاسود الذي دخل فيه هذا الرجل هذا البيت.