آخر تحديث لسعر الذهب اليوم في السعودية وعيار 21 الآن الإثنين 29 إبريل 2024    كلمة الرئيس السيسي خلال افتتاح مركز البيانات الحوسبة السحابية الحكومية    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية برقة شمال غرب نابلس    نتنياهو يعيش في رعب.. هل تصدر محكمة العدل الدولية مذكرة باعتقاله؟    رابطة العالم الإسلامي تعرب عن بالغ قلقها جراء تصاعد التوتر في منطقة الفاشر شمال دارفور    «مسلم»: إسرائيل تسودها الصراعات الداخلية.. وهناك توافق فلسطيني لحل الأزمة    أول رد رسمي من الزمالك على احتفال مصطفى شلبي المثير للجدل (فيديو)    مدحت شلبي يقدم اقتراحا لحل أزمة الشحات والشيبي    عامر حسين: إقامة قرعة كأس مصر الأسبوع القادم بنظامها المعتاد    مصرع 5 أشخاص في انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي بالمنيا    وفاة المخرج والمؤلف عصام الشماع عن عمر ناهز 69 عاما    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    شقيقة الفلسطيني باسم خندقجي ل«الوطن»: أخي تعرض للتعذيب بعد ترشحه لجائزة البوكر    سامي مغاوري عن صلاح السعدني: «فنان موسوعي واستفدت من أفكاره»    التهديد الإرهابي العالمي 2024.. داعش يتراجع.. واليمين المتطرف يهدد أمريكا وأوروبا    صحة قنا: 4 حالات مازالوا تحت الملاحظة في حادث تسريب الغاز وحالتهم على ما يُرام    حار نهاراً ومائل للبرودة ليلاً.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم    تموين الإسكندرية: توريد نحو 5427 طن قمح إلى الصوامع والشون    برلمانية: افتتاح مركز البيانات والحوسبة يؤكد اهتمام الدولة بمواكبة التقدم التكنولوجي    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    الزمالك: لا عقوبات على مصطفى شلبي.. كان يشعر بالضغط    بعد طرح برومو الحلقة القادمة.. صاحبة السعادة تتصدر ترند مواقع التواصل الاجتماعي    "بلومبرج": الولايات المتحدة تضغط من أجل هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    "بحبها ومش عاوزه ترجعلي".. مندوب مبيعات يشرع في قتل طليقته بالشيخ زايد    إخلاء سبيل سائق سيارة الزفاف المتسبب في مصرع عروسين ومصور ب قنا    الأرصاد الجوية تكشف حالة الطقس اليوم الإثنين وتُحذر: ظاهرة جوية «خطيرة»    ملف يلا كورة.. الزمالك يتأهل لنهائي الكونفدرالية.. وطائرة الأهلي تتوّج بالرباعية    ميدو: لو أنا مسؤول في الأهلي هعرض عبد المنعم لأخصائي نفسي    بعد حركته البذيئة.. خالد الغندور يطالب بمعاقبة مصطفى شلبي لاعب الزمالك    ميدو: سامسون أكثر لاعب تعرض للظلم في الزمالك    فراس ياغى: ضغوط تمارس على الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية للوصول لهدنة في غزة    فيديو.. سامي مغاوري: أنا اتظلمت.. وجلينا مأخدش حقه    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    هل مشروبات الطاقة تزيد جلطات القلب والمخ؟ أستاذ مخ وأعصاب يجيب    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    هل يؤثر تراجع الطلب على الأسماك في سعر الدواجن.. مسئول بالاتحاد العام للدواجن يجيب    وزير الاتصالات: 170 خدمة رقمية على بوابة مصر الرقمية    4 مليارات جنيه لاستكمال المرحلة الثانية من مبادرة حياة كريمة لعام 24/25    فيصل مصطفى يكتب: عجلة التاريخ    الاقتصاد الأمريكي يحتاج لعمال.. المهاجرون سيشكلون كل النمو السكاني بحلول 2040    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    على مدار نصف قرن.. سر استمرار الفنان سامي مغاوري في العمل بالفن    ندوة حول تطور أذواق المستهلكين بالمؤتمر الدولي للنشر بأبوظبي    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    3 حالات لا يجوز فيها الإرث شرعًا.. يوضحها أمين الفتوى    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    الاستعداد للعريس السماوي أبرز احتفالات الرهبان    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ضربة للمحتكرين.. ضبط 135 ألف عبوة سجائر مخبأة لرفع الأسعار    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    محمد أبو هاشم: حجاج كثر يقعون في هذا الخطأ أثناء المناسك    في أحد الشعانين.. أول قداس بكنيسة "البشارة" بسوهاج الجديدة |صور    وظائف خالية ب الهيئة العامة للسلع التموينية (المستندات والشروط)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العراق عصي علي التقسيم حروب العراق
نشر في الأهرام المسائي يوم 26 - 12 - 2010

حتي الان لا يزال دور السفيرة الأمريكية في الغزو العراقي للكويت غامضا تتقاذفه الكتابات المتناقضة هل لك ان تلقي الضوء علي ذلك؟ وهل دفعت أمريكا صدام لغزو الكويت لتنفيذ مخطط للسيطرة علي المنطقة ؟
‏**‏ لم ازل ابحث وانقب عن مجموعة اسرار لم تزل في طي الخفاء والكتمان‏..‏ فالغزو العراقي للكويت عام‏1990,‏ ما هو الا حلقة من حلقات الصراع الاقليمي الذي لم يكن بمثل ذلك الاحتدام لولا ادوار خارجية‏,‏ وحتي عربية‏..‏ ولقد وصلت الي قناعة ولكن ليس الي حقيقة‏,‏ فالقناعة شئ والحقيقة شئ آخر‏..‏ الحقيقة لا يبوح بها المرء‏,‏ الا ان تأكد من خلال وثائق مؤكدة‏..‏ اما القناعة فهي تصورات منطقية واستنتاجات واضحة ان كل الاحداث التاريخية عبر خمسين سنة كتلك التي حدثت في منطقتنا كانت لها مجموعة خطط مرسومة وعلاقات واسرار لم تنفضح بعد‏..‏ بدءا بالانقلابات العسكرية اثر الحرب العالمية الثانية ووصولا الي سقوط بغداد عام‏2003‏ وما تلا ذلك‏!‏ وانني اقول بأن موقف السفيرة الامريكية جلاسبي سيبقي يكتنفه الغموض‏,‏ ولكنه حدث معلن وقد اعطيت له قيمة اكبر من حجمه‏,‏ فهل يعقل ان غزو صدام حسين للكويت يمر عبر سفيرة اسمها جلاسبي ؟؟ لا اعتقد بأن حدثا تاريخيا لمحو الكويت كان قد تم من خلال سفيرة اسمها جلاسبي‏,‏ ولكن ثمة علاقات خفية ومريبة ربما يعرف بعضها كل من الرئيس السوفييتي السابق جورباتشوف ووزير الخارجية السوفييتي بريماكوف‏..‏ ولكنني استغرب جدا ان الرئيس السابق صدام حسين لم يكشف أي شئ‏,‏ وانه لم يفتح فمه في المحكمة التي قادته سريعا الي المشنقة‏..‏ لقد ذهب ومعه جعبة هائلة من الاسرار التي لم يبح بها‏,‏ وخصوصا عن كل الذي يعرفه من خفايا وانني متأكد بأنه كان يعرف الكثير لأنه الطرف الاساسي في صنع الحدث التاريخ كنت انتظر سماع أي شئ منه حول الدور الامريكي او انه سكت‏,‏ بطلب من الامريكان ضمن صفقة معينة‏,‏ او خوفا علي مكانته عند من يعتبره بطلا قوميا‏!‏ وانني واثق بأن اللحظة التاريخية للغزو هي نقطة الافتراق بينه وبين الامريكان
لماذا ؟
‏..‏ قرأت قبل خمس سنوات وثيقة تتضمن لقاء جورباتشوف بطارق عزيز‏,‏ ولقد اكدها لي احد الدبلوماسيين العراقيين‏,‏ وكان يعمل سكرتيرا اول في السفارة العراقية بموسكو وقد شهد الموقف‏,‏ اذ يقول بان هذا لا يعرفه الا خمسة‏,‏ هم‏:‏ جورباتشوف وعزيز والمترجم والسفير العراقي غافل جاسم وانا‏..‏ ويستطرد قائلا‏:‏ في مطلع العام‏1991‏ أي قبل اندلاع الحرب التي اسماها الامريكيون ب عاصفة الصحراء‏,‏ كان السيد طارق عزيز ينتظر طويلا الرئيس السوفييتي جورباتشوف من اجل الالتقاء به‏,‏ وأتي جورباتشوف مسرعا وبيده عدة اوراق وبقي واقفا وسلم علي طارق عزيز ودخل الي الموضوع مباشرة قائلا‏:‏ ارجو ان تنقل تحياتي الي الرئيس صدام‏,‏ فأنا أحبه وأحب الشعب العراقي‏,‏ وتبلغه بأنه لم تزل هناك فرصة تاريخية نوفرها للعراق لتفادي حرب لا تبقي ولا تذر‏..‏ فعليكم ان تسحبوا قواتكم وان العالم كله قد اصبح ضدكم الان بسبب عدم استجابتكم لمطلب العالم كله بالانسحاب من الكويت‏..‏ واستطرد جورباتشوف‏,‏ وهو يوجه كلامه لطارق عزيز‏:‏ أبلغ الرئيس صدام ان امريكا ستقود العالم ليس لتحرير الكويت‏,‏ فحسب‏,‏ بل لتدميركم وهلاك العراق‏,‏ ولم يبق الا‏17‏ يوما علي انتهاء المهلة‏..‏ ان ما هو مهيئ للحرب كاف لأن يدمر الاتحاد السوفييتي كله فتخيل حجم ما سيلحق بالعراق من دمار‏,‏ فكيف انتم وذلك كله ؟ انني اتكلم من باب الحرص علي العراق والعراقيين وجيش العراق‏..‏ واقول‏:‏ اذا انسحب العراق من الكويت فثمة ضمانات مؤكدة‏,‏ وان الاتحاد السوفييتي يعمل علي ضمانات لستة مليارات دولار تعويضا للعراق‏,‏ ويتعهد الاتحاد السوفييتي في حالة انسحاب العراق الاخذ بنظر الاعتبار للتفاوض علي جزيرة بوبيان من اجل اقامة توازن عسكري للقوة بين ايران والعراق ومراعاة لطموحات العراق والحفاظ علي قوته ازاء القوة الايرانية وتوسيع منافذه علي البحر‏..‏ وقال جورباتشوف‏:‏ اذا لم تنسحبوا ووقعت الحرب عند ذاك سوف لا تلوموا الا انفسكم‏..‏ انكم ان انسحبتم‏,‏ فان الولايات المتحدة سوف لا تضربكم ابدا‏..‏ اما ان لم تنسحبوا فسوف تأتون تزحفون علي بطونكم‏!‏ وعند ذاك يكون الوقت قد فات‏!‏ نعم‏,‏ ان ضربتم فارجو ألا اراك امامي زاحفا علي بطنك‏..‏ فسحب طارق عزيز نفسا طويلا من سيجاره الطويل‏,‏ واجابه قائلا‏:‏ هذه هي فرصتنا التاريخية لكي نمرغ رأس امريكا بالوحل‏..‏ ان جيوش العالم ستتحطم علي صخرة العراق بقيادة السيد الرئيس صدام حسين فخرج جورباتشوف عن طوره‏,‏ واصفر وجهه غاضبا‏,‏ وقال قولته النهائية معلقا بصيغة التساؤل بازدراء‏:‏ انتم تمرغون رأس امريكا بالوحل ؟؟؟ واعاد صيغة عبارته بأن الاسلحة التي اعدتها الولايات المتحدة كافية لتدمير الاتحاد السوفييتي‏..‏ وبعد‏17‏ يوما علي ذلك اللقاء اندلعت الحرب‏,‏ وقصف العراق قرابة‏43‏ يوما حتي سحقت بنيته الاساسية تماما‏,‏ ثم سحق الجيش العراقي الذي بدأ بالهزيمة من الكويت وهو يسحل نفسه في طرقات جنوب العراق تحت النيران بلا جسور ولا نجدات‏..‏ ولا غذاء ولا ماء وفي اثناء الحرب‏,‏ وصل طارق عزيز عن طريق ايران الي موسكو طالبا النجدة وهو يلعق الجراح‏,‏ ولكنه رجع بخفي حنين بعد ان انتظر عدة ساعات طوال لم يلتفت اليه الرئيس السوفييتي جورباتشوف ابدا‏!!‏
‏*‏ حدثتني مرة عن وثيقة كاسترو فماذا عنها في هذا السياق؟
‏**‏ هذه وثيقة اخري لا يعرفها الا قلة من الناس‏.‏ وقد اطلعني عليها دبلوماسي عراقي لا يؤثر ذكر اسمه الان لاسباب مهنية وامنية‏,‏ تتعلق بنداء طويل وجهه الرئيس الكوبي فيدل كاسترو الي الرئيس صدام حسين قبيل وصول خافير دوكويلار الامين العام للامم المتحدة الي بغداد وبقي ساعات طوال ينتظر مقابلة صدام حسين حتي اذن له بالمقابلة‏..‏ يقول النداء بأن وضع العراق في خطر وانني اشعر كأخ وصديق للعراق بأن وضعه الدولي اصبح صعبا للغاية‏,‏ فظهر العراق مكشوفا‏,‏ اذ ليس باستطاعة الاتحاد السوفييتي ان يكون الان سندا للعراق‏,‏ وان بقاء القوات العراقية في الكويت خطيئة لا تغتفر‏..‏ وعليه‏,‏ اناشدكم باسم الحكمة والمحبة ان تخرجوا قواتكم من الكويت قبل ان تحل الكارثة‏!‏
هكذا‏,‏ اجمع العالم كله علي الخطيئة التي لم يشعر بها الرئيس صدام او من أيده في تلك الخطوة التي جلبت كل الكوارث للعراق والعراقيين‏!‏ ولكنني ارجع الي تكملة جواب سؤالك حول السيطرة الامريكية علي المنطقة وانها قد تآمرت او خططت‏..‏ اظن ان هذا تبسيط فاضح للادوار التاريخية الامريكية في المنطقة‏,‏ خصوصا وان نفوذها كان واسعا جدا منذ عهد الوفاق‏,‏ ومنذ ان شعرت الولايات المتحدة ان الاتحاد السوفييتي بدأ نجمه بالافول اثر وفاة الرئيس بريجنيف‏.‏
‏*‏ لماذا لم تجهز أمريكا في زمن بوش الأب علي صدام حسين وتركته يقتل الشيعة في الجنوب ؟
‏**‏ يبدو ان حساباتها الاولي في العام‏1991‏ علي عهد بوش الاب هي غير حساباتها الثانية في العام‏2003‏ علي عهد بوش الابن‏!‏ ثمة اسباب تقف وراء ذلك حسب قناعتي التاريخية‏,‏ منها ان العراق لم يكن مؤهلا للفوضي الداخلية كما هو حاله اليوم‏,‏ وان كلا من الامريكان والعرب معا خافوا حدوث فراغ سياسي تملأه ايران مباشرة كما تصوروا‏,‏ وان الهدف المعلن لم يكن اسقاط نظام صدام حسين‏,‏ بل يقضي بتحرير العراق‏..‏ فضلا عن كون العالم قد اقتنع بأن العراق كان يمتلك اسلحة دمار شامل‏..‏ وبالرغم من قصف مواقع حيوية عسكرية وتصنيعية عراقية‏,‏ الا ان العالم كان يجهل ما الذي كان يدور في داخل العراق‏..‏ ونحن نتذكر جيدا بأن بوش الاب قد اعلن عن فرض حصار اقتصادي علي العراق قبل غزو الكويت بأشهر وخصوصا بعد اعلان العراق عن اطلاق صاروخ نحو الفضاء وعن تمكنه من صناعة ما عجز عن شرائه فضلا عن اعدامه للصحفي البريطاني بازوفت بتهمة التجسس علي الصناعة العسكرية العراقية‏..‏ هكذا بلاد وهكذا نظام لا يمكن المجازفة بسهولة من اجل القضاء علي صدام حسين‏..‏ لقد احتاجت الولايات المتحدة الامريكية الي اكثر من عشر سنوات كي تخترق العراق وتضعفه بعد حصاره وتفتيش مؤسساته وتفجير مصانعه ومنشآته العسكرية‏..‏ واضعاف مكانته وغلق ابوابه ثم اجهزت علي نظامه وحطمت مؤسساته‏,‏ ولكن متي ؟ بعد احداث‏11‏ سبتمبر‏2001.‏ اما تداعيات هزيمة العراق عام‏1991,‏ فكان التمرد واسع النطاق في اغلب مدن العراق‏,‏ وخصوصا‏,‏ في الجنوب‏,‏ فالعراقيون سمعوا بوش الاب يحثهم علي الانتفاضة والتمرد‏,‏ فما ان حصل ذلك حتي تم القمع بأقسي الوسائل سواء في الجنوب ام الشمال‏.‏
‏*‏ قصة أسلحة الدمار الشامل تحتاج الي رؤية جديدة بعدما كانت سببا كاذبا في احتلال أمريكا للعراق هل كانت أمريكا تقدم علي احتلال العراق لو كانت لديه أسلحة دمار شامل ؟
‏**‏ لقد كانت قصة اسلحة الدمار الشامل قد غدت قميص عثمان‏..‏ ولكن لا استطيع المجازفة بالقول انها كانت سببا كاذبا في احتلال امريكا للعراق‏!‏ اننا لا يمكننا ابدا ان ننكر مشروعات العراق لاسلحة الدمار الشامل في هيئة التصنيع العسكري التي انفقت المليارات‏,‏ ولا يمكننا ايضا ان ننكر ما انفضح علي لسان حسين كامل في الاردن‏,‏ ولا يمكننا ان ننكر مشروع جبل حمرين لوضع المدفع العملاق في مواجهة اسرائيل‏,‏ ولا ننكر ان لجان التفتيش الدولية قد نجحت في الكشف عن المزيد من الاماكن وتفجير العديد من المنشآت للتصنيع العسكري التي كلفت العراقيين مليارات الدولارات‏,‏ ربما كان السلاح النووي العراقي سرابا علي حد ما شرحه المهندس العراقي الشهير عماد خدوري في كتابه الموسوم سراب السلاح النووي العراقي‏:‏ مذكرات وأوهام‏..‏ ولكن لا يمكننا ان ننفي ما كان يذيعه الاعلام العراقي وما تكتبه الصحافة العراقية وقت ذاك‏..‏ فاذا كان المسئولون يصرحون بان العراق لا يمتلك أي اسلحة دمار شامل‏,‏ فان الاعلام العراقي يصور للعالم ان العراق اقوي من الولايات المتحدة‏..‏ بل وان خطابات الرئيس صدام حسين كانت توحي لمن يسمعه بأنه اقوي رجل في العالم‏,‏ بل وصاحب اخطر دولة في العالم‏..‏ هذه الرؤية التي تدرك الولايات المتحدة مصداقيتها من عدمها قد استفادت منها في ترويج سياستها من اجل الحرب‏..‏ تلك السياسة العراقية التي كانت تقوم علي الدعاية من اجل القوة ونشر القصص عن انفاق ودهاليز تحت بغداد كلها مليئة بالاسلحة‏..‏ وقصص اخري عن الكيمياوي المزدوج‏,‏ واخري عن اسلحة جرثومية‏.‏
الاحتلال
‏*‏ هل تري ان احتلال العراق جزء من خطة أمريكية في إطار مشروع قرن أمريكي جديد الذي طرح في عهد كلينتون ؟ ام أنها جزء من تنفيذ أمريكا لطروحات بريجنسكي حول السيطرة علي القوقاز ؟
‏**‏ لا هذه ولا تلك‏..‏ السياسات الامريكية تتغير بسرعة البرق حسب مصالح ومقتضيات الحاجة والضرورة‏..‏ ولكن هذا لا يمنع ابدا من وجود خطط وافكار استراتيجية سواء تلك التي تتصل بمنطقة الشرق الاوسط او تلك المتعلقة بالحزام النفطي بين الخليج والقوقاز‏,‏ او تلك التي تتعلق بالمجال الحيوي‏..‏ في العالم باسره‏,‏ وكلها تكهنات وافكار ونظريات وطروحات لمن ليس بيده صنع القرار بدءا بكيسنجر ومرورا ببريجنسكي ووصولا الي جيمس بيكر واولبرايت‏..‏ ولكن السياسات الامريكية انقلبت رأسا علي عقب اثر احداث‏11‏ سبتمبر‏2001,‏ فلا يمكننا ابدا القول ان الخطط الامريكية قد اخذت طريقها للتنفيذ‏,‏ اذ انقلبت الخطط تماما عما كانت عليه‏!‏ اما اذا استغرقنا في جعل احداث‏11‏ سبتمبر جزءا من السيناريو‏,‏ فثمة مشروعات سرية للغاية لا يمكنني ولا يمكنك ولا يتمكن حتي قادتنا وصناع قراراتنا العرب التكهن بها‏..‏ وسيتكلم التاريخ مستقبلا عن كل هذا الذي نبحث عنه‏!‏
ولكن متي ؟ ربما بعد عشرات السنين وربما بعد مئات السنين من اليوم‏!.*‏ هل يمثل النفط العامل الأساسي في احتلال العراق ومن قبله أفغانستان أم الأمر لا يخلو من عوامل أخري سياسية وربما دينية ؟
‏**‏ اعتقد ان النفط هو احد العوامل الاساسية في احتلال العراق‏,‏ وضمن صفقة تجتمع مع عوامل اخري‏,‏ يجهلها حتي الكبار من المراقبين والباحثين الامريكيين‏,‏ وربما كانت احتياطيات النفط الهائلة في العراق واحدة من الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الامريكية تستحوذ علي المصدر للتحكم به من دون الآخرين لا علي النفط بالذات‏,‏ فافغانستان لا نفط فيها ابدا وقد احتلت قبل العراق‏..‏ انني اعتقد بأن الصراع الحالي هو ترجمة حقيقية للافكار التي قال بها هانتينجتون في صراع الحضارات كما يشاع خصوصا وان منطقة الشرق الاوسط تعد اليوم من اصعب المناطق العصية علي العالم كله‏..‏ والحظ من متابعتي للادبيات السياسية الامريكية بشكل خاص والعالمية عموما ان المنطقة الوحيدة في العالم التي هي بأمس الحاجة الي الترويض خصوصا وانها تتمتع بجيو استراتيجية المعابر بين الشرق والغرب‏..‏ ولقد توقعت منذ‏15‏ عاما‏(‏ في اكثر من ورقة بحثية منشورة في بداية تسعينيات القرن الماضي‏)‏ تحولات المنطقة من مثلث الازمات الذي عاشته المنطقة حتي انهيار الاتحاد السوفييتي والكتلة الاشتراكية عام‏1992‏ الي مربع للازمات في المنطقة‏..‏ وتحول الصراعات السياسية والايديولوجية التي سادت ذلك المثلث الي صراعات عرقية وطائفية ودينية واجتماعية ستسود في مربع الازمات‏..‏ ولكن هذه الصراعات هي اخطر بكثير مما ساد في القرن العشرين‏..‏ اذ ستتيح مثل هذه الصراعات للولايات المتحدة الامريكية خصوصا اللعب باوراق لا اول لها ولا آخر‏!‏ انني اقصد بمربع الازمات هو الشرق الاوسط الذي يقع بين خمسة بحار‏:‏ في الشمال بحر قزوين والبحر الاسود يقابلهما جنوبا‏:‏ الخليج العربي والبحر الاحمر‏,‏ ويقع البحر المتوسط غربا‏.‏
‏*‏ البعض يتحدث عن فشل أمريكي في العراق‏.‏ فهل ربحت أمريكا حربها الباردة مع الاتحاد السوفييتي وفشلت في كسب حربها الساخنة مع ما تسميه الإرهاب؟
‏**‏ لا استطيع ان اقدم حكما قاطعا‏,‏ ولكن باستطاعتي تقييم الموقف الراهن‏..‏ واذا كان هذا البعض يراهن علي سيرورة الاحداث وتوزيع النجاح والفشل‏,‏ فهو لا يدرك طبيعة التاريخ الدولي‏..‏ ولا يمكن ابدا مقارنة خصم حقيقي قديم للولايات المتحدة الامريكية له هوية وواقع وتاريخ كالاتحاد السوفييتي بخصم حقيقي جديد للولايات المتحدة الامريكية ليس له هوية ولا ارض ولا واقع ولا تاريخ‏..‏ أي انه خصم هلامي يظهر ويختفي وهو يتغلغل من حيث لا يشعر الاخرون أيا كان ذلك الاخر‏!‏ واعتقد ان الولايات المتحدة الامريكية من الغباء بمكان اذا اعتقدت يوما انها ستقضي علي الارهاب في العراق‏,‏ ولكن ربما استخدمت هذا المانشيت من اجل خديعة كبري‏!‏ واعتقد ان حربها الساخنة ضد هذا الارهاب سيبقيها زمنا طويلا ازاء هذا التحدي سواء كان الجمهوريون في الحكم او كان الديمقراطيون‏!‏ ان من اصعب الامور التي تواجهني ان اسمع مثل هذه الاحكام والتقييمات في وسائل الاعلام العربية وحتي العالمية من قبل اناس لا يدركون متاهات السياسة الامريكية وممارساتها‏,‏ ولم يعرفوا تاريخها سواء لما قبل الامبريالية او لما بعدها‏..‏ ان الامر معقد جدا ونحن نعالج قضايا استراتيجية من صلب السياسة الامريكية التي لا يمكن ان تعرف ما الذي تريده‏..‏ وبالمقارنة مع الاوربيين مثلا‏,‏ فان باستطاعتك ان تعرف من اول وهلة ما الذي تريده السياسة البريطانية او السياسة الفرنسية او حتي الالمانية‏..‏ اذ سرعان ما تنكشف الاوراق لأن هناك نزعة لدي الاوروبيين تطمح لمشاركة الاخر وفهم الاخر‏..‏ وهذا ما يستعصي جدا علي الامريكان‏.‏ وعليه‏,‏ فانت تري بأن هناك من يقول بغباء الامريكيين وهناك من يعلن عن نقيض الرأي فيقول بذكائهم‏..‏ هناك من يبقي في حيرة من الاسباب لحدث معين وآخر لا يعرف من اين يدرك النتائج‏!!‏ هناك من يؤمن مع امريكا بالارهاب‏,‏ وهناك من يخرج لينسف كل ما تدعيه امريكا‏!!‏ وعليه‏,‏ استنتج قائلا بأن السياسة الامريكية تبدو منذ بعيد الحرب العالمية الثانية هلامية لا تستطيع ان تؤمن بخط واحد لها‏,‏ او لون واحد فيها‏,‏ او اتجاه معين منها‏..‏ ولا يمكن الوثوق حتي بمن تعتمد عليهم الولايات المتحدة لأنهم لا يدركون حقيقة ما الذي تريده منهم اصلا‏!‏
‏*‏ قال بوش انه يخوض حربا صليبية ضد الإرهاب ثم قال بعد ذلك انه يواجه المسلمين الفاشيست هل هي زلات لسان ام رؤي توراتية كانت تحكم القابع في البيت الأبيض‏8‏ سنوات بفضل تأثيرات المحافظين الجدد؟
‏**‏ ربما يعتبر الناس مثل هذه التعابير الامريكية وتلك الرسومات الدنماركية وهذه النقدات البابوية او الملاحظات المقالية التي قدمها جاك سترو حول النقاب‏..,‏ او ما تصرح به المستشارة الالمانية ماركل او رئيس الوزراء الفرنسي ساركوزي او ما اسمعه من التعليقات الاعلامية الغربية الصارخة‏..‏ الخ امورا غاية في القسوة وانها وليدة هذا الزمن‏..‏ وانها نتجت بفضل المحافظين الجدد وانها رؤي توراتية او ماسونية او صهيونية‏..‏ ولكنني اعتدت علي قراءتها منذ ازمان طوال في كتب الاستشراق وكتب المؤرخين وحتي كتب الرحلات وتقارير السفراء‏..‏ من له القدرة علي التوغل في الثقافات الغربية وتواريخ تلك الثقافات‏,‏ سيجد ان هناك جملة هائلة من هذه او تلك‏..‏ ولكن لماذا جاءت ردود الافعال بمثل هذه القوة ؟ لأن جماهيرنا وكتابنا وساستنا واعلاميينا لا يقرأون ما يكتب عنهم منذ الف سنة‏!‏ انها توصيفات بشعة وهناك قصص غاية في السوء‏..‏ ولكن مقابل هذا وذاك برزت كتابات ودراسات غربية في القرن العشرين كانت بمنتهي الانصاف واحقاق الحق‏,‏ بل والتفاخر بما هو عليه ماضي العرب والمسلمين وحضارتهم‏.‏ وعليه‏,‏ اقول وكما حللت ذلك في احدي مقالاتي الموسومة حوار حضارات ام صراع ثقافات ؟ ان هذا العصر تسيطر عليه شبكة المعلومات الدولية التي باستطاعة أي انسان علي وجه الارض ان يدرك أي نص او حدث او فعل او رد فعل بشكل مباشر‏!!‏ وعندما يتحدث هذا او ذاك‏,‏ فهم يعبرون بحرية مطلقة ومن خلال ثقافة مكتسبة عن مفاهيم‏.‏
‏*‏ مثلت واقعة سجن ابوغريب دلالة أساسية في فهم التعامل الأمريكي مع الآخر كيف تفسر هذه الواقعة كمؤرخ ولماذا كان رد الفعل الرسمي الأمريكي تجاهها ضعيفا ؟
‏**‏ افسرها كمؤرخ وسياسي في آن واحد‏..‏ انها حالة شاذة تأتي في مطلع القرن الواحد والعشرين‏,‏ ولكنها واحدة من حالات مشابهة عرفها العالم اجمع من قبل المحتلين سواء في الهند او مصر او السودان او اليابان او الجزائر او جنوب افريقيا او اسرائيل‏..‏ فما وجه الغرابة في ذلك ؟ اما تسألني عن ضعف الرد الرسمي الامريكي ؟ وهل كان الرد الرسمي الامريكي اقوي في غير هذه؟فان ما حصل للعراقيين في الشوارع والبيوت والمساجد والكنائس والمدارس‏..‏ هو افظع بكثير‏!‏ ان ما حدث من اغتيال للثقافة العراقية‏,‏ والهجمة البربرية علي المتاحف والمكتبات والآثار وكل ممتلكات العراق الثمينة هو من اكبر واخطر جرائم هذا العصر‏!‏ ان ما حطم من آثار عريقة‏,‏ وما نهب من مخطوطات لا تقدر بأي ثمن‏..‏ يعد من اعظم الكوارث التي لحقت بالعراق والعراقيين‏!‏ ماذا تريدني ان اقول ؟ والمصيبة ليست بالامريكان وحدهم‏..‏ انها متمثلة ببعض العراقيين الذين ما زالوا يصفقون لكل ما حدث‏!‏
مصير العراق
‏*‏ قلت في مقال شهير لك ان العراق يستعصي علي التقسيم بينما أري ان العراق قسم بالفعل علي خارطة المذاهب والأعراق والا كيف تفسر لي التناحر الطائفي والقتل علي الهوية وكيف تفسر لي الحرب الكردية العربية علي العلم العراقي والتهديد الكردي بالانفصال والدستور ذي النكهة التقسيمية ؟
‏**‏ نعم‏,‏ ما زلت اصر علي ما قلت‏,‏ فالعراق لم ينقسم حتي الان ولم يعلن أي ناطق عن انفصال أي جزء من العراق رسميا‏..‏ ربما كانت هناك استعدادات واسعة النطاق هنا او هناك ولكنني لم اسمع عن أي طرف أنه قد اعلن الانفصال رسميا وطالب العالم الاعتراف به‏!‏ وحتي هذا التناحر الطائفي والعرقي انه ما زال يسبق العاصفة الكبري‏..‏ ان العاصفة الكبري ان حلت لا سمح الله عند ذاك يبدأ العراق بالتفكك الرسمي‏..‏ ولكن التفكك الرسمي ان حدث لا سمح الله فلا يبقي هناك لا كل ولا جزء‏!‏ سيتآكل العراق اقليميا‏,‏ وهذا ما يخشي منه‏.‏ دعهم يهجرون طائفيا هنا او هناك‏..‏ ودعهم يتناحرون عرقيا علي مناطق دون اخري‏..‏ ودعهم يتنابذون حول العلم او الشعار او أي رموز اخري‏..‏ ودعهم يتصايحون باسم الاقاليم او بغير الاقاليم‏,‏ الا انهم لا يمتلكون القدرة علي ادارة أي جزء في بحر من العواصف‏..‏ من المحتمل ان رؤيتي غير صحيحة ولكنني مقتنع بها‏,‏ ليس من باب التنطع الوطني‏,‏ ولكن خبرتي التاريخية المتواضعة في الشئون العراقية تعلمني ان هذه البلاد لا يمكنها ان تعيش مفككة وهي تحادد برا وباصعب الحدود دولتين جارتين من اقوي دول الاقليم‏!‏ ومع الاسف هذه الرؤية الواضحة تمام الوضوح لا يدركها هذا البعض من الانقساميين العراقيين‏!‏ ان التاريخ يعلمني واقصد تاريخ العراق بالذات ان العراق له القدرة علي ان يعيش حياة سياسية مركزية او ان يعيش حياة ادارية لا مركزية‏,‏ ولكن ليس بمقدور أي جزء ان يعيش منفصلا عن جزئه الاخر خصوصا وان العراق هو من البلاد البرية شبه المغلقة وان ما يربطه بعضا ببعض روابط عضوية ومنها دجلة والفرات وروافدهما‏..‏ اما اذا استهنت برؤيتي واعتقدت بالتقسيم كما هو حال بعض العراقيين‏..‏ الذين يسعون اليه ليل نهار‏,‏ بل واذهب معك بالقول ان انقسم العراق فعلا رسميا وتاريخيا وجغرافيا فسيرقص البعض ولكن بالمقابل سيتوحش البعض الاخر وستبدأ مرحلة صراع الاجزاء بعضها بالبعض الاخر وبرفقة صراع دموي ازاء الاطراف ثمة خمس معضلات اساسية ستبقي ملازمة لكل العراقيين‏,‏ هي‏:‏
‏1-‏ الحدود بين الاقاليم‏,‏ اذ لا يوجد عبر التاريخ حدود قد رسمت سابقا كما هو حال دوقيات اوروبا
‏2-‏ النفط‏,‏ فلا يمكن ان يكون لاقليم ويبقي الاقليم الاخر ساكتا
‏3-‏ المياه ومصادرها وخطوط جريانها من الشمال الي الجنوب
‏4-‏ العاصمة بغداد لمن تكون في حالة الانقسام؟
‏5-‏ المشكلة الاقليمية أي ما ينفصل جزء حتي يكون بيد الدولة الاقوي التي تجاوره‏,‏ وبطبيعة الحال سيكون الجزء الاخر بيد الدولة الاقليمية الاخري‏!‏ العراق لا تحل مشكلاته من خلال الانقسام والتشظي حتي وان كان المجتمع غير منسجم مع بعضه بعضا‏,‏ ولكن ستنتفي مشكلاته ان غابت الاحزاب الطائفية والشوفينية عن إدارته‏!‏ نعم سيبقي العراق يصارع نفسه‏,‏ وسيبقي خلال مرحلة تاريخية قد تطول او تقصر‏,‏ ثم يسترجع نفسه ليلتئم من جديد‏,‏ ولكن كم سيطير منه وكم سيبقي منه‏..‏ دع الجواب للمستقبل وأتمني ألا يحدث ذلك أبدا‏!‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.