مهما تعهد العراق بأن الكويت هي دولة مستقلة وذات سيادة فإن هناك قناعات راسخة لدي معظم العراقيين بأن الكويت هي جزء من العراق ويجب أن تعود إليه وأن الرئيس صدام حسين كان علي حق في قراره غزو الكويت عام 1990. ولذلك ما أن تظهر بوادر للصلح والتقارب بين العراق والكويت حتي تظهر علي الجانب الآخر الشكوك المتبادلة بينهما وأزمة عدم الثقة. وهذه الأيام فإن هناك أزمة جديدة بين البلدين أخرجت ما في داخل الصدور من حقائق وأحلام. فالعراقيون لن يسنوا أبدا انهم دفعوا للكويت أكثرمن 13 مليار دولار كتعويض عن الغزو ومازال عليهم أن يدفعوا تعويضات أخري تصل إلي 25 مليار دولار فضلا عن ديون مستحقة للكويت تقدر ب 16 مليار دولار. ويقولون في ذلك إن هذه الأموال التي تستقطع من قوت الشعب العراقي تسهم في رفاهية الكويت وخيرات أهله. ولذلك يشعرون بالألم مؤخرا لأن الكويت طالبت بعدم رفع العقوبات المفروضة علي العراق منذ غزو الكويت عام 1990 إلا بعد تطبيق ووفاء العراق بجميع التزاماته الدولية..! وكان رد فعل العراق مساويا لحجم الألم من هذه المطالبات الكويتية حيث بدأ عدد من النواب العراقيين تحركا مضادا يستهدف مطالبة الكويت أيضا بدفع تعويضات إلي العراق لسماح الكويت لقوات أجنبية بغزو بلادهم عام 2003. ويقول النواب إن الكويت سمح لقوات أجنبية بدخول الأراضي العراقية دون قرار من الأممالمتحدة وهو ما سبب ضررا ودمارا للبنية التحتية للعراق. ويطالب النواب كذلك بفتح كل الملفات مع الكويت ومن بينها ملف الحدود وإلغاء التعويضات. والواقع أن العلاقات بين العراق والكويت وإن شهدت تحسنا ما بعد رحيل صدام فإنها ستظل دائما تحمل مؤشرات بإمكانية تدهورها في أي لحظة، فالخلافات ليست علي التعويضات والأموال ولكنها خلافات علي الحدود والوجود وهي قضية ستظل أزلية. [email protected]