[email protected] مع تزايد عدد المسافرين إلي ما يقرب من ملياري مسافر سنوياً تستأثر منطقة الشرق الأوسط بنحو 7.7 % منها مما يجعل قطاع النقل الجوي في حاجة ماسة لمزيد من السرعة والمرونة في آليات العمل بما يتلاءم مع احتياجات ومتطلبات هذا الكم الهائل من المستخدمين بل والعمل علي تنويع وتطوير خدمات جديدة مبتكرة لزيادة قاعدة المسافرين ومواجهة المنافسة مع باقة قطاعات النقل البديلة. وتناولنا أمس في نفس هذا المكان مقترحات المنظمة العالمية للنقل الجوي إياتا لتعظيم الاستفادة من ثورة المعلومات والاتصالات في مجال تسير العمل بشركات الطيران بما يؤدي إلي توفير نحو 6 مليارات دولار سنويا لقطاع النقل الجوي العالمي من خلال تخفيض التكلفة الناجمة عن الأعمال المكتبية لإصدار تذاكر الطيران الورقية واستمرار نمط آليات الشحن التقليدية وإقامة أكشاك الخدمة الذاتية للاستخدامات العامة لإتمام إجراءات السفر مع الاعتماد علي تكنولوجيا هوية تردد الإشارة للطيران. وحذر جيوفاني بيسيجناني المدير العام والرئيس التنفيذي لمنظمة إياتا من مخاطر تأخر تقديم هذه الخدمات بمنطقة الشرق الأوسط مطالبا بالنظر إلي ما تحقق في الصين إذ ارتفع معدل إصدار التذاكر الإلكترونية من 11% في العام الماضي 2005 ليصل إلي 80 % خلال العام الجاري وبذلك تمكنت الصين من الخروج من المرتبة الأخيرة لتحتل المكانة الأولي. وأعتقد أنه لا يوجد هناك أي سبب يحول دون تحقيق الوطن العربي لمثل هذا الإنجاز حيث إن الزمن يمضي بسرعة ولم يتبق أمامنا سوي 405 أيام قبل حلول الموعد النهائي بتعميم استخدام التذاكر الالكترونية ويجب أن يزداد معدل إصدار التذاكر الإلكترونية بنسبة 6 % كل شهر، وأن نعمل سوياً حتي يكون هذا الهدف قابلاً للتحقيق. ومن ناحية أخري يعتبر الشحن الإلكتروني فرصة أخري للاستفادة من التكنولوجيا في تنمية قطاع النقل الجوي إذ إن الدول العربية تشحن ما يقرب من مليوني طن من إجمالي الشحن العالمي كل عام ويبلغ معدل نموه 18% سنويا وتتوافر لديها الظروف لدعم المزيد من النمو في هذا المجال تكاليف العمالة المعقولة -الاتفاقيات التجارية والتعريفة الجمركية - مع وجود شركات طيران تفهم أهمية الشحن وعلي الرغم من ذلك إلا أنه لا توجد هناك دولة واحدة مرشحة للمشروعات التجريبية للشحن الإلكتروني المزمع تنفيذها العام المقبل، وذلك لأنها تفتقر إلي إطار العمل القانوني والتكنولوجيا وبيئة العمل، وهذا ما يدفعنا منظمة اياتا للتركيز علي مناطق أخر وتشتمل قائمة المرشحين الأساسيين علي كل من كندا وهونج كونج وموريشيوس وهولندا ونيوزيلندة وسنغافورة والسويد والمملكة المتحدة. ويشير تقرير المنظمة إلي أن الدول العربية ربما ستلحق بالموجة الثانية من المشروعات التجريبية للشحن الإلكتروني، ولكن حان الوقت الآن لتهيئة أرضية العمل المناسبة، وذلك من خلال اقتناع الحكومات وسلطات الجمارك للتحرك بسرعة فيما يتعلق بالمسائل القانونية والتشريعية، والمشاركة في برنامج تحسين الرسائل لتبادل البيانات الإلكترونية للمنظمة العالمية للنقل الجوي "إياتا" في فترة مبكرة من العام المقبل. في النهاية نؤكد أن أمام قطاع النقل الجوي العربي فرصة كبيرة لتطوير قدراته التنافسية ومضاعفة معدلات نموه بصورة ايجابية بلغت نحو 17 % في عام 2005 كما يوفر مليون فرصة عمل ويساهم تقريبا ب 122 مليار دولار في النشاط الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط وذلك من خلال الاعتماد علي الحلول والتطبيقات التقنية التي توفرها شركات التكنولوجيا لاسيما ونحن مقبلون علي عصر السماوات المفتوحة والتي سيكون لكفاءة الخدمة والتكلفة المناسبة الكلمة العليا للمنافسة والتواجد بالأسواق المحلية والعالمية.