طالب رومانو برودي رئيس الوزراء الإيطالي بضرورة العمل علي زيادة معدلات نمو الاقتصاد الإيطالي ليتماشي مع مستويات نمو اقتصاديات دول الاتحاد الأوروبي الأخري وإلا سيصبح اقتصاد حكومة روما مهددا بالانهيار التام. وفي لقاء برودي بصحيفة الفاينانشال تايمز وصف برودي النمو القوي المطلوب للاقتصاد الإيطالي بأنه علي رأس أولويات ائتلاف شمال الوسط الذي يرأسه برودي بالإضافة إلي اهتمامه بإنعاش بعض الصناعات مثل صناعة الماكينات وصناعات أخري التي ساعدت خلال السنوات القليلة الماضية في دفع اقتصاد إيطاليا وكذلك زيادة قدرتها التنافسية بالسوق العالمية. وخلال العام الجاري من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الإيطالي إلي نسبة 2% وهو أفضل أداء له منذ 2001 لكنه لا يزال أقل من معدل نمو نظيره في دول الاتحاد الأوروبي الأخري. وقال برودي إن الاقتصاد الإيطالي إن لم ينم وبسرعة ويصل علي الأقل إلي نصف معدلات نمو اقتصاديات دول الاتحاد فسوف ينهار قريبا وسنتراجع إلي المركز ال 24 من 25 دولة اقتصادية كبري بالاتحاد. ويوجه برودي اللوم للمشكلات الاقتصادية التي خلفتها حكومة سلفه سيلفيو بيرلسكوني في مايو الماضي حتي أصبح الموقف الحالي للأمور الاقتصادية العامة بإيطاليا مأساويا.. ففي العام الماضي وصل عجز الميزانية إلي 4.1% من الناتج المحلي الإجمالي وبدأ الدين العام في الارتفاع مجددا. كذلك وجه برودي اللوم لأقرانه من قادة الاتحاد الأوروبي لعدم إيمانهم بمدي الفوائد التي ستعم من احتضان الاتحاد لعضوية دول جديدة خاصة كل من كرواتيا ومقدونيا، في الوقت نفسه يأمل برودي أن يستأنف الاتحاد الأوروبي محادثاته بشأن انضمام تركيا والحصول علي عضوية الاتحاد علي الرغم من مشكلة قبرص ومشكلة ضرورة قيام تركيا بعمل إصلاحات جذرية بعدد من أنظمتها الداخلية. يذكر أن حكومة برودي تتمتع بأغلبية لا بأس بها في الكونجرس الإيطالي، لكنه قال إنه لايزال ينوي خلال العام القادم طرح بعض خطط الإصلاح الاقتصادي مثل تحرير سوق الطاقة الإيطالي واستغلال عائدات الضرائب في تشجيع عمليات الاندماج والاستحواذ وتعزيز أبحاث الصناعة والتنمية. وعلي الرغم من هذه النظرة المتشائمة من برودي للأوضاع الاقتصادية فقد قال إن الموقف الفعلي للصناعة الإيطالية ليس بالسوء الذي يعتقده البعض، فإيطاليا لديها فائض في ميزانها التجاري إذا تم استثناء وارداتها من الطاقة. فالبنسبة لصناعة الأحذية التي تعد من الصناعات القومية والراسخة بإيطاليا فهي رغم تراجع مبيعاتها قليلا خلال السنوات العشر الماضية فإن عائداتها لاتزال جيدة، ورغم بساطة هذه الصناعة فإنها تحظي حاليا بعمليات إعادة هيكلة ضخمة مثلها مثل الصناعات الإيطالية المعقدة الأخري.