انتهي عهد امبراطور البيزنس سيليفو برلسكوني كرئيس وزراء لأكثر الدول الأوروبية تحضرا منذ مطلع التاريخ، وصاحبة ثالث اكبر اقتصاد اوروبي، وبدأ عهد رجل الواقعية أو كما يطلقون عليه "البروفسيور" الذي تولي رئاسة المفوضية الأوروبية لعقود طويلة. وعلي الرغم من ان الفارق في النتائج الانتخابية لا يعد كبيرا حيث فاز يسار الوسط بنحو أربعة مقاعد من بين ستة في مجلس الشيوخ وحصل يسار الوسط عموما علي 158 مقعدا مقابل 156 يمين الوسط، الا ان الوعود الفارقة التي لم تنته سوي بحالة انكماش اكبر في الاقتصاد الايطالي وفضائح فساد في عدة شركات كبري وخسائر في اعرق شركات السيارات وهي "فورد" التي لم تحقق أرباحا تذكر منذ ثلاث سنوات، لكن معظم خبراء الاقتصاد ينظرون لفوز برودي بنوع من الحذر فهل يحالفه الحظ الذي حالف برلسكوني في الاصلاحات الاقتصادية كما انه يحتاج للقبول من عشرة أحزاب اخري لدخول الائتلاف في حكومته الجديدة وبين الاحزاب العشرة يوجد حزبان فقط لليسار الاشتراكي نالت 7% فقط من اجمالي اصوات الناخبين. برودي عبر عن تفاؤله بدفع الاقتصاد الايطالي من حالة الركود والانكماش الي النمو بالقضاء علي الاحتكار وضبط العجز في الموازنة والذي فاق الحدود التي وضعها له الاتحاد الاوروبي أو بالاحري برودي نفسه الذي كان علي رأس المفوضية الاوروبية. وبدا واضحا ان علي ايطاليا ان تفعل شيئا حيال قوانين الاحتكار والمنافسة التي هددت قطاعا كبيرا من الشركات الايطالية. ولدي برودي وجهة نظر أخري حيال عمل الشركات الايطالية في العراق، حيث لم تنل ايطاليا ما كانت تتطلع اليه في كعكة الاعمار العراقية نتيجة مساندتها المطلقة لامريكا في غزو العراق ويحتاج الاقتصاد الايطالي لاعادة الهيكلة والاصلاح ومواجهة التضخم والسيطرة علي معدلات البطالة المتزايدة. ومع ذلك يري محللون ان برلسكوني انجز شوطا طويلا من الاصلاح الاقتصادي وعلي برودي ان يكمل المسيرة. ومع تزايد الحاجة لاستكمال تمويل صناديق المعاشات ينوي برودي تقليل سن التقاعد الي 57 عاما بدلا من 60 عاما بحلول عام 2008 كوسيلة لإعطاء فرص للقادمين الجدد في سوق العمل وبالتالي تقليل معدلات البطالة. وعلي برودي ايضا تحدي العجز في الموازنة وتقليل الدين العام الذي وصل لنسبة كبيرة من الناتج القومي المحلي. ومواجهة المنافسة الشرسة من دول شرق آسيا ذات النمو المتسارع. وتعديل السياسة التجارية في الخارج خاصة التي بدأت تغرق البلاد بقوة بمنتجاتها الرخيصة مثل الصين. وعليه ايضا ان يجد فرص عمل لنحو 20% من العاطلين الذين لم يحصلوا علي فرصة عمل حتي سن الاربعين. فهل يأتي برودي بما عجز عنه برلسكوني في اصلاح الاقتصاد الايطالي المنكمش.