انتخب رئيس الوزراء البولندي السابق يرجي بوزيك "69 عاما" رئيسا للبرلمان الأوروبي ليصبح أول مسئول من أوروبا الشرقية يتسلم هذا المنصب بعد خمسة أعوام من توسيع الاتحاد الأوروبي في اتجاه الشرق، وقد أعلن مؤخرا عن خطة لمواجهة الركود الاقتصادي في الاتحاد الأوروبي. ونال بوزيك الذي ينتمي إلي تشكيل "البرنامج المدني" "وسط يمين" بزعامة رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك العضو في الحزب الشعبي الأوروبي "محافظ"، غالبية كبيرة تمثلت في 555 صوتا "من أصل 713 صوتا" مقابل 69 صوتا لم يتم احتسابها و89 صوتا لمصلحة مرشحة اليسار الشيوعي السويدية أيفا بريت سفنسون. ويخلف بوزيك لسنتين ونصف سنة المسيحي الديمقراطي الألماني هانس جيرت بودرينج حتي مطلع 2012. وفي التاريخ المذكور سيحل مكانه اشتراكي يرجح أن يكون الألماني مارتن شولتز بموجب اتفاق للمبادلة بين أكبر كتلتين في البرلمان الأوروبي. ورغم أن رئيس البرلمان الأوروبي له تأثير محدود، فإن بولندا بذلت جهودا حثيثة الأسابيع الأخيرة للحصول علي هذا المنصب الرمزي، ورسم خطط لدفع الاقتصاد الأوروبي نحو الخروج من الأزمة المالية العالمية. وداخل الكتلة المحافظة، خاض يرجي بوزيك معركة اعتبرت بمثابة انتخابات "تمهيدية" في وجه الإيطالي الكاثوليكي ماريو ماورو مرشح سيلفيو برلوسكوني الذي انسحب الأسبوع الماضي. ويستطيع رئيس البرلمان الأوروبي أن يترأس الجلسات العامة للبرلمان واجتماع رؤساء الكتل السياسية، اضافة إلي تمثيل المؤسسة في التظاهرات الدولية أو القمم الأوروبية. وكان بولندي آخر هو برونيسلاف يريميك قد ترشح للمنصب لكنه لم ينجح. ويندرج انتخاب بوزيك في إطار التوزيع الجديد للمناصب الرئيسية داخل الاتحاد الأوروبي، أي رئاسة المفوضية الأوروبية التي يعتبر جوزيه مانويل باروزو مرشحها الوحيد حتي الآن، ومنصب الممثل الأعلي للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي في ضوء انتهاء ولاية خافيير سولانا، إضافة إلي منصب رئيس الاتحاد الأوروبي في حال المصادقة علي معاهدة لشبونة. وتسبق هذه التعيينات مشاورات صعبة، وخصوصا أن التوازن الجغرافي في أوروبا "شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ودولا كبري وصغري" والسياسي "يمينا ويسارا" يؤديان دور كبيرا. ولد يرجي بوزيك عام 1940 في عائلة بروتستانتية في بلدة سيملوفيشي الواقعة حاليا في جمهورية تشيكيا، ونشأ بعد الحرب العالمية الثانية في جنوب بولندا. هو باحث وأستاذ في الكيمياء، وانضم إلي نقابة التضامن منذ انشائها عام 1980 من جانب ليخ فاوينسا. يتقن بوزيك الألمانية والروسية والانجليزية، واثبت انه رجل تسويات حين تولي رئاسة الوزراء في بولندا أربعة أعوام "بين 1997 و2001"، إذ نجح في تحقيق مصالحة بين الأجنحة المتخاصمة داخل نقابة التضامن بهدف إجراء اصلاحات أساسية علي صعيد التقاعد والصحة واللامركزية. واقر أخيرا بأنه "فضل" ولايته الأولي كنائب أوروبي بين 2004 و2009 علي منصبه كرئيس للوزراء يحمل الكثير للاقتصاد الأوروبي الذي يحتاج للتعافي.