مشايخ جنوب سيناء يحشدون أبناء القبائل اليوم لدعم مرشحيهم    توافد الناخبين بالأزبكية للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات مجلس النواب    محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يفتتحان توسعات عيادة التأمين الصحي النموذجية    الري تزيل 327 حالة تعد على فرع رشيد لمبان مخالفة وردم داخل المجرى    رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة يدلي بصوته فى انتخابات مجلس النواب    ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية بمستهل تعاملات جلسة منتصف الأسبوع    مستوطنون يحطمون منزلا ويضرمون النار في منشأة زراعية وسط الضفة    التشيك تنصح رعاياها بمغادرة فنزويلا فى أقرب وقت    الدحيل ضد الاتحاد.. عملاق السعودية يتلقى أسوأ هزيمة منذ 2019    موعد سفر الزمالك لجنوب أفريقيا استعدادا لمواجهة كايزر تشيفز بالكونفدرالية    انخفاض أسعار الدواجن في البحيرة من 65 إلى 59 جنيها للكيلو    شريف إكرامى يعلق على اتهام رمضان صبحى بالتزوير فى محررات رسمية    المجلس التصديري للصناعات الهندسية يعلن قفزة تاريخية بالصادرات    الزراعة تُكثف جهودها لمواجهة مقاومة المضادات الحيوية في الثروة الحيوانية    في اتصال هاتفي.. ترامب لرئيسة وزراء اليابان: اتصلي بي في أي وقت    الكرملين: مشروع ترامب للتسوية فى أوكرانيا قد يصبح أساسا جيدا جدا    سعر الريال القطرى اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 فى بداية التعاملات    السلة يكشف كواليس وقرارات أحداث مباراة الاتحاد والأهلي بنهائي دوري المرتبط    تشكيل الهلال المتوقع أمام الشرطة في دوري أبطال آسيا    شريف إكرامى يؤازر رمضان صبحى فى جلسة محاكمته بتهمة التزوير    شوبير: جلسة منتظرة بين الأهلى وديانج لحسم ملف التجديد    محافظ شمال سيناء: المواطنون قدموا صورة مشرفة خلال انتخابات النواب    إقبال كبير للناخبين فى الدائرة الخامسة بالغربية    وزيرة التضامن توجه فريق التدخل السريع بالتعامل مع حالات كبار بلا مأوى    تنسيقية شباب الأحزاب : توافد الناخبين بمدرسة أجهور الصغرى ثانى أيام انتخابات النواب    رومانيا تنشر طائرات مقاتلة بعد اختراق مسيرتين مجالها الجوي    وزير الصحة يلتقي وفد اتحاد الغرف التركية لبحث التعاون الصحي والاستثمار المشترك    «الصحة»: تقديم 21.9 ألف خدمة في طب نفس المسنين خلال 2025    وكيلهما: الجزار كان قريبا من الأهلي.. وتوروب لم يطلب رحيل أحمد رضا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة الأقصر    هشام حنفي: مباراة شبيبة القبائل الأفضل لتوروب مع الأهلي حتى الآن    أسعار المأكولات البحرية والجمبري اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة قنا    أسعار الفاكهة اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر في سوق العبور للجملة    الاستعلام عن الحالة الصحية ل 11 عاملا أصيبوا في انقلاب سيارة على طريق السويس    الصحة: تقديم 22 ألف خدمة في طب نفس المسنين خلال 2025    انطلاقة قوية للتصويت بشبرا الخيمة.. تنظيم محكم وحضور لافت من المواطنين    السيطرة على حريق هائل بورشة نجارة بمدينة دهب    محامي المجنى عليهم في واقعة مدرسة سيدز الدولية: النيابة أكدت تطابق اعترافات المتهمين مع أقوال الأطفال    استقرار الطقس.. أمطار متفاوتة الشدة على السواحل الشمالية والدلتا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25-11-2025 في محافظة قنا    بعد أزمة نقابة الموسيقيين، نجل مصطفى كامل يدعم والده برسالة مثيرة    خالد عمر: إضعاف الإخوان سيفتح الباب لوقف الحرب في السودان    الآثاريون العرب يدعون لتحرك عاجل لحماية تراث غزة وتوثيق الأضرار الميدانية    معرض مونيريه بالاكاديمية المصرية للفنون بروما | صور    "درش" يشعل سباق رمضان 2026... ومصطفى شعبان يعود بدور صادم يغيّر قواعد الدراما    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر في القاهرة والمحافظات    عزيز الشافعي يخطف الأنظار بلحن استثنائي في "ماليش غيرك"... والجمهور يشيد بأداء رامي جمال وروعة كلمات تامر حسين وتوزيع أمين نبيل    دعاء وبركة | أدعية ما قبل النوم    أميرة أبو زهرة تعزف مع لانج لانج والأوركسترا الملكي البريطاني في مهرجان صدى الأهرامات    10 حقائق مذهلة عن ثوران بركان هايلي غوبي.. البركان الذي استيقظ بعد 10 آلاف عام    الداخلية تكشف تفاصيل واقعة محاولة اقتحام مرشح وأنصاره لمركز شرطة فارسكور    محافظ قنا يعلن رفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة حالة عدم الاستقرار الجوي    "الطفولة والأمومة": نعمل على توفير الدعم المادي والنفسي للأطفال الذين تعرضوا لاعتداءات    محاكمة 115 متهماً في خلية المجموعات المسلحة.. اليوم    أحمديات: تعليمات جديدة لدخول السينما والمسارح والملاعب    هل يجوز للزوج الانتفاع بمال زوجته؟.. أمين الفتوى يجيب    وزارة الأوقاف الفلسطينية تُشيد ببرنامج "دولة التلاوة"    بث مباشر.. مانشستر يونايتد ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي 2025/2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجاليات العربية في أوروبا وأمريكا والجيتو الإسلامي..!
نشر في العالم اليوم يوم 18 - 10 - 2006

دور الجاليات العربية والإسلامية في الغرب الأوروبي والأمريكي أصبح إحدي القضايا المحورية التي تشغل البال.
ومع تصاعد الأحداث الإرهابية في بعض الدول الأوروبية مثل المجموعة الأخيرة التي قبض عليها في انجلترا وألمانيا وكانت تستهدف تفجير بعض الطائرات المتجهة من لندن إلي الولايات المتحدة، يسارع البعض علي الطرف الآخر بإثارة النعرات الدينية والعنصرية التي تصل في بعض الأحيان إلي رفع شعار طرد العرب والمسلمين من المجتمعات الأوروبية مثلما تطالب حزب الجهة الوطنية في فرنسا وأحزاب التجمعات النازية الجديدة في ألمانيا وبعض الأجنحة المتطرفة من الأحزاب المسيحية الديمقراطية.
والحديث عن دور الجاليات العربية والإسلامية في المجتمعات الأوروبية والأمريكية لا يجب أن ينحصر مثلما كان في الماضي في المقارنة بين الدور العربي والدور اليهودي في تلك المجتمعات، فهناك خلافات كثيرة في الظروف والملابسات، والهدف لم يعد بالتأكيد مجرد ايجاد مراكز ضغط عربية أو اسلامية علي الخط اليهودي.
فلقد فجرت مآسي مترو الأنفاق في لندن، وتفجير قطارات مدريد، ورد الفعل العصبي والانفعالي لبعض الشرائح والطبقات في المجتمعات الغربية، ومحاولات البعض الصاق تهمة الإرهاب بفكرة الإسلام كدين إلا أن الدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الجاليات العربية والإسلامية في الغرب الأوروبي والأمريكي هو أن تكون بمثابة حلقات وصل حضارية وانسانية بين الوطن المهجر والوطن الأم.
ويبدو واضحا أن أفكار صموئيل هنتجتون المفكر الاستراتيجي الأمريكي والقريب من أجهزة القرار في واشنطن حول صراع الحضارات قد أخذت تكسب مساحات أوسع بين شرائح المجتمعات الأوروبية والغربية، ويبدو أيضا أن هذه الافكار تمثل المنطلقات الأساسية لمجموعة المحافظين الجدد في واشنطن والتي تجسدها سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش، بل البعض والسياسيين ورجال الدين الأوروبيين والأمريكيين من الأحزاب المحافظة ذات الطابع الديني أو العرقي.
والضجة التي أثارتها تصريحات بابا روما حول الإسلام أو الرسوم الكاريكاتورية في بعض الصحف الأوروبية هي في واقع الأمر تصب في طاحونة الصراع الديني والعنصري، تماما مثل تلك الأعمال الارهابية التي قام بها البعض من أبناء الجاليات العربية والإسلامية في بعض المدن الأوروبية والأمريكية.
لقد أعاد هنتجتون صياغة الأفكار العنصرية التي خرج بها المستعمرون الأوروبيون في القرن التاسع عشر والقرن العشرين لتبرير عمليات استعمار واستغلال الشعوب علي اعتبار أن ذلك شكل من أشكال تحضير وتثقيف الشعوب المختلفة، وارتبطت تلك الدعوات الفجة في ذلك الوقت بنظريات عرفية ودينية كانت تعتبر الاستعمار الأوروبي والأمريكي بمثابة تبشير ديني وحضاري، وساهم القساوسة مع التجار الرأسماليين الأوروبيين في غزو المجتمعات الافريقية والآسيوية واللاتينية تحت هذا العلم المشترك.
وقام صموئيل هنتجتون استاذ هارفارد بتقديم الأساس النظري الحديث لهذه الأفكار الخطرة في كتابه صراع الحضارات والذي قسم فيه العالم إلي سبع أقاليم ثقافية وعلي أساس ديني وجغرافي منها الاقليم الثقافي في الغرب الأوروبي والأمريكي علي صفاف الاطلنطي حيث تسود القيم المسيحية واليهودية وحث تسود الديمقراطية والعقل والعلم، والمنطقة الثقافية العربية والإسلامية التي تمتد من أواسط وجنوب شرق آسيا إلي شرق الأطلنطي في افريقيا مرورا بالشرق الأوسط، وتسود هذه المنطقة القيم الإسلامية التي يعتبرها هنتجتون قيما جامدة وغير ليبرالية ومعادية للعقل والعلم.
وهناك المنطقة الكونفوشيوسية التي تضم الصين وعددا من مجتمعات شرق آسيا وهي منطقة يعتمد تراثها علي عبادة الفرد ولا توجد بها أسس ديمقراطية، ثم المنطقة البوذية، والمنطقة السلافية، والهندوكية، ومنطقة ثقافة الانكا في أمريكا اللاتينية.
ويعتبر هنتجتون أن الصراعات والحروب القادمة هي صراعات ثقافية ودينية خاصة بين الثقافة الغربية وقيمها المسيحية واليهودية والثقافة الإسلامية وأيضاً الكونفوشيوسيه اللتين اعتبرها ثقافتين معاديتين لقيم الغرب في الليبرالية والديمقراطية والعقلانية.
وتعتبر نظريات المفكر الامريكي هنتجتون هي البديل عن الصراعات السابقة التي سادت العالم طوال القرن العشرين والتي كانت تقوم علي أساس قومي واجتماعي والتي أفرزت حركة التحرر العالمي، وقيام أكثر من خمسين دولة حديثة علي أساس قومي كما أفرزت الاتجاهات الاشتراكية التي رفعت شعار العدالة الاجتماعية والمساواة بغض النظر عن العرق واللون والجنس والدين.
والغريب أن هذه الأفكار تجد لها أرضية خصبة بين الجماعات الأصولية والمتعصبة في الغرب الأوروبي والأمريكي أيضا في الشرق العربي والإسلامي بل وصل الأمر أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بمساندة طالبان وكل الاتجاهات الاسلامية المتطرفة، فهي التي دربت بين لادن والملا عمر والظواهري وساندت الفكر الوهابي الأصولي حينما دخلت معهم في تحالف واضح في السبعينيات والثمانينات في افغانستان وعلي أساس انهم يمثلون جبهة الإيمان والمؤمنين ضد جبهة الكفار والاشتراكيين.
ولكن الأمور عادت إلي الافتراق بل العداء بعد ذلك وتضاربت الأهداف خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بمعسكر شرق أوروبا الذي كان يمثل من وجهة نظر السياسات الأمريكية والاسلامية المتطرفة معسكر الشر والالحاد.
وتقول الدراسات التي أجريت حول نشاط الجاليات العربية والإسلامية المتواجدة في التجمعات الغربية في أوروبا وأمريكا أن 75% منهم يرفضون الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة رغم حصولهم علي الجنسية ويعيشون في دوائر عائلية مغلقة، ويرفضون حتي وجود أبنائهم وبناتهم في مدارس الدولة ويلحقونهم غاليا بمدارس اسلامية خاصة يسيطر عليها الفكر التكفيري والاصولي.
كما تسجل التقارير ردة عكسية في الاتجاه الثقافي والمعرفي فبينما كان جيل محمد عبده وطه حسين والكواكبي وغيرهم من رواد حركة التنوير العربي والاسلامي يذهبون إلي الجامعات في الغرب الأوروبي والأمريكي ويتفتحون علي الحرية والمعرفة، فإن بعض الجاليات العربية والإسلامية في أوروبا وأمريكا يرسلون أولادهم إلي بعض المعاهد والجامعات الإسلامية في باكستان والسعودية وبعض الدول التي تسيطر علي بعض جامعاتها أفكار ومناهج متطرفة مثل جامعة لاهور في باكستان والتي تخرج فيها قادة طالبان.
وابتعدت تلك الجاليات عن دورها التاريخي في ان تكون حلقة وصل حضارية وانسانية بين الوطن المهجر والوطن الأم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.