قدم الشعب البريطاني - في سابقة لم تحدث من قبل - هدية من نوع خاص لرئيس الوزراء توني بلير بعد انتهاء مظاهرة التضامن مع الشعبين اللبناني والفلسطيني التي بلغت اكثر من مائة الف متظاهر. ولو كنت مكان توني بلير لألغيت كل مواعيدي وامتنعت عن الذهاب الي مكتبي يومها..! واتجهت علي الفور الي مبني التليفزيون لأوجه كلمة للشعب البريطاني ابدؤها باعلان استقالتي ثم اتوجه الي المكان الذي وضعت فيه الهدية التي كانت عبارة عن تلال من احذية الاطفال وامام الكاميرات انحني بتواضع شديد لأجمع هذه الاحذية الصغيرة التي قامت بوضعها الامهات الانجليزيات امام مقر رئاسة الحكومة في لندن.. ثم احيي الشعب البريطاني واعلن قراري الخطير والقاضي بالتخلي عن رئاسة الحكومة واختياري مهنة "جزماتي"!! إن الامهات البريطانيات العظيمات اهتدين الي هذه الفكرة في صباح ذلك اليوم الذي كان يغطي فيه الضباب العاصمة لندن وقمن بخلع احذية اطفالهن الصغار وتركنها هدية متواضعة للسيد توني بلير الذي وقف متفرجا امام جرائم الجيش الاسرائيلي في حق الاطفال في لبنان وفلسطين حيث كانت قوات الجيش الاسرائيلي تقتلهم بوحشية يوميا بالعشرات بقنابل عنقودية صناعة امريكا زعيمة العالم الحر..!! وقامت الامهات البريطانيات العظيمات بتقديم احذية الاطفال الضحايا الابرياء الذين طحنتهم الحرب.. وكتبن لرئيس الوزراء رسالة يقلن فيها: املأ بها ثقوب تاريخك المشين اللاهث خلف حماقات بوش الذي يوزع القتل بالمجان علي بني الانسان سواء في افغانستان والعراق أو فلسطينا أو لبنانا أو خذ هذه الاحذية الصغيرة وعلقها نياشين علي صدرك القاسي واصنع منها تمثالا لك ولمثلك الاعلي القابع علي القمة الاخري من الاطلنطي الذي حول تمثال الحرية في الولاياتالمتحدة الي تمثال للعبودية العصرية..! لقد كانت الرسالة حضارية وتعبيرية وقاسية وأعتقد انها اصابت توني بلير في القلب، هذا ان كان له بالفعل قلب..! لقد كانت هذه هدية مناسبة لتوني بلير فما الهدايا المناسبة للحكام الذين اصيبوا بالحول والصمم وعمي الالوان؟ انهم في الحقيقة لاحول لهم ولاقوة امام الامريكان. اما توني بلير الذي اختار ان يتحول الي مهنة "جزماتي" فسوف يكون الاشهر في التاريخ .. ومبروك عليه وظيفته الجديدة..!