لم يبق في العراق مكان آمن حتي المساجد لم تعد آمنة للمصلين يوم الجمعة او غيره من الايام ولكن اختيار يوم الجمعة يكون مهما بالنسبة للمسلحين الذين يقصدون ايقاع اكبر عدد من الخسائر البشرية بالعراقيين. والذين يرتادون المساجد هم من العراقيين او المسلمين من العراقيين او غيرهم، ولذلك فالهدف من الهجوم علي المساجد واضح تماما وهو عمليات انتقام بين عناصر مسلحة من السنة ومن الشيعة او هكذا يريد البعض ان يبدو الامر، فالمساجد التي تتعرض للهجوم تتبع السنة او الشيعة ويقوم بالعمليات مسلحون ملثمون يريدون القتل وازكاء نار الفتنة الطائفية ليس الا. ويقول مراقبون داخل العراق ان الميليشيات المسلحة تلعب دورا خطيرا لافشال المساعي السياسية الرامية الي اجراء مصالحة وطنية والاتفاق علي اجراء حوار سياسي بين الفصائل المتنازعة علي السلطة الان والتي تدعم اجنحة سياسية سنية او شيعية. وفي نفس الوقت لايزال مسلسل تفجير السيارات في الاماكن المزدحمة التي يرتادها العراقيون سواء المطاعم او الاسواق الشعبية، مستمرا ليحصد عشرات الارواح يوميا ويخلف مئات الجرحي والمصابين. ويبدو ان المحرك الاساسي لعمليات العنف في العراق هو الصراع بين القوي السياسية للحصول علي نصيب اكبر من السلطة وعدم تمكين الحكومة ذات الاغلبية الشيعية من الاستقرار في الحكم والمضي قدما في تأكيد وجودها وتثبيت اركانها وبالاضافة الي ذلك فهناك عصابات مسلحة لا علاقة لها بالسياسة وانما تستثمر الوضع القائم لممارسة عمليات اجرامية وهي ايضا تستمر في اشعال نار الفتنة للمحافظة علي التوتر القائم للحصول علي مكاسب. والملاحظ ان بعض الدوائر السنية في العراق توجه اتهاما لجهاز الشرطة في العراق بالمشاركة او التغطية علي اعمال بعض المسلحين في الهجوم علي شخصيات او مساجد او تجمعات سنية وتطالب بحل هذا الجهاز واعادة تشكيله. وفي نفس الوقت تتهم بعض الدوائر الشيعية فصائل سنية بدعم القاعدة وتنفيذ مخططاتها في العراق بل تطالب تلك الدوائر الشيعية ديوان الوقف السني في العراق باعلان موقفه من تنظيم القاعدة المتهم بقتل العراقيين بالجملة عقابا لهم علي مهادنة الاحتلال الاجنبي. الموقف في العراق يزداد تعقيدا ولكن كشف المواقف الحقيقية لبعض اللاعبين الاساسيين امام الشعب العراقي قد يكون وسيلة فعالة لايقاف التدهور في العلاقات ذات الطبيعة الطائفية .. ولو كان جهاز الشرطة ضالعا حقا في اعمال العنف فعلي العراقيين ان يكشفوا ذلك للرأي العام.