وزارة الأوقاف تعلن عن وظيفة وكيل دائم (الشروط وطريقة التقديم)    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الثلاثاء 19 أغسطس    حركة القطارات | 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. اليوم الثلاثاء    الأمم المتحدة: غزة تسجل نصف قتلى عمال الإغاثة في العالم    رئيس الوزراء يصل مقر انعقاد منتدى مجلس الأعمال المصري الياباني في طوكيو    هل محادثات ماكرون مع ترامب تتطرقت إلى تنازل أوكرانيا عن أراض؟    موعد مباراة المصري وبيراميدز في الدوري الممتاز والقناة الناقلة    تجديد حبس المتهمين بالاتجار في المخدرات على دراجة نارية بالجيزة    يعرض قريبا، تعرف على قصة وأبطال مسلسل أزمة ثقة    نجلة طلعت زكريا تكشف سر عن أحمد فهمي تجاه والدها الراحل    أوبن إيه آي تدرس إضافة إعلانات ل ChatGPT بحذر    ميزة جديدة على واتساب تتيح جدولة المكالمات الجماعية بسهولة    دراسة تحذّر من الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في الفحوص الطبية    وداعا لتقديرات الأطباء، الذكاء الاصطناعي يحدد موعد ولادة الجنين بدقة 95 %    الماريجوانا على رأس المضبوطات.. جمارك مطار القاهرة تحبط محاولات تهريب بضائع وأسلحة بيضاء ومخدرات    ضبط سائق دهس شابًا وفر هاربًا بالفيوم    وزير الزراعة: نستهدف 12 مليار دولار صادرات زراعية هذا العام.. وإضافة 3 ملايين فدان خلال 3 سنوات    ماكرون: لا سلام دون توفير الضمانات الأمنية لأوكرانيا    أوتشا: نحو 86% من مساحة غزة تخضع لأوامر إخلاء أو مناطق عسكرية    إصابة عامل إثر حريق داخل مطعم فى منطقة التجمع    مخاطر الخلط بين أبحاث علوم الفضاء وفقه أحكام الفضاء    رئيس «مدينة مصر»: نسبة إلغاء التعاقدات فى معدلاتها الطبيعية ولا تتجاوز 6%    «الصفحة اتقفلت».. آمال ماهر تحسم موقفها من عودة «الإكس» (فيديو)    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد بيان وزارة المالية (اعرف هتقبض كام؟)    5 شهداء جنوب شرقى مدينة دير البلح    تحت عنوان «حسن الخُلق».. أوقاف قنا تُعقد 131 قافلة دعوية لنشر الفكر المستنير    رسميًا.. 24 توجيهًا عاجلًا من التعليم لضبط المدارس قبل انطلاق العام الدراسي الجديد 20252026    عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025 بأسواق الصاغة    الاتحاد الأوروبي يخفض وارداته من النفط إلى أدنى مستوى تاريخي    رئيس وزراء السودان يطالب الأمم المتحدة بفتح ممرات إنسانية في الفاشر    د. إيهاب خليفة يكتب: الثورة المعرفية الجديدة .. الاستعداد لمرحلة الذكاء الاصطناعي «العام»    مستند.. التعليم تُقدم شرحًا تفصيليًا للمواد الدراسية بشهادة البكالوريا المصرية    فرصة لطلاب المرحلة الثالثة.. تعرف الجامعات والمعاهد في معرض أخبار اليوم التعليمي    تفاصيل إصابة علي معلول مع الصفاقسي    الزمالك يطمئن جماهيره على الحالة الصحية ل«فيريرا»    وقت مناسب لترتيب الأولويات.. حظ برج الدلو اليوم 19 أغسطس    «زي النهارده».. وفاة الكاتب محفوظ عبد الرحمن 19 أغسطس 2017    "أقنعني وتنمر".. 5 صور لمواقف رومانسية بين محمد النني وزوجته الثانية    "الجبهة الوطنية بالفيوم" ينظم حوارًا مجتمعيًا حول تعديلات قانون ذوي الإعاقة    عشبة رخيصة قد توفّر عليك مصاريف علاج 5 أمراض.. سلاح طبيعي ضد التهاب المفاصل والسرطان    محافظ سوهاج يُقرر خفض تنسيق القبول بالثانوي العام إلى 233 درجة    عماد النحاس يكشف موقف لاعبي الأهلي المصابين من المشاركة في المباريات المقبلة    مفاجأة حول عرض لانس الفرنسي لضم ديانج من الأهلي    حقيقة إصابة أشرف داري في مران الأهلي وموقف ياسين مرعي من مباراة غزل المحلة    شام الذهبي في جلسة تصوير رومانسية مع زوجها: مفيش كلام يتقال    حدث بالفن | مطرب مهرجانات يزيل "التاتو" وإصابة فنانة وتعليق نجل تيمور تيمور على وفاة والده    أوكرانيا تعرض صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار على الرئيس الأمريكي للفوز بضمان أمني    للربط مع مصر.. إنزال الكابل البحري عالى السعة في مدينة العقبة بالإردن    محافظ الدقهلية يفتتح حمام سباحة التعليم بالجلاء بتكلفة 4.5 مليون جنيه.. صور    أستاذ تاريخ: مقولة "من النيل إلى الفرات" تزييف تاريخي صدره الصهاينة    ضياء السيد: الأهلي سيواجه أزمة أمام بيراميدز.. والتسجيل سيدين محمد معروف    «لو العصير وقع علي فستان فرحك».. حيل ذكية لإنقاذ الموقف بسرعة دون الشعور بحرج    ما علاج الفتور في العبادة؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجوز قضاء الصيام عن الميت؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: تركة المتوفاة تُوزع شرعًا حتى لو رفضت ذلك في حياتها    رئيس «جهار» يبحث اعتماد المنشآت الصحية بالإسكندرية استعدادآ ل«التأمين الشامل»    البحوث الفلكية : غرة شهر ربيع الأول 1447ه فلكياً الأحد 24 أغسطس    هل المولد النبوي الشريف عطلة رسمية في السعودية؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إجراءات أمنية مشددة بعد ربط الهجوم على الكنيسة العراقية بالانتقام لكاميليا ووفاء قسطنطين
نشر في الشعب يوم 02 - 11 - 2010

قامت أجهزة الأمن المصرية، أمس الاثنين، بإجراءات أمنية مشدد حول جميع الكنائس بالقاهرة والمحافظات، وذلك خشية قيام تنظيم القاعدة بردود فعل انتقامية على احتجاز الكنيسة الأرثوذكسية "أسيرات مسلمات"، كما قررت الكنيسة الأرثوكسية القيام بعدة إجراءات احترازية، منها أن يكون الدخول لحضور "العظات" بإظهار صليب اليد وبالبطاقة الشخصية، بعد أن أمهل تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، الموالي ل "القاعدة"، الكنيسة الأرثوذكسية المصرية 48 ساعة للإفراج عمن قال أنهن "مسلمات أسيرات في سجون الأديرة" في مصر، في أعقاب الهجوم الذي تبناه التنظيم على كنيسة بحي الكرادة وسط مساء الأحد وقتل فيه 52 شخصا.
وبث تنظيم "دولة العراق الإسلامية" أيضًا تسجيلاً مصورًا منسوبًا إلى "مقاتل" يقود مجموعة انتحارية يهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر إذا لم يتم إطلاق سراح كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، وقال إنه إذا لم يلب المسيحيون فى مصر مطلب التنظيم "ستفتحون على أبناء ملتكم بابًا لا تتمنونه أبدًا ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة، فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدف لنا إن لم تستجيبوا"، على حد التهديدات.
مزاعم بتورط مصريين
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن مسئول عراقى بارز، زعم أن المحققين وجدوا فى مكان المذبحة الدموية داخل كنيسة "سيدة النجاة" بحى الكردة ببغداد، جوازى سفر مصريين وثلاثة جوازات يمنية، زعمت أنها تعود لمرتكبى الحادث الذين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة.

وقالت الصحيفة إذا ثبت صحة هذا، فهذا سيكون بمثابة الصفعة للمسئولين العراقيين والأمريكيين الذين يؤكدون أن تنظيم القاعدة فى العراق كان يجد صعوبة بالغة فى تجنيد المقاتلين الأجانب خلال الأعوام الأخيرة، وأنه ضعف بشكل كبير، غير أن الواقعة الأخيرة أظهرت مدى قدرته على تنفيذ عمليات خطيرة.

وقالت "واشنطن بوست"، إن استهداف الكنيسة لم يكن متوقعاً بالمرة وغير معتاد، نظراً لأن الجماعة المتشددة وجهت مصادرها المتناقصة خلال العام الماضى لشل رموز الحكومة العراقية التى تهيمن عليها الأغلبية الشيعية.

وأشارت الصحيفة إلى أن جماعة "دولة العراق الإسلامى"، هى جماعة تابعة للقاعدة فى العراق، أعلنت مسئوليتها عن الهجوم الغاشم فى بيان نشرته على شبكة الإنترنت أمس الاثنين.

وذكر البيان، أن الدافع وراء الهجوم على "سيدة النجاة"، كان التقارير التى تفيد باحتجاز الكنائس المصرية لمسلمات، فى الوقت الذى أنكرت فيه الكنيسة هذه الإدعاءات، واستهانت بتقارير القاعدة، ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه التقارير لم تلتف لها وسائل الإعلام العراقية الغارقة لأذنها فى متابعة الجمود الذى أصاب محدثات تشكيل حكومة عراقية بعد انتخابات 7 مارس البرلمانية، والانفجارات التى تهز أرجاءها على وتيرة منتظمة.

وقالت "واشنطن بوست" إن سبب اختيار مرتكبى الحادث لكنيسة عراقية بارزة كساحة لمعركتهم للإفراج عن السيدات المفقودات فى مصر يبقى محل غموض كبير.

رفض مصرى
من جانبها، أبدت مصر إدانتها الشديدة للاعتداء على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد، وعبرت عن رفضها "الزج باسمها في مثل هذه الأعمال الإجرامية".

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، حسام زكي، إن مصر "تدين بشدة العمل الإرهابي الهمجي" الذي استهدف كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة بغداد الأحد، وأكد "رفض مصر القاطع الزج باسمها أو بشئونها في مثل هذه الأعمال الإجرامية".

وأعرب المتحدث عن خالص التعازي المصرية لأسر الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين، مؤكدًا على تضامن مصر مع الشعب العراقي بكافة طوائفه في هذه الظروف الصعبة.

من جانبه، عبر صفوت الشريف الأمين العام للحزب "الوطني" عن رفض الحزب الحاكم في مصر جملة وتفصيلا الزج باسم مصر في الاعتداءات الإجرامية التي تعرضت لها كنيسة الكرادة.

وأضاف الشريف، أن الحزب يعرب عن رفضه لذلك، مؤكدا أن الشعب المصري، بمسلميه ومسيحييه، هم شعب واحد يعيشون في وطن واحد يستظلون بقيم الوطنية المصرية والمواطنة، وطالب بضرورة التعامل بحزم مع من يستهدف المساس بالوحدة الوطنية أو يقوم بعمل من شأنه تهديد الأمن المصري أو أى تهديد للكنائس المصرية.

فرق "كشافة" وأجهزة كشف المتفجرات!
وبلغت حالة التأهب ذروتها أمس في جميع الكنائس، بعد أن تعاملت الكنيسة المصرية مع التهديدات على نحو جدي، إثر بيان التنظيم الذي قال إنه نفذ الهجوم على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك، والذي أسفر عن مقتل 52 من الرهائن ورجال الشرطة، "نصرة لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مصر المسلمة"، ومنح الكنيسة الأرثوذكسية مهلة في مصر 48 ساعة "لتبيان حال أخواتنا في الدين المأسورات في سجون الأديرة والكنائس في مصر وإطلاق سراحهن جميعهن".

وعقد الانبا شنودة اجتماعًا صباح الاثنين مع سكرتاريته الخاصة، علاوة علي الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس، تناول تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنائس في مختلف أنحاء مصر، وطالبهم فيه بدعم الحراسة المسلحة الخاصة بفرق الكشافة التي نشأت داخل الكنائس.

وقالت مصادر مقربة، أن معظم الكنائس تمتلك أجهزة تفتيش عن المتفجرات، كما تقوم بنشر أجهزة مراقبةعلى مداخل الكنائس والكاتدرائيات، والأديرة.

حق الدفاع عن النفس
وأجرى الانبا شنودة اتصالاً مع أحد قيادات الحزب "الوطني"، أبدى فيه انزعاجه بشدة من تلك التهديدات غير المسبوقة التي وجهتها "القاعدة" للكنيسة الأرثوكسية، مطالبًا السلطات بتكثيف الحراسة علي الكنائس والأديرة، وأكد أن الكنائس لها حق الدفاع عن نفسها بأي صورة تراها مناسبة.

كما طالبت الكنيسة الكنائس المصرية بدول المهجر الأجهزة الأمنية في تلك الدول اتخاذ إجراءات أمنية مشددة حول الكنائس، خشية أن ينفذ التنظيم تهديداته، مع استمرار احتجاز وفاء قسطنطين زوجة كاهن أبو المطامير التي تحتجزها الكنيسة منذ أوائل العام 2004، بعد تظاهرات حاشدة للمسيحيين آنذاك للضغط على الدولة بعد اعتناقها الإسلام انتهت بتسليمها إلى الكنيسة التي تتحفظ عليها في أحد الأديرة، وأيضًا مع رفضها الاستجابة لدعوات المسلمين في مصر، إثر العديد من التظاهرات خلال الشهرين الماضيين لإطلاق كاميليا شحاتة زوجة كاهن دير مواس التي تحتجزها الكنيسة منذ أواخر يوليو الماضي، بعد القبض عليها إثر توجهها إلى الأزهر لتوثيق إسلامها.


الدخول بالصليب والبطاقة!
كما بدأت كاتدرائية المسيحيين الأرثوذكس بالعباسية، في تشديد الإجراءات الأمنية علي الزائرين والحضور، قبل يوم من العظة الأسبوعية للبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية يوم الأربعاء، وإنتهاء المهلة التي أعلن عنها تنظيم "دولة العراق الإسلامية"، وفرضت الكنيسة على راغبي الدخول إبراز تحقيق الشخصية وعلامة الصليب في اليد، والمرور من جهاز كشف المعادن بالإضافة إلي تفتيش حقائب اليد للسيدات.

وقامت "فرق الكشافة" بالكاتدرائية بتمشيط الكنيسة والمباني الملحقة بها والانتشار في أرجائها لتوقيف أي مشتبه به.

وكشف مصدر أمني من داخل المقر عن وجود نية لدى الكنيسة بمنع دخول السيارات أثناء عظة البابا كأجراء أمني وقائي.

كما كشف مصدر بارز بالمقر البابوي، أن البابا يدرس إلغاء الإحتفال بعيد جلوسه ال 39، المقرر إقامته منتصف الشهر الجاري إذا ما ثبتت خطورة حقيقية على حياته من جانب القاعدة، وذلك بعد الرجوع للسلطات الأمنية التي ستنصح بما يجب عليه فعله.

وأضاف المصدر أن هناك عدة بدائل مطروحة لتأمين الكنيسة خلال الاحتفال، سواء بتكثيف الحشود الأمنية، وأجهزة الإنذار، وتفتيش الحضور ، فضلاً عن دراسة إمكانية عقده في دير وادي النطرون لسهولة تأمين الدير بشكل أفضل إلا أنه أكد أن البابا لم يقرر بعد إلغاء حفل عيد الجلوس بشكل نهائي.

وحاول كهنة الكنائس التهوين من أمر التهديد الذي وجه للكنيسة، مشددين على المسيحيين بضرورة الحفاظ على الحضور للكنيسة للصلاة والعبادة "لأن الحافظ هو الله".

وأكد مصدر كنسي قريب من الانبا شنودة، أن البابا لم يعط أمر التهديد أي أهمية، واعتبره عملا خسيسا قائلاً "البابا أكد على حفظ الروح القدس للكنيسة ومباركتها لمصر"، وفق قوله، مشيراً إلى أن "المسلمين والمسيحيين في مصر لا فرق بينهم وأن الرئيس مبارك يهتم بأمن مصر والمصريين إلي أقصى درجة"، على حد تعبيره.

وأضاف المصدر "البابا أكد أن استمرار المسيحية في مصر نتيجة لطبيعة مصر السمحة، ومساندة المسلمين لأخوتهم المسيحيين ووقوفهم معهم في الشدائد"، مشددا على أن "المسيحيين ليسوا قلة في البلد ولكنهم كثر بمساندة إخوتهم المسلمين".

52 قتيلا
وكان مصدر أمنى عراقى، قد أفاد بارتفاع حصيلة قتلى حادث احتجاز الرهائن فى كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك فى حى الكرادة بالعراق إلى 52 شخصا.

يذكر أن تنظيم القاعدة فى العراق الذى يطلق على نفسه اسم "دولة العراق الإسلامية" أعلن مسئوليته عن الهجوم.

كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين
وكاميليا شحاته ووفاء قسطنطين هما المسلمتان المصريتان اللتان تحدثت عنهما مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة في العراق لتبرير الهجوم على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد أمس الذي قتل خلاله 37 مسيحياً.

وأعلنت وزارة الداخلية العراقية، الاثنين 1-11-2010، أن 52 شخصاً ما بين رهائن ورجال شرطة قتلوا أمس الأحد خلال عملية للقوات العراقية لتحرير أكثر من 100 مسيحي كاثوليكي احتجزهم مسلحون رهائن.

وقال الفريق حسين كمال، وكيل وزارة الداخلية، إن 67 شخصاً أصيبوا خلال العملية التي تمت في الكنيسة الواقعة في حي الكرادة بوسط بغداد ونفذها مسلحون يطالبون بالإفراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر، مبيناً أن هذا العدد يتضمن فقط الرهائن ورجال الشرطة وليس المهاجمين.

وتبنى تنظيم "دولة العراق الإسلامية" الموالي للقاعدة الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة البشارة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة بالعاصمة العراقية بغداد، وأمهل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية 48 ساعة للإفراج عن مسلمات "مأسورات في سجون أديرة" بمصر، وذلك بحسب مركز "سايت" الأمريكي المتخصص في مراقبة المواقع الإلكترونية الإسلامية.

وفي أول رد فعل على الهجوم كثفت قوات الأمن المصرية، الاثنين، إجراءاتها الأمنية حول جميع الكنائس والكاتدرائيات في العاصمة ومختلف المحافظات، عقب تهديدات التنظيم العراقي الموالي للقاعدة باستهداف الكنائس في مصر.

وقال مصدر أمني مصري إن وزارة الداخلية المصرية نظمت حملات مرورية مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات لمنع أي انتظار للسيارات أمامها، كما قامت قوات الأمن بزيادة التدقيق في هويات مرتادي الكنائس.

وعقد المجمّع المقدس بالكنيسة المصرية اجتماعاً لبحث تهديدات تنظيم القاعدة.

وتأتي تهديدات القاعدة لمسيحيى مصر عقب الدعوات للتحرك من أجل زوجتي كاهنين مصريين اعتنقتا الإسلام، ولهذا السبب تم احتجازهما داخل أحد الأديرة.

وبثّ التنظيم أيضاً تسجيلاً مصوراً منسوباً إلى "مقاتل" يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة الأرثوذكسية في مصر إذا لم يتم إطلاق سراح زوجتي الكاهنين "المعتقلتين" كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين.

وجاء في التهديد "إذا لم يلبِّ الأقباط مطلب التنظيم ستفتحون على أبناء ملتكم باباً لا تتمنونه أبداً ليس بالعراق فحسب بل في مصر والشام وسائر بلدان المنطقة، فلديكم عندنا مئات الآلاف من الأتباع ومئات الكنائس وكلها ستكون هدفاً لنا إن لم تستجيبوا".

وتكاد كاميليا شحاته ووفاء قسطنطين أن تكونا أشهر امرأتين في مصر بسبب كونهما زوجتي اثنين من قساوسة الكنيسة المصرية بسبب اعتناقهما الإسلام مما أثار توتراً بين المسلمين والمسيحيين تفجر في تظاهرات داخل كاتدرائية العباسية في القاهرة احتجاجا على مزاعم ب"خطف المرأتين وأسلمتهما بالقوة"، وتظاهرات مضادة أمام عدد من المساجد اعتراضاً على "إخفاء الكنيسة للمرأتين وإرغامهما على العودة للمسيحية".

وكانت كاميليا شحاته قد "اختفت" لمدة خمسة ايام في يوليو الماضي قبل أن تتمكن أجهزة الأمن من التعرف إلى مكان إقامتها لدى صديقة لها. وأرغمت المرأة الشابة التي غادرت منزل الزوجية بعد مشاجرات عائلية على العودة إلى الكنيسة في حراسة الشرطة.

وانتشر خبر اعتناقها الإسلام، وهو ما حاولت نفيه الكنيسة الأرثوذكسية.

أما وفاء قسطنطين فقد "اختفت" كذلك لفترة قصيرة في عام 2004، وذاعت أخبار اعتناقها الإسلام قبل أن تسلمها أجهزة الأمن إلى الكنيسة التى تعتقلها فى مكان مجهول.

وأثارت قضية وفاء قسطنطين، التي زعمت الكنيسة أنها "أرغمت على ترك دينها" غضب البابا شنودة الثالث، بطريرك المسيحيين الأرثوذكس الذي قرر الاعتكاف في دير وادي النطرون لمدة 15 يوماً تعبيراً عن احتجاجه على موقف الدولة الذي زعم أنه يتسم بالتساهل إزاء من يحاولون أسلمة المسيحيين، وفق ادعائه.

مقتل جميع المهاجمين
وقال جندي عراقي شارك في عملية "تحرير" الرهائن "لقد قتلنا الإرهابيين الثمانية الذين كانوا داخل الكنيسة"، مشيراً إلى أن "إرهابياً تاسعاً" كان ضمن المجموعة لكنه فجّر نفسه داخل الكنيسة قبل هجوم القوات العراقية والأمريكية.

وكان المسلحون التسعة قد احتجزوا المصلين داخل كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة رهائن.

وقال المطران شليمون وردوني "لقد وردتنا معلومات تفيد أن إرهابيين احتجزوا عدداً من المصلين وكاهنين رهائن في الكنيسة. إنهم يطالبون بإطلاق سراح إرهابيين معتقلين في العراق ومصر".

وأدانت كل من باريس وروما عملية احتجاز الرهائن في الكنيسة.

كما دعا الفاتيكان إلى "حل سريع ودون عنف" لقضية الرهائن، كما صرح المتحدث باسم الكرسي الرسولي الأب فيدريكو لومباردي.

وقال الأب لومباردي "إنه وضع محزن للغاية يؤكد صعوبة الأوضاع التي يعيشها المسيحيون في هذا البلد"، مضيفاً "نحن نتابع الوضع عن كثب، ونأمل حلاً سريعاً ودون عنف أو ضحايا".

وجدير بالذكر أن كنيسة المهد فى الأراضى الفلسطينية المحتلة كانت قد تعرضت لهجمات إرهابية قام بها جنود الاحتلال الصهيونى إبان انتفاضة الأقصى، واستشهد عدد من المقاومين الذين لجأوا إلى الكنيسة فى الاعتداء الهمجى الذى لم يحظ بأية إدانات أو حتى شجب من دول أوروبا التى تعادى الإسلام فى السر والعلن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.