أخيرا بدأت تلوح بعض بوادر انفراج الأزمة المحتدمة بين إيران والغرب بسبب اصرار الولاياتالمتحدة علي تصفية البرنامج النووي الإيراني رغم تأكيد طهران المستمر علي الطبيعة السلمية لهذا البرنامج وإعلانها المتكرر عن استعدادها لاخضاع أبحاثها النووية لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتأكيد ضمان الطابع السلمي لهذه الأبحاث.. وأيضا رغم تأكيد عدد من أجهزة المخابرات العالمية في مقدمتها المخابرات الأمريكية والروسية أن إيران تحتاج إلي سنوات طويلة تتراوح بين 5 و10 سنوات حسب تقديرات مختلفة للتوصل إلي صنع سلاح نووي بشرط أن تسعي إلي ذلك فعلا.. وأن تكون أبحاثها بعيدة عن الاشراف الدولي.. وهو أمر غير قائم. والواقع أن القدرة التدميرية الهائلة للأسلحة النووية تجعل العالم كله حريصا علي بذل كل جهد ممكن للحيلولة دون انضمام دول جديدة لقائمة من يملكون هذا النوع من أسلحة الابادة الجماعية الأكثر شمولا والأبقي أثراً، فإن الأجيال تتوارث الآثار المميتة وتتأثر التكوينات الجينية لمن ينجو من الموت..! والأسلحة النووية هي: القنبلة الذرية القنبلة الهيدروجينية قنبلة الكوبالت والقوة التدميرية المباشرة للجيل الأول في القنابل الذرية (وهي بدائية إذا قورنت بالأحداث) حوالي 2 كيلو متر في كل اتجاه، وفي هذه المساحة لا ينجو إنسان ولا حيوان أو نبات.. ويصاحب ذلك ما يعرف بالغبار الذري المشع الذي يصهر المعادن والأبدان وتتوارث آثاره المدمرة أجيال عديدة. ويتكون النادي الذري من تسع دول هي: أمريكا روسيا والصين فرنسا بريطانيا الهند باكستان إسرائيل كوريا الشمالية وتقف إيران والبرازيل علي الباب. وتقوم فكرة القنبلة الذرية علي تفكيك ذرات اليورانيوم عالي الخصوبة فينتج عن ذلك سلسلة انفجارات متتالية سريعة جدا في ذرات الوقود النووي للقنبلة فيتم الانفجار الكلي خلال ثوان ويعتبر الغبار الذري المشع فتاكا بخطورة الانفجار التدميري. وصناعة المفاعلات الذرية تعتمد علي أعلي درجات التقنية وتتكلف أموالا باهظة وتحتاج لمساحة واسعة لأن المفاعل يتكون من وحدات عديدة أطولها قنوات التبريد بالماء لتخفيف درجات الحرارة العالية جدا والمصاحبة للانقسام الذري المتوالي السريع جدا. أما فكرة القنبلة الهيروجينية فتقوم علي نظرية اندماج ذرات أربع في ذرة واحدة مما يولد طاقة تساوي ثلاثة أضعاف انشطار الذرة.. ومن الناحية الفعلية فإن أمريكا وروسيا فقط هما اللذان يملكان هذه القنابل. وقنبلة الكوبالت تم التوصل إلي فكرتها نظريا ولم يتمكن أحد من الوصول لتقنية تصنيعها، هذا وقد استخدمت القنبلة الذرية في أغسطس عام 1945 عندما ضربت أمريكا مدينتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان وخلفت دمارا هائلا ومئات الآلاف من القتلي وأكثر منهم من المشوهين.. ومازالت الكارثة مستمرة حتي الآن (أكثر من ستين سنة) وقد توصلت الولاياتالمتحدةالأمريكية لصناعة قنابل نووية صغيرة ذات اشعاعات محدودة لاستخدامها لدك التحصينات المنيعة في باطن الأرض في كل من افغانستان والعراق. هذا وتستخدم الولاياتالمتحدة ذخائر مشعة، مصنعة من اليورانيوم المخصب 1- لمستنفد deleted ur ولها قوة تفجيرية كبيرة في حالة القذائف وسرعة وقوة الاختراق في حالة الطلقات، وبالطبع فإن تلوث ميدان المعركة حاصل، مما لا يهم أمريكا والمادة المفجرة داخل هذه الذخائر جديدة وحديثة تسمي C4 وC3 وهي أشد فتكا من مادة TNT شديدة الانفجار. وتخزن الاسلحة النووية في محطات فضائية خارج الغلاف الجوي، أو في اعماق البحار أو في باطن الأرض وطبعا يحتاج الأمر إلي امكانات تقنية هائلة في كل صور التخزين. استخدام السلاح النووي يحتاج إلي صواريخ باليستية (بعيدة المدي) تحمله إلي أرض العدو أو إلي قاذفات قنابل أضعاف سرعة الصوت قادرة علي الافلات من الرادار وأشهرها B52 الأمريكية وتسمي القلاع الطائرة وأيضا القاذفة الروسية توبيلوف TU. وتطلق الصواريخ في قواعد برية أو من سفن حربية أو في غواصات أو حتي من محطات فضائية وفي كل الأحوال تقطع معظم المسافة خارج الغلاف الجوي حتي تكتسب سرعة فائقة وتنعم بالأمان ثم تنقض علي الهدف بنصف ميل. بيد أنه لا يمكن لأي دولة جديدة الانضمام للنادي النووي بامتلاك أسلحة ذرية للأسباب الآتية. 1- المحاذير الدولية التي تحرم بشكل قاطع تصنيع أو امتلاك السلاح النووي وإلا استخدمت ضده الدولة (المارقة)ا لقوة طبقا للمادة السابعة من ميثاق الأممالمتحدة..! 2- التقنيات العالية والتكاليف الباهظة التي تعجز الدول النامية عن امتلاكها. 3- بالنسبة للعرب وإسرائيل لا يمكن استخدامها ضد إسرائيل لتماس الحدود الجغرافية ولعوامل اخلاقية ولتحالف أمريكا وأوروبا معها بشكل غير موضوعي. 4- عدم امتلاكنا لصواريخ باليستية أو قاذفات قنابل مجهزة لذلك. 5- استحالة حماية مخزون الاسلحة النووية من الهجمات القادمة عبر السماوات المفتوحة أو حتي في قيعان البحار كضربة استباقية تجهض كل الجهد العسكري الذري، فنحن لا نملك محطات فضائية لمراقبة السماوات أو البحار. بيد أنه من حق كل دولة في العالم استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، خاصة أن عصر البترول قارب علي الانتهاء.. وأما بالنسبة لنا فإنه يمكن الاستغناء عن السلاح النووي بشكل مرحلي بالشروط الآتية: أ- تدريس التكنولوجيا العالية بكل مجالتها في جامعاتنا والعناية بالتعليم المتطور. ب- توظيف ورقة الامتناع عن امتلاك قنبلة ذرية في العالم العربي مقابل سلام شامل تنزع فيه سلاح إسرائيل النووي بضمانات دولية لكل الأطراف.