دعا الأمير طلال بن عبدالعزيز، رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم الإنمائية ( أجفند) إلى التوصل إلى اتفاقية أمنية بين إيران ودول الخليج العربي، بهدف تجنيب منطقة الخليج ويلات الصراع وأعباء سباق التسلح على حساب إمكانات وفرص التنمية والتقدم. واقترح الأمير أن تتضمن الاتفاقية الأمنية النقاط التالية : أولاً : إلتزام صريح وقاطع من دول مجلس التعاون الخليجي بعدم استخدام أراضيها أو مياهها الإقليمية أو مجالها الجوي في أي عمل عدائي ضد إيران . ثانياً : ضمانات إقليمية ودولية كافية لكي يطمئن الطرفان إلى حصر استخدام الطاقة النووية في أغراض سلمية ، وينطبق ذلك على برنامج إيران النووي الحالي ، كما على البرامج التي بدأ بعض دول المجلس في الإعداد لها من خلال مشروعات لإقامة مفاعلات نووية . وتهدف هذه الضمانات إلى عدم تطوير أسلحة دمار شامل أو قدرات نووية عسكرية في منطقة الخليج تحت أي ظرف .
ثالثاً : تشمل الضمانات الإقليمية والدولية أيضاً آليات واضحة ومحددة تضمن تفتيشاً كاملاً وجدياً وصارماً من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جميع المفاعلات النووية الحالية والمتوقعة لدى الطرفين ، مع وضع سقف محدد ومتفق عليه لعملية تخصيب اليورانيوم ، وضمان عدم تجاوزه تحت أي ظرف .
رابعاً : لمزيد من الضمانات والإطمئنان المتبادل يمكن أن يتفق الطرفان أيضاً على صيغة لرقابة دولية موثوق بها منهما على مجمل ترساناتهما العسكرية ، وإيجاد آلية مشتركة للتشاور الفوري عند وقوع أي حادث أو ظهور أي مؤشر يرى فيه أي منهما تهديداً لأمنه .
وقال الأمير طلال :" إن الأخطار المتزايدة التي تهدد منطقة الخليج من جراء الصراع حول البرنامج النووي الإيراني ، وعدم وجود أفق واضح لهذا البرنامج في ظل إصرار طهران على أنه ذو طابع سلمي ، واعتقاد دول غربية في أن له أبعاداً عسكرية".
وأعرب الأمير عن وجود أسباب موضوعية للشكوك المتبادلة بين الطرفين قائلا :" دول مجلس التعاون الخليجي لا تثق في نوايا إيران وما يبدو من ملامح لمشروعها الإقليمي، وبصفة خاصة برنامجها النووي الذي لم يثبت حتى الآن بشكل قاطع أنه مخصص للاستخدام السلمي وأنه لن يستغل لتطوير أسلحة نووية"، و" يعزز شكوك دول الخليج ما يصدر من تهديدات من أركان الدولة، والتي كان آخرها الحديث عن قيام إيران بتسليح ما أسماه أحد كبار المسؤولين فيها جيوش الحرية في المنطقة". وعلى الجانب الأخر لا تثق طهران في نوايا دول مجلس التعاون الخليجي تجاهها، قائلا :" تعتقد طهران بإمكانية استخدام أراضي هذه الدول منطلقاً لهجوم عسكري أمريكي ضدها بالرغم من المساعي التي بذلتها هذه الدول وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية لتأكيد حسن نواياها وعدم استعدادها للدخول في تحالف مع الولاياتالمتحدة، أو الوقوف معها إذا أرادت القيام بعملية عسكرية ضد منشآت نووية أو غيرها في إيران". نسعى للسلام والتنمية وقد ختم الأمير تصريحاته قائلا: "إنما ندعو إليه اليوم في هذه الظروف غير الطبيعية هو إبتكار صيغة غير تقليدية لاتفاقية أمنية تساهم في تجنيب منطقة الخليج ويلات الصراع وإبعاد سباق تسليح قابل للتوسع والتصاعد إلى غير حد على حساب إمكانات وفرص التنمية والتقدم وازدهار الشعوب".